الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانسان العراقي بين مفهوم الامة والايدلوجية ....

حسين الصالح

2011 / 5 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الامة العراقية هي اشبه بعذراء تحارب بعشرة اظافر بلورية كواسر المغتصبين الذين لطالما حاولوا سرقة عذريتها فهي ام الحضارة وام الدين وام الماء والسماء .. فالعراق هو تلك البقعة المقدسة التي اخترعت الدين وجعلت منه طفل الحضارة المدلل فنحن من اخترعنا الالهة ونحن من قدمنا اجسادنا اضاحي دامية على مذبح الهتنا..وكثيرة هي الدلائل والبراهين فهذا مردوخ ابا الالهة واينانا او عشتارالهة خصبنا ورحلة البرزخ الكلكامشية بدات من اوروك وقصص التوراة اليهودية لم تخط الا بطين بابل ونينوى لم تكن الا تلك الحاضنة التي اختزلت حلم المسيح بكنائسها واديرتها , واحفاد يحيى لا يتعدون كونهم سكان العراق الاصليين فدين الماء لم يستطع الابتعاد عن اريدو والهها المائي وبذرة الدين الحنفي التي بدئت هجرتها من اور الناصرية وابراهيم الخليل ليستقر بها المطاف بعد قرون طوال في نجف علي ابن ابي طالب وكربلاء الحسين .. تناسلت الاديان وتعددت اشكالها ولكن يبقى الاصل واحد ..فبلاد الرافدين هي تلك البقعة الاكثر قدسية في الكون لا لانني رافدي متعصب ولكن الدين اقدس مقدسات البشر والعراق هو مهد الدين فنحن قد اخترعنا الكتابة وحفضنا بها اديان البشرية فمن الطبيعي ان تكون ارضنا مقدسة .. ولكن هل استطاع الدين ايجاد لغة تعايش بين البشر باختلاف معتقداتهم؟؟ فامتنا العراقية لم تبتعد عن هذا الصراع الديني المتعدد الصور وهذا ماولد عقد البقاء والصراع الابدي والذي تجسد بالنظرية الدارونية والبقاء للاقوى .. هنا تكمن المشكلة العقد النفسية المتراكمة التي اطاحت بالشخصية العراقية فنحن نقطة التقاء الحضارة والبداوة ونحن مركز التنافر الديني المتراكم على مدى العصور..لذلك فان الازدواج الواضح في الشخصية العراقية هو ليس بظاهرة غريبة فالعراقي على مدى تارخيه الطويل لم يعرف الاستقرار لا على المستوى البيئي ولا السياسي فريح الصحراء وقيمها وعاداتها ودينها قد امسوا الاعب الاكبر في دورة حياة العراقي منذ الطفولة الى السكينة الابدية.. ومن الجانب الاخر فحضارة السهل وعذوبة اللحن الجنوبي باتت هي المفر الوحيد او مايسمى الهروب الى الوراء اي انها نقطة الملتقى لجميع التنافرات التي تغمر الشخصية العراقية.
مشكلتنا اننا محتلون فكريا فنحن وللاسف لانملك اختيار خياراتنا ولانملك حتى ان نفكر لمرة واحدة في صحة موروثنا للاسف قد قتلت في داخلنا النزعة الخلاقة والجدلية اصبحت ضرب من الجنون او الهرطقة .. فنحن امام شعب يعيش حالة معاناة مستمرة وفي ظل هكذا ازمات لاخيار له الا الاستسلام لثقافة الفكر الدخيل فنحن قد دفنا عراقيتنا وجعلنا منها شعار فاقد الصلاحية واستبدلنا جنتنا بجنة الخلد الموعودة .. للاسف نحن نعيش في متاهة التناقضات فنحن اعداء انفسنا فقد خلعنا عنا ثوبنا السومري واستعضنا عنه بعبائة نستر بها عيوبنا ونخبئ تحتها كرهنا لانفسنا فمشروع الامة العراقية هو صراع الجذور والفروع فاما ان تحنق الفروع جذورها وتقيدها اويرفض الجذر فروعه المشوهة .. فالانتماء للعراق هو ليس مجرد شعار جميل نزين به صفحاتنا واحاديث سمرنا بل هو ثورة على الواقع وعلى المقدسات البديلة وعلى كم الخطوط الحمراء التي رسمناها بايدينا ولكي لاتبعدنا واقعيتنا عن مشكلتنا الازلية الا وهي حالة الازدواج التي نعيشها والارث التراكمي الذي تحول الى عبء يثقل علينا خطواتنا نحو المستقبل فلابد لنا من تحديد مشاكلنا ونضع الحلول المنطقية لها واولها واهمها هو ايجاد تعريف واضح لمعنى كلمة (الانسان) فللاسف ان الانسان العراقي كان على مدى القرون الماضية الوقود الذي يحرق لاجل تحقيق الغايات اي ان الايدلوجية كانت دائما الغاية والانسان هو الوسيله لتحقيقها ولكن اليوم في مشروع الامة العراقية سنطرح فكرة مغايرة الا وهي الايدلوجيات ستسخر لخدمة الانسان وسوف تسقط كل المقدسات الوهمية وينصب البشر ملكا عليها وبهذه الطريقة ستكون الامة هي الرمز الانساني والاخلاقي والبشري الذي ستختزل تحت لوائها كل الانتمائات البديلة التي لطالما حاولت استعباد البشر لتحقيق غاياتها المختلفة وبالتالي استطاعت هذه الايدلوجيات ان تجعل من البشر تجمعات متحاربة لاتجمعها مشتركات في حين مفهوم الامة العراقية سيجمع البشر تحت شعار واحد الا وهو الانسان اي اننا اوجدنا عاملا مشتركا واحدا وسنسخر لاجله كل النظريات التي من شانها تحريره وجعله الاله الارضي الذي لطللما كان الاضحية للاله الوضعية والسماوية .. فنحن خلفاء الله في هذا الكون ونحن امراء انفسنا فان استطعنا ان نعيد للانسان العراقي قيمته عندها سيكون مفهوم الامة العراقية هو البديل الوحيد للخروج من حالة الاستسلام والانقسام التي عصفت باالانسان العراقي .. هذه دعوة من الامة العراقية لنشر ثقافة الانسان بدل من ثقافة الفكر الانساني التي تحاول استعباد البشر !!!!1



1- اللجنة المبادرة لمشـروع الأمــة العــراقية
http://www.facebook.com/group.php?gid=28388261895

2- أرشيف الأمــة العــراقية
http://www.facebook.com/pages/أرشــيف-الأمــة-العـــراقيـة/214893651869953

3- المنبر الثوري الحر .. خاص للحوار والنقاش بواقع الأمة العراقية الحالي
http://www.facebook.com/home.php?sk=group_153556588032181&ap=1

4- مجموعة الأمــة العــراقية .. لنعتز بهويتنا العراقية أولا
للبحوث والدراسات والحوارات الجادة
http://www.facebook.com/home.php?sk=group_196331113736733&ap=1








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل