الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في حضرة صباح السهل

علي مارد الاسدي

2011 / 5 / 17
الادب والفن


أستحضرت روحك النقيه بعد ثمانيه عشر عاما من تاريخ رحيلك ( 17 - 5 - 1993 )وانا أصغي لشجن صوتك الجنوبي الهادر بالحنين الموجع للأفئده ...أستحضرتها وأنا أقرأ لائحة الاتهام التي ستقودك لقمة المجد والخلود في قلوبنا ...تخيلتك وانت تصعد وترتقي المشنقه وحدك حيث لا أحد يهتف لك أو عليك..ترى بماذا كنت تفكر في تلك اللحظه الكونيه؟
في الشطره حيث شهدت ولادة هذا الفنان المتعدد المواهب يتطلع الناس ويتذكرون جداريه خطها بأنامله تحكي مقوله لأمير المؤمنين علي عليه السلام...اذ عرف عن صباح السهل انه اضافه الى صوته العذب كان وكأنه مسرح متجول لشخص واحد على حد قول احد اصدقاءه...فقد عمل خياطا وحلاقا ورساما ومصمما وخطاطا..وقد شارك ايضا في بعض المسلسلات الاذاعيه كونه كان يمتلك مقدره ملفته على الالقاء الجميل المعبر..
نتعجب ونحن نصغي لأغانيه...مزيج من نبؤات وتراتيل باكيه من الحزن المقدس على نفسه التي سيزهقها الطاغيه بعد ان تنتهي آخر أغنيه على شفتيه...كأنه كان يرثي نفسه قبل ان تختطفه عصابات البعث وتقدمه لمحاكمه صوريه سريعه وتنهي حياته...هذه الحياة التي لم تكن منصفه معه حتى بعد رحيله
غنى ( بلايا وداع) ثم رحل بلا وداع..لم يمهلوه لكنه ترك لنا الكثير من الاغاني التي لا نفهم الى الان سر امتناع القنوات العراقيه عن بثها
يتحسر صديق رحلته الاولى الى أمريكا الفنان قحطان العطار كلما يدور الحديث عن اغنيته ( متى الجيه ) ويردد متأوها ان هذه الاغنيه كانت المفضله لدى الشهيد صباح السهل
كانت أغنيته الاخيره والتي لم تبصر النور الا بعد رحيله بأكثر من عقد ونصف من الزمن هي ( تريد ابعد ) حيث رحل وترك التسجيل مركونا في مجرات ستوديو حكمت ولحسن الحظ لم ينتبه له أزلام صدام آنذاك الى ان سقط النظام حيث قدم لي شقيقه عبد الرحمن النسخه اليتيمه من هذه الاغنيه والحمد لله ولمن أوجد موقع اليوتيوب الذي لولاه لما كان لهذه الاغنيه او سواها ان تنتشر ويسمعها الناس
يتذكر الشاعر عبد الرحمن الشطري...شقيق الفنان صباح السهل اللحظه التي دخل فيها غرفة الطب العدلي لأستلام جثة أخيه...يقول لقد عرفته وميزته من بين عشرات الجثث المغطاة بيده التي تكاد تلوح لي وتقول أخرجني
هذه اليد الجميله التي تبدو في تناسق وكأنها خلقت على هواه صارت هي الدلاله اليه في زمن أغبر يعدم فيه حتى الفنان لو شتم الشيطان في غرفة نومه
كانت رقبته التي قدمت لنا دون مقابل العديد من الاغاني المؤثره... كانت ويا لهفي عليه محزوزه ومدماة من أثر الحبل الذي-ولعدالة السماء- عاد وألتف بحق على رقبة قاتله الجبان بعد أعوام لم تطول كثيرا
رحل صباح عن عالمنا لكنه ما مات وها هي جذوة صوته باقيه لم تنطفأ وستبقى تذكرنا أن فجر الحريه آت وان طال ليل الطغاة....
ضاع الحلم برحيلك...
تلاشى في الفضاء....
حيث اللامكان ولا زمان...
وحده صوتك الحنين...
أعاد لأحزاننا اليقين
********








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التحية للسيد الكاتب
فاهم إيدام ( 2011 / 5 / 17 - 01:36 )
البعث أجبن من أن يتقبل وجود صوت بارع كصوت صباح السهل، ما ألطف صوته وما أعلاه وسوف يبقى ذلك الصوت يطارد البعث الوضيع ما دام صادحاً

بلايه وداع
مثل العود من يذبل بلايه وداع
مثل الماي من ينشف بلايه وداع
تدريني هرش ووجرت بيه الكَاع
ويارخص العشك من ينشره وينباع

اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب


.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو




.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق