الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غناء لقمر بعيد –9-

غريب عسقلاني

2011 / 5 / 17
الادب والفن


غريب عسقلاني قصة قصيرة

حليب اللوز

وحدي..
أجوس في بيتٍ منسي هنا, ووحدك تحاصر الوقت بالغياب في بيت أوصدت أبوابه عليكَ هناك بجدران الجليد!!
كيف يمر الوقت هذا الشتاء؟!
هل يطل عليك وجهي مع ومض البرق, ويحملني الرعد إليكَ عل كف اشتياق!!
وهل أخبرتك الريح أنهم قصفوا هامة النخلة,عندما حلمت بالعصافير ذات ربيع, فصامت عن إرضاع التمر حليب العسل, وظلت واقفة شاهدة على المكان, وأن ذاكرة النخيل تحولت إلى غناء ينبئ العرافات أن نوى التمر أينع فسائل خضراء على امتداد الضفتين, وأن التمر لا بد قادم مع بياض الفجر ذات صيف
هل تهشم فينا الوقت يا صاحبي, ومات بيننا حتى الكلام!!
هل سمعت ما جاء في ذيل نشرة الأخبار بأنهم أطلقوا مسميات جديدة للمطارح, وأن مرابعنا صارت مقبرة للتائهين عن أسمائهم بعد أن لاذوا بجذع النخلة كي لا يموتوا غرباء.. وأن الفسائل مدت نحوهم جذورها ودثرتهم ببقايا الحلم الجميل
وهل ما زلت يا صاحبي تتذكر ا لم تعلنه الأخبار, يوم كنت تشهق سجائركَ لتفر من الكابوس لى الحلم, تقضم دخان تبغ متخم بالرطوبة والملل اللزج.. فآخذك إلى صدري, وأوسدك عين قلبي, فتأخذني لفافة بين شفتيك.. تشهقني مع نبض القرنفل.. وتهتف:
- هاتي الشاي معشقا بالزنجبيل..
***
وحدي..
في فناء البيت وشجرة لوز يتيمة تطل على شرفتي, وتعيش الصقيع, عارية من الأوراق, تجف في فصل الشتاء تصبح أعواد حطب ممصوص وكأنها على انتظار حطاب يأخذها إلى تنور فرن, أو جرن نار في مدفأة..
هذه الليلة يا صاحبي لم تحمني الأغطية من وخز الصقيع فصحوت ارتجف.. كانت الشجرة تتكئ على شرفتي, بهية مغلفة ببياض عناقيد الجليد, تشع زرقة دافئة.. هتفت بها:
- كيف تصبرين على ثوب الجليد؟!!
ضحكت الشجرة مختالة:
- هذا موسم الدف امتصاص الدفء من عين الجليد, وحقنه في نبض نوار الربيع
- علميني يا سيدة العري, كيف اجمع الدفء من جوف الجليد!!
- الصبر والانتظار..
وانتظرتك تأتي حاملا في مشكاتك دفئا ُصمت عليه حتى تعود, لكنك لم تأت, لم تنفض أنقاضنا المتعبة,تأخذني بكامل بهائي إلى حضن القمر!! وتهبني ما عدتني به من قناطير الفرح, وتغنيني هياما يصوت هديل الحمام..وتسقني شهدا تخلق في روح الورد مع ميلاد قزح..
فهل قتلت الغربة فينا, جذوة خلنا أنها لا تنطفئ..
أم هي الروح فينا باتت على هزائمها تنكفئ
***
وحدي مع وحدي..
والشتاء يزحف نحو بدايات ربيع, وشجرة اللوز تطلق نوارها.. وجارتي العجوز الطيبة تطرق بابي, حاملة معها تباشير الفرح.. ابريق الشاي وكسرات خبز وزيتون وزيت وزعتر بكر يضحك على خجل..
- هيا يا أميرة لإفطار نوار اللوز
وأخذت تجمع ما تساقط من نوار الشجرة, تلضمه وتلفه حول معصميَّ أساو و وحول جيدي عقودا وقلائد.. تهمس بي:
- انتظريه, ربما مع نضج اللوز يعود..
- هل يعود من طاب له النوم في بيت الجليد؟؟
أخذتني العجوز إلى حضنها, وأغلقت عينيها ورحلت في البعيد.. قالت:
- قلب العاشق بوصلته يا امرأة..
- ماذا رأيتِ؟؟
- ضفتين وغابة نخيل وكرسي ما زال عند قدمي نخلة قصفت هامتها, مطبوع على الكرسي عصفور وعصفورة.. وبقايا رائحة تعبق في المكان
- هل يزهر اللوز في ظل نخيل الضفتين ذات ربيع!!
***
وحدي عارية إلا منك..
والصيف يبشر بخريف أعجف, وأنا أجتر غناءً مخنوقاٍ ابحث في زوايا البيت تزعق فيَّ نواقيس الصمت, فأعود إلى قصائد أخذتها من نبضك وكتبتها يوما ما لعينيكَ, ألوك غنائي صمتا, وانتظر العتمة تلفني لأصنع من ليلي شرفات يخيم عليها الوهم..
وانتظر طيفك!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو


.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد




.. بسبب طوله اترفض?? موقف كوميدي من أحمد عبد الوهاب????


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم