الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تكتب نصا قصصيا قصيرا..!

مزهر بن مدلول

2011 / 5 / 17
الادب والفن


كيف تكتب نصا قصصيا قصيرا..!

مزهر بن مدلول

ليست مقدمة......

أسندتُ ظهري الى جذع شجرة مقطوعة الرأس.. وكنتُ أنوي أن أشحذ بعض الأوهام من غروب جميل قبل أن ينزلق في الظلمة الساكنة......
المنظر الطبيعي الوقور،الذي وقعتُ تحت سلطانه وانهمكتُ فيه متأملاً، كان سخيا، ويشبه لوحة جميلة، رسمها فنان خفيف الاصابع......
في تلك اللحظة العابرة، والهاربة بسرعة، هبط عليَّ الحنين بقوة، كما يهبطُ صقرٌ على فريسته.. حتى راودني احساسٌ، بأنّ روحي انفصلتْ نهائيا عن جاذبية جسدي، وكفَّ العالم من حولي عن الوجود......

وبدأتْ القصة......

أريدُ أن أعود الى المهد، الى أن أكون جنينا في رحم الحياة......
لكنّ أمي المسكينة والتي كانت تعد السنين وتتسقط اخباري، نزفتْ صوتها، وانطفأتْ عيونها، ووافها الأجل......
آلمني بالصميم، ذلك الشعور......
فحاولتُ أن الجّ الدهاليز البعيدة.. أغوصُ في ذلك الزمن الأعمى.. أتنقلُ من محنةٍ الى محنة ومن شمسٍ الى شمس......
أريدُ أن أبحث عن مأوى، في تجعيدةٍ حفرتها فأس المأساة على وجه أمي.. أريدُ أن أقتفي أقدامَ موتها الاول، لكي تنغمر روحي في موتها الأخير......
لكنّ ذاكرتي انضغطتْ بشدة، وخيالي في تلك الأثناء، تعرض الى مذبحة رهيبة، واختفى المشهد بكامله، كأنما ابتلعتهُ الجبال......
عدتُّ مضطرا الى فسحتي القصيرة النائية، وكثيرةٌ هي الافكار التي عبرتْ خيالي..
ومن اجل أن تكتمل تلك الحديقة الربّانية الخضراء بزهرة عباد الشمس، حاولتُ أن ابتكر في مروجها امرأة، وحاولتُ ايضا أن تكون:
امرأة جميلة.. جنية رومانسية.. ثورية بأنوثة كاملة.. طفلة شقية، تستطيع ايقاظ مشاعري، وتمنحني الرعشة البريئة......
فرسمتُ لوجهها ملامح قطة!، بعينين مخمليتين وجسد فضي......
ظهرتْ في البداية مثل دمية خرساء، لكني نزفتُ من خيالي الكثير، من اجل أن اجعلها متشبثة بالنجوم، وتتغنى باشعار اراغون......
الوقت يمر بسرعة.. وأنا اتوقفُ طويلا عند كل ثنية من ثنايا لوحتي.. وكلما اقتربتُ من شكلها النهائي، اكتشفُ أن هناك شيء يجعلها ليست المرأة التي توسدتْ مخيلتي، فأكسر اللوحة، لأعيد تركيبها مرة اخرى، ومرة ثانية، ومرة تاسعة.. وهكذا تعبتُ كثيرا حتى اكتملتْ..
أزحتُ عن اللوحةِ، احساسها بالأسى والكدر، وأعدتُ الى رأسها صفاء الذهن، ومسحتُ دمعتين استقرتا في عينيها، ثم وضعتُ بسمةً على شفتيها انسجمتْ مع سعة عينيها، وتركتُ الخجلَ كوشم جميل على تقاسيم وجهها الوسيم..
اغرقتني بنظراتها.. ثم نطقتْ شعرا.......
..................................................
جئتُ، من تلك البحار
جئتُ اليك
أروي ظمأي،
من بسمةٍ في شفتيك
وأملأُ وحشتي، بنسمةٍ رقيقةٍ
تهبُّ ليّ من اعاليك
جئتُ......
فخذني، عصفورةً خائفةً..
ودثرني بحنانِ كفيك......
..................................
التصقتُ بجسدها، وكنتُ مثل كائن صغير يشعر بلذة المطر، مثل نورس على ضفاف البحيرة، وقد غمرتها بالدفء والطمأنينة، وكدتُّ ان أحلق في ذلك الغروب الهادئ هائما، لولا أنّ قملةً شرسة راحتْ تلتهمُ رأسي!......
قملة حقيرة، عديمة الشعور، تائهة بالجبل، مزقتْ جلد رأسي.. تغرسُ انيابها فيهِ كنبالٍ مسمومة، وأخذتْ تمتصُ دمي بلا رحمة......
توسلتُ اليها أن تتركني هذا المساء، استعطفتها أن تعطيني هدنةً زمنيةً قصيرة، لكي ما اداعب قطتي......
لكنّ القملة الجائعة، رفضتْ أن تهادن، قبل أن تشبع وتتناسل في بستان رأسي.. استبدَّ بي الخوف، وصرتُ الهثُ وانتفضُ مثل سمكة معلقة بصنارة......
سقط المكان في ظلام عميم حين شبعتْ القملة.. فسقطتْ لوحتي وتهشمتْ، بينما انقلب وجه القطةِ الى أفعى واختبئتْ تحت زهرة عباد الشمس!..
انتهى النص....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام


.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد




.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش


.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??




.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??