الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صحة الدكتاتور مثيرة في جميع الاحوال!

جمال الخرسان

2011 / 5 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


قبل ثلاث سنوات حكم بالسجن على الصحفي المصري ابراهيم عيسى بالاضافة الى آخرين من زملائه بتهمة مساس الامن القومي المصري! وكذلك الاضرار بالاقتصاد المصري من خلال نشر اخبار تتعلق بمرض الرئيس مبارك مما دفع بمليارات من الاستثمارات التي من المفترض قدومها الى مصر دفعها للبحث عن مناخات اخرى اكثر امنا! السلسلة الطويلة من الاتهامات الصقت بالرجل لانه نشر اخبارا تتعلق بصحة الرئيس المصري حسني مبارك!
بناءا على تلك التهمة الخطيرة حكم ابراهيم عيسى بالسجن لمدة عام! كي يكون بذلك عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بامن الدولة ومستقبلها الواعد عبر الاقتراب من صحة الرئيس! حتى لو تجاوز ذلك الرئيس السبعين عاما!
هكذا كانت صحة الرئيس جزءا لايتجزأ من سياق آية التحريم، فهي من الممنوعات بل من كبائر الذنوب.. ! هذا طبعا قبل ايام ميدان التحرير، اما في مرحلة ما بعد ميدان التحرير فالامور معكوسة تماما. اصبح ذلك الرئيس الذي يتطير شرا من اقتراب الاعلام من صحته اصبح يشيع في الاعلام ( آه يا قلبي ! ) ويستغيث باطباء القلب والدماغ .. كلما اقترب منه المحققون! وتسوء حالته اكثر فاكثر وفقا لما هو معلن على الاقل كلما اقترب موعد نقله الى سجن ( ليمان طرة ) القصة ذاتها تنطبق تماما على حالة زوجته سوزان مبارك حيث هي الاخرى رفعت لافتة المرض هروبا من العدالة!
سبحانه مغير الاحوال من حال الى حال ..! فما يشاع حتى نهاية عام 2010 عن صحة الرئيس المصري وربما اي رئيس عربي آخر ما يشاع لايتعدى كون الرئيس يتمتع بصحة جيدة لايعرف اليها المرض طريقا باي حال من الاحوال! اما اليوم فالمعادلة مختلفة تماما الى حد السخرية .. المرض هو الملاذ الوحيد للدكتاتوريات السابقة. وكأن السلطة هي الدواء السحري الوحيد القادر على ابقائهم مدى الحياة.
مفارقة ليست غريبة عن منطقة جغرافية حبلى بالمفارقات، فحال مصر كحال غيرها من البلدان العربية التي وصفها ذات يوم شيطان من شياطين الشعر العربي في نونية شهيرة رائعة ( ام عوف ):
يا (أم عوفٍ ) عــجــيــبـــاتٌ ليــاليــنا يُـــدنـيـنَ أهـــــواءنا القصوى ويُقصينا
في كـــل يـــومٍ بلا وعـــيٍ ولا سببٍ يُنزلن ناســـاً على حـــكـــــمٍ ويعلينا
يا ( أم عـــــــــــــــوفٍ ) وما آهٍ بنافعةٍ آه عــــلى عــــابثٍ رَخْـــــصٍ لماضينا
آهٍ عـــلى حــــائرٍ ســــاهٍ ويرشــــدنا وجـــــائرِ القـــصـــدِ ضِلِّيلٍ ويــهـــدينا
آهٍ عــــلى مـــلــعــبٍ - أن نستبدَّ به ويــســـتــبـدَّ بنا - أقــصـــى أمـــانينا

الرجل المعافى قبل ان يسقط والعليل حد الاحتظار بعد ان اطيح به، ورد عنه في إحدى وثائق ويكليكس بانه حذر الرئيس جورج بوش من مغبة إزاحة صدام حسين لان ذلك يعني ( أن العراقيين سيتنفسون وهذا خطر كبير!). لقد تنفس العراقيون وبعدهم تنفست بقية البلدان العربية .. صدق مبارك فالموازين تغيرت كثيرا كما تغيرت مسألة التطرق لصحته.. من قضية تتعلق بالامن القومي الى ورقة محروقة يتستر ورائها الرجل العجوز كلما سمع بمفردة السجن! كذلك اصبحت التدخلات العسكرية للقوى الكبرى في المنطقة العربية من قوات احتلال الى قوات صديقة! وهكذا عشرات المفارقات الاخرى .. ( آه يا قلبي ) .. عجيبات ليالينا!


جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من