الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دريد لحام من جوقة وعاظ السلاطين منذ أن وُجِد

هفال زاخويي

2011 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


منذ سنوات كثيرة ، وفي جلسات نقاشية كانت تجمعني بأصدقاء وزملاء إعلاميين وأدباء وكتاب ، كنت اتمسك برأيي وبقوة بأن الفنان السوري دريد لحام يؤدي دور التهريج السمج مثل الشاعر العباسي السمج (أبو دلامة)، ولم يكن دريد رغم وقوف الشاعر الكبيرمحمد الماغوط وراء أعماله الفنية يمثل القمة في الفن العربي وفي الكوميديا العربية ولا حتى في الدراما السورية، لقد أراد دريد أن يبني له هالة وهمية ويفرض نفسه من خلال بناء خصوصية له عن طريق اسم واحد في جميع أعماله (غوار الطوشة) ليأتي في جميع أعماله أيضاً بنفس الثياب والقبقاب المزعج، فدموعه في مسرحياته القاتمة لم تكن الا دموع التماسيح ، وهو صنيعة للنظام الحاكم يُستخدَم كأداة رخيصة لجس نبض الجماهير من جهة ، ولتنويمها والهائها وافهامها بأن مأساة الشعوب العربية تكمن في اسرائيل لا في حكوماتها... وها قد أثبتت الأحداث ان رأيي كان في محله، فالكرامة التي كان يتحدث عنها ويناشدها في مسرحيته (كأسك يا وطن) يقصد بها تهييج المشاعر لتعبئة الرأي العام السوري والعربي الى حد ما ضد إسرائيل ، ولم يقصد أبداً كرامة الإنسان المهانة في بلده وفي البلدان العربية ، وها هو نظامه الذي يدافع عنه الآن وبصلافة يؤكد مدى استهانته بكرامة الانسان... وهذا يشبه فتح سوريا لحدودها من ناحية الجولان هذا اليوم لاحداث ضجة تدير انظار الاعلام عن المذابح الجارية في سوريا.
لقد جاءت الثورات العربية الحالية بنتيجة رائعة فهي على أقل تقدير كشفت زيف دريد وأمثاله من الفنانين سواء في مصر أو سوريا أو غيرهما ، وأسقطت الأقنعة الجذابة عن الوجوه القبيحة لهؤلاء المرتزقة الذين يستهينون بدماء شعوبهم ، كما أسقط سقوط النظام العراقي الأقنعة عن وجوه اؤلئك الفنانين والمثقفين والكتاب والشعراء من أصحاب كوبونات النفط الذين كانوا وما زالوا يلهثون وراء العظام المتبقية من فتات موائد الطغاة ويمسحون الأكتاف.
في لقائه الأخير قبل أيام مع قناة (anb) ، قال دريد لحام بنص العبارة: (مهمة الجيش السوري ليست الوقوف بوجه إسرائيل بل الحفاظ على الأمن الداخلي لسوريا وتحقيق السلم المدني)، إذن هو بهذا التصريح وبصلافة ما بعدها صلافة كشف عن وجهه القبيح واعترف باكذبوته الشهيرة في كأسك يا وطن (بدنا شوية كرامة) فحتى الكرامة التي كان يعتقد بها بأنها تكمن في مواجهة اسرائيل قد سحبها ، ليكشف عن وظيفة الجيش العقائدي السوري بأنها ( وظيفة الحفاظ على الأمن الداخلي أي قتل النساء العزل والشبان في الشوارع ) ... إنه جيش يقتل جمهور دريد لحام ، فماذا يقول دريد المرتزق الفنان الاستاذ الجامعي لطفل فقد اباه قبل يومين برصاص الجيش السوري والأمن السوري وكان هذا الأب يحب ويحترم ويقدر دريد لحام كفنان وطني؟! لاأدري كيف يجيب غوار الطوشة الباحث عن الكرامة في (كأسك يا وطن) عن هذا السؤال في مهزلة النظام في نفس الوطن ... اهذا هو جيش سوريا عنوان الممانعة والمقاومة التي كنت تتغنى بها يا دريد لحام ؟!
سيكون هذا الدريد ملزماً بالإجابة على هذا السؤال أمام محكمة الشعب القادمة هو وغيره من المهرجين من مرتزقة الفنانين ، باب الحارة سيُغلق لتنفتح أبواب الجحيم على دريد لحام وأمثاله من المرتزقة والكذابين من الدجلة ووعاظ السلاطين .
على غوار الطوشة الآن أن يفسر رؤيته الفلسفية للـ(الكرامة) التي كان يناشدها في ( كأسك يا وطن) ...لأنه الآن فعلاً - أمام شعبه الذي ينزف دماً – بحاجة الى (شويه كرامة)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنتم استاذ هفال زاخوني
فاطمة العراقية ( 2011 / 5 / 16 - 18:30 )
هناك مثل يقول (هذه الساحة وهذا الملعب ) واليوم بانت وتوضحت الصورة تماما امام من يركض وراء ذاته ومصلحته الشخصية متناسيا ان هناك شعب يقتل وتسحق كرامته
وبعد سنرى مانرى من وجوه تاجرت كثيرا بحب الاوطان والكرامة
تحية واعتزاز .وهذا ايضا موقف رائع منكم للتذكير بتلك الشخصيا ت التي اخذت منا الكثير من مشاعر المحبة والاحترام .


2 - شكرا استاذ هافال نحن بحاجةجدا الى مثقفين عضوي
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2011 / 5 / 16 - 21:13 )
لقد وضعت استاذ هافال يدك على الجرح واحسنت بهذه المقالة العميقة المعنى ليس فقط في تاءديب المارق غوار بل انها تصلح على طريقة واسمعي ياجاره
انا اتذكر الايام الصعبه الخطيرة التي مرت علينا ايام البعث الفاشي في عراقنا الجريح وكيف كان ادباؤنا واكاديميينا يلءبون مجاراةالدكتاتور الاهوج اتذكر الراحل ميي زنكنه والاحياء البواسل -كمثال-محمد خضير ومحمود عبد الوهاب والاكاديمي دكتور كمال مظهر-حينما قام المقبور صدام في نهاية 99 وبداية 2000 بمقابلات امام الكامرا مع بعض مثقفي العراق ورغم ان القتل كان ينتظرهم فاءنهم ابوا الا ان يكونوا عراقيين شرفاء
واليوم نحن باءشد الحاجه الى امثلة طيبه ولو رمزيه للموقف السليم للمثقف العراقي الذي يريد ان يعيش حتى بعد موته في الذكر الطيب من قبل ابناء شعبه
ان يكونوا عقلا ولسانا واداء منحازا للحق والحقيقة ولمساعدة شعبنا الجريح في استعادة وعيه العصري النبيل بعيدا عن خزعبلان رجال الدين والرزه خونية وكذالك بعيدا عن العنصرية القومية الكريهة واعطاء المثل الحسن في الانتماء لشعبنا وللانسانية وحتى باستعمال لغة نبيلة راقيه بعيدا عن المكونات والمناطق التنازع عليها شكرا استاذ هاف


3 - شكرا استاذ صادق
هفال زاخويي ( 2011 / 5 / 16 - 21:19 )
من القلب اشكر تقييمك استاذ صادق المحترم

اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز