الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصمت عن احتلال ايران لشط العرب العراقي!

عدنان فارس

2011 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



منذ بدايات تخليص العراق من قبضة نظام صدام وبعثه في 2003 وماتبع ذلك من تسلق جماعات طارئة الى دسة حكم العراق (الجديد) من خلال تشكيل مؤسسات تشريعية، تنفيذية وقضائية هزيلة قوامها المحاصصة الطائفية والشراكة القومجية والمناطقية في اقتسام ونهش العراق كما لو كان غنيمة حرب..
وعلى مدى ثمان سنوات من عمر (التحرير) وتحديداً منذ المرحلة الاولى للمبايعة الطائفية القومجية المناطقية والتي حملت اسم (انتخابات 2005) والى يومنا هذا اصبح التدهور الأمني، حيث الرعب والقتل والتشريد، وانعدام الخدمات وتفشي الفساد بكل انواعه والولاء لغير العراق وتبَؤ أناس غير مناسبين مواقع المسؤولية وبشاعة استغلال النفوذ وإحلال حقوق الطائفة والقومية محل حقوق المواطنة، كل ذلك اصبح سُنة الحياة في هذا العراق الجديد.
الى جانب كل هذه المآسي والمصائب ينبري المتنفذون الطارئون، مباشرة او عن طريق وكلاءهم، وفي محاولة لئيمة لصرف انظار ابناء الشعب العراقي عن معاناتهم اليومية القاسية وعن ضياع حقوقهم داخل العراق بأن يتم تحشيد اهتمامات العراقيين وإشغالهم بادّعاءات أن حقوقهم مسلوبة من قبل الكويتيين والاميركيين وحتى من قبل كورد العراق..!
لقد جاءت اتفاقية الجزائر المشؤومة في مارس / آذار 1975 كأكبر صفقة تآمرية يعقدها ديكتاتور العراق مع ديكتاتور ايران المقبوران ضد اراضي وسيادة العراق ومصالح وثروات الشعب العراقي مقابل إحكام وإطالة أمد تحكّم وطغيان الديكتاتورية البعثية.. بنود وبروتوكولات اتفاقية الجزائر الخيانية، والتي حلّت محل اتفاقية 1937 المصادق عليها عالمياً وفق القانون الدولي في ترسيم الحدود، لا أحد يعلم بها سوى الشاه وصدام وهواري بومدين ولكن العراقيين وبقية العالم عرفوا بها من خلال تداعيات التطبيق السريع والمباشر لبنود ومضامين هذه الاتفاقية الجائرة وهي:
اولاً:
غلق الحدود الايرانية، كمنفذ رئيسي، بوجه نشاطات الحركة الكوردية التحررية المسلحة في كوردستان العراق مما أدى الى انهيارها سريعاً.
ثانياً:
التضييق المنظم والملاحقة ضد الحزبين الشيوعيين في العراق وايران وتطويق الحركة الديمقراطية في كلا البلدين.
ثالثاً:
طرد المعارضين لأيٍ من النظامين في البلدين والمتواجدين في العراق وايران... خميني نموذجاً.. والآن يحاول حكام العراق الجدد تطبيق هذا البند على أسرى ونزلاء معسكر اشرف.
رابعاً:
منح ايران نصف شط العرب الذي نصت اتفاقية 1937، المُعترف بها والمُصادق عليها دولياً، على انه مياه عراقية بالكامل.
خامساً:
انهاء الحملات الاعلامية الرسمية المتبادلة المضادة لكلا النظامين في البلدين.
سادساً:
انهاء المتاجرة الاعلامية البعثية بعروبة جزر الامارات الثلاثة التي احتلها شاه ايران...

ان اتفاقية الجزائر غير مسجلة في وثائق الامم المتحدة وغير مُعترفٌ بها دولياً اذ لايجوز القبول باتفاقيتين متناقضتين بخصوص شأنٍ واحد قد تم حسمه وفق القانون الدولي منذ اكثر من مائة سنة... الغريب في الأمر ان حكام العراق الجديد (أعداء صدام) والمتبقين من البعثيين المسعورين (ايتام صدام) كلاهما صمٌ بكمٌ عن تمسك حكّام ايران الجدد (اعداء الشاه) بهذه الاتفاقية الظالمة التي تهضم حقوق العراقيين في اراضي وثروات بلدهم الشرعية والقانونية... ولكن وبالمقابل نرى بين الفينة والاخرى نشاطات تحريضية مُسيئة ومُفتعلة من قبل متنفذين في إدارة الدولة والمجتمع في العراق الجديد لتخريب علاقات العراق الضرورية مع دول المحيط والجوار العراقي ماعدا الجوار الايراني بل ولصالح مطامعه العدوانية ضد العراق وضد دول الخليج... ولا يخفى على أحد من المهتمين والمتابعين وليس في القول مبالغة أن ايران تتربص بالعراق منذ سقوط كسرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم