الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحرير الاسرى طريقنا للحرية .. محمود زيادة.. مسعود زعيتر .. تغريد ابو غلمة

أبو زيد حموضة

2011 / 5 / 17
أوراق كتبت في وعن السجن


تقرير أبو زيد حموضة
نظّم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني " تنوير " بالتعاون مع لجنة المرأة الفلسطينية على شرف 17 نيسان " يوم الاسير الفلسطيني " جلسة ثقافية بعنوان ( تحرير الاسرى طريقنا للحرية ) تحدث فيها باقة من السجناء ممن قضوا ربيع حيواتهم خلف القضبان فداءا وحبا للوطن، تحدثوا بلغة الواثق من المستقبل، وبأبعد من مدى الحلم الكبير الذي نسير نحوه بخطوات واثقة. الضيوف؛ محمود زيادة ممثل اتحاد نقابات العمال المستقلة، ومسعود زعيتر الناشط السياسي، والاسيرة المحررة تغريد ابو غلمة، تحدثوا بلغة العارف عن القًدَر الفلسطيني كما الشاعر درويش الذي أوصى كل فلسطيني:
" على قدر حلمك تمشي .. وتتبعك الزنبقة .. أو المشنقة "
أدار الجلسة ماهر حرب منسق لجنة الاسير الفلسطيني في نابلس الذي تحث عن بعض الاحصاءيات عن الحركة الاسيرة ذاكرا أن قرابة ( 6 ) آلاف أسير وأسيرة الآن في سجون الاحتلال من بينهم عشرات الأسرى العرب. ومن بينهم (37) أسيرة. و(245) طفلاً. لافتا الى أن 820 أسير صدر بحقهم أحكاماً بالسجن المؤبد منهم (5) أسيرات.
ثم تحدث عن عمداء الحركة الاسيرة معتبرا الأسير نائل البرغوثي عميد الأسرى حيث دخل عامه الرابع والثلاثين أما سامي يونس فيُعتبر شيخ المعتقلين وأكبرهم سناً (82 عاماً) وهوعميد أسرى الداخل والأسير فؤاد الرازم عميد أسرى القدس، والأسير سليم الكيال عميد أسرى قطاع غزة. فيما يُعتبر الأسير صدقي المقت من الجولان السورية المحتلة عميد الأسرى العرب.
ثم تحدث عن عدد الشهداء الذين قدمتهم الحركة الاسيرة حيث استشهد(202) أسير بعد الإعتقال منذ العام 1967 نتيجة؛التعذيب، والإهمال الطبي، والقتل العمد، والتصفية المباشرة بعد الاعتقال، ومنهم اطلق النار المباشر عليهم من قبل الحراس وهم داخل السجون.
المناضل محمود زيادة المحرر بعد سجن اداري ناف عن الخمسة سنين وستة سنوات تحت الاقامة الجبرية، ووالد السجين مجدي زيادة المحكوم بالسجن 30عام، أمضى منها عشرة حتى اللحظة، تحدث بهدوء قال: جئتكم وأحمل معي سؤالا حارا من زوجتي:
متى سيخرج الاسرى؟ علما بان ملف الاسرى يسع الكثير من الملفات الشائكة. مضيفا : لا يوجد لدينا خطة وطنية استراتيجية يساهم فيها كل الناس والجهات المعنية بشؤون الاسرى كالاحزاب والفصائل والمؤسسات الاهلية. لا أحد منها لديه خطة محددة للمساءلة، لا نعرف مم بدأ والى أين ذهب؟ هناك فوضى، يمكن ضبطها بالتنسيق مع الجميع بان يوزع الحمل وتاخذ كل جهة ملفا محددا، كالاسرى الاطفال،أو القدامى، أو الاسيرات أو المرضى ،أو الاداري وهكذا.
ثم عقب زيادة قائلا السؤال الحارق الذي تستخدمه كل الامهات ومنهم زوجتي، هل سيمكث ابني مجدي في السجن كنائل البرغوثي 34 سنة؟ وأعقبه بسؤال آخر هل سيتحرر أولادنا قبل أن نموت؟ وهل سيتحرروا قبل محكوميتهم؟
ثم أشار زيادة أنه لا يمكن اطلاق سراح الاسرى عبر المفاوضات، لكن يبقى النهج المتبع في اختطاف الجنود وتبادلهم، لكن الجانب الكبير من الامل هو سيتم اطلاق سراح الاسرى ومنهم ولدي مجدي في فعل جماهيري واسع . سيتحررون قبل أن يموت بداخلي وزوجتي، الثقة، ونحن متفاءلان، لأن الانتفاضة الفلسطينية فيها شيء من الالهام لشعوبنا العربية التي أطاحت بالطغاة، فهي لا تزال مصدر الهام لشعوب المنطقة والتي ستدفع بملف الاعتقالات للامام وعلى رأسهم ملف الاسرى الفلسطينيين، فكل شئ متحرك.
المتحدث الاخر المناضل عضو المجلس الوطني الفلسطيني مسعود زعيتر، تحرر بعد أن أمضى من ربيع عمره 13 عاما خلف القضبان، ابعد 8 اعوام عن الوطن الام. تطرق للسياق التاريخي للحركة الاسيرة، والتي تجمع في طياتها بين التجربة الشخصية والعامة للحركة التي واكب تطورها منذ بداياتها معتبرا الحركة الاسيرة بكل مكوناتها مناضلة وملازمة لنضال الشعب الفلسطيني،. فموضوع الحركة الاسيرة هو شيئ حي مليئ بالومضات الانسانية، ودعونا نتحدث عن المكونات الانسانية للعذابات والحرمان والقمع والاهمال لهذه الحركة العظيمة، واي ندوة او مؤتمر أو نشاط لا يستطيع اعطائها حقها لعظيم انجازاتها.
مشيرا الى أن البدايات، وهي الاصعب، التي تجلت في القبضة الحديدية لإدارة السجون التي كانت تستهدف الفلسطيني وكسر ارادته ومعنوياته من خلال وسائل كثيرة منها الثابت والمتحول، من خلال التعري الجسدي، والتفتيش القسري، والاهمال الطبي، ومنع زيارة الاهل .

فالاهمال الطبي من الوسائل الثابتة منذ الاحتلال 1967 فحبة الاكمول تعالج كل الامراض حتى السرطان.

سياسة العزل ليست فقط عقاب فردي للاسير بل عقاب جماعي لذويه
وتطرق المتحدث زعيتر الى سياسة العزل في غرف رطبة، ضيقة، مضاءة بطريقة لا يعرف نازلها ليله من نهاره، بدون نوافذ، وجدر ذات نتوء بارزه، وهي أشبه بفستقية الاموات أو أفران تحرم الانسان من الاحساس بالزمن والوقت والتاريخ .وقد اعتبر سياسة العزل الاكثر فاشية لحرمان المناضل من التواصل الانساني والاجتماعي، وهذه السياسة بلغت صلفها في عزل القادة عن الحركة الاسيرة، لأيام وأشهر، كسعدات والبرغوثي وغيرهم الكثير من رموز الحركة الاسيرة، كعقاب وضغط لتاريخهم النضالي.
ولفت زعيتر بان العزل ليس عقابا فرديا بل جماعيا. فيعقب العزل الفردي عقاب جماعي اخر غير تفاعله مع الاسرى، هو منع زيارة المناضل من قبل ذويه، وهو عقاب التواصل الاجتماعي مع الزوجة والام والاولاد والحرمان من هذا الدفء الاجتماعي، ومنع زيارة المحامين والصليب الاحمر والمنظمات الحقوقية، وهو اجراء عنصري بامتياز، اجراء لا انساني في الجوهر لحرمان الاسير من ابسط حقوقه الانسانية في التواصل مع أقاربه وابناءه. ولفت أن الادارة تحدد من يزور ومن لايزور من الابناء والاقارب . وذكر أن تداعيات العزل وحرمان الزيارة يعقبها اجراءات اخرى في منع ادخال الكتب والصحف وسماع الاخبار وهي حقوق مكفولة دوليا لكل اسير سياسي، وكل ذلك لكسر نفسية وارادة الاسير أو الاسيرة.
تجربيتي الخاصة بدات من سجن عسقلان
نحدث المناضل زعيتر عن تجربته الخاصة الت أوجزها قائلا: في العام 1970 كنا في سجن عسقلان لا نملك شئ، لا سرير، لا ورقة، لا قلم، لا صحف لا كتب، نلبس بسطار خاص على مدار الساعة، نشمر السواعد، ممنوع فرش حصيرة على الارض، ممنوع علينا الجلوس الا منتصف الغرفة، يصرف لنا أربعة سجائر في اليوم، وعندما نريد اشعالها علينا ان ننادي الجندي ب يا سيدي .. الخ .. كل ذلك لم يثن الحركة الاسيرة من التواصل وابداع ألف طريقة وطريقة. ففكرنا في الاضراب الاول الذي راكمت الحركة الاسيرة عليه انجازاتها.
عبد القادر أبو الفحم محفورا في الذاكرة
ولم ينس المتحدث زعيتر زملاءه الشهداء مثل الشهيد عبد القادر أبو الفحم الذي سطر صفحة مشرقة في تاريخ الحركة الاسيره، فقد كان مصابا في معدته وتنزف دما لوجود ثقب، وطلبت الحركة منه عدم الاضراب عن الطعام لسلامته، كان رده حاسما، واشار المتحدث هنا تسطر المواقف الانسانية الصلبة، فالانسان موقف وقضية وانتماء كما يقول كنفاني، قال: أنا المقاتل عبد القادر لا أستطيع الاكل دون الجميع، ورفض، ومضى مع الاسرى في الاضراب حتى الشهادة.. وأشار زعيتر أن المسأله هي مسالة ارادة وتحدي، الادارة كانت تحضر الحليب، وكانت تعتبر مجرد لمس الكاس او حمله فكا للاضراب، فما بالنا شربه، كنا نرفض لمس، وحمل، وشرب كأس الحليب، الى أن لجات الادارة لفتح فم الاسير عنوة كالخروف، ومد بربيش وصب الحليب من خلاله، مما أودى بحياة الكثير من الاسرى كون البربيش لا يصل للمعدة بل يدخلوه للرئة.
غيض من فيض انجازات الاسرى
واردف زعيتر رغم القبضة الحديدية للادارة الا أن الحركة الاسيرة ناضلت باستمرار لنيل حقوقها الانسانية والسياسية، فالحقوق لا توهب بل تنزع. مشيرا أنه من خلال سلاح الاضرابات استطعنا تحقيق الكثير، فحولنا السجون الى مدارس فكرية خرجت أجيال وأجيال، وقمنا بحملات محو الامية، واعددنا لدراسات جامعية، وعقدنا دورات لغوية في العبري والانجليزي ، ومنعنا العمل لصالح العدو، وشجعنا الفن والرسم والحوارات وعقدنا مؤتمرات وكنا نخرج توصيات ..الخ واستطعنا بنضالنا أن نوصل قضية الاسرى الى وجدان كل واحد وللعالم.


ما العمل؟ وتوصيات..
واسترسل المناضل زعيتر في حديثه قائلا المهم كيف أن نوصل الرسالة وما المطلوب منا عمله من أجل أبطالنا الاسرى، هو توحيد الجهد والرؤى، فكل مؤسسة تعمل دون التنسيق مع الاخرى، علينا توحيد الجهد، فالهدف العام هو تحرر الاسرى، والحد من معاناتهم، في العزل والاهمال الطبي، فهنا نحن أمام قضية اجماع وطني لا خلاف سياسي عليها، فمن حق المناضلين الاسرى علينا أن نحرك قضيتهم، نوحد الجهود، ونقسم العمل، بأن لا نترك محفلا سياسيا، أو دوليا، أو منظمة عالمية الا ونتطرق معه/ها عن هموم الاسرى واثارة قضيتهم كأسرى حرب. وطالب باعداد مذكرة قانونية بحق مجرمي الحرب بأسرانا والذين ارتكبوا جرائم بحقهم. والاهم هو تدويل قضية الاسرى، فنحن وقفنا مع اسرى كثر في بولندا وأيرلندا وجنوب افريقيا وغيرها، نحن نفخر بالعمل لحرية الاخرين فهذه أخلاقنا.
المتحدث الاخير كانت الاسيرة المحرره تغريد ابو غلمة التي أضافت لكل ما تقدم عن خصوصية الاسيرات وخاصة فترة الولادة، بحيث تتم العملية للاسيرة وهي مكبلة، ثم تطرقت الى تكيف الام مع وليدها في المعتقل، ومعنويات الامهات بعد ان حرر أطفالهن، ثم تطرقت تغريد الى حرمان الاسيرات من الاشغال اليدوية وعدم انتظام الصحف، لكنها لم تكمل حديثها لانهمار دموعها عن وضع الاسرى الماساوي بشكل عام وانهت حديثها بتصفيق حاد من الحضور الذي طالب بالضغط على السلطة بوقف اي حوار أو مفاوضات قبل التحدث عن أبناءنا الاسرى ورفع قضيتهم في سلم اولوياتها كما يفعل العدو في قضية شاليط. ورأى البعض أن تدويل قضية الاسرى لا تحتاج الى سلطة ويمكن التنسيق مع اي دولة عربية لانجاز المهمة. والبعض سجل تقصيرا اعلاميا في ما يخص الاسرى، فلا تقارير عن حيواتهم وانتاجاتهم وابداعاتهم محملين ذلك الى شلل المؤسسات وخاصة النقابات والمجلس التشريعي ومؤسسات المجتمع المدني التي مررت هذا العام ملف ما يربو عن 6 الاف انسان وقضية في 17 نيسان (يوم الاسير الفلسطيني ) بشكل خجول مهمشين بذلك ملف مناضلي الحرية.
في ختام اللقاء قدم المهندس زياد عميرة رئيس مجلس الادارة للمتحدثين دروعا تقديرية.
كل الحرية لمناضلي الحرية وراء القضبان
والحرية للمعتقلين السياسيين في فلسطين والدول العربية.
نابلس فلسطين المحتلة
15/5/2011 الذكرى 63 للنكبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة: نريد انسحابا إسرائيليا كا


.. المندوب الجزائري في الأمم المتحدة: ندعم عدالة القضية الفلسطي




.. القوات الإسرائيلية تقتل الطفل الفلسطيني محمد النبريسي في غار


.. برنامج الأغذية العالمي يوقف مساعداته عبر الرصيف




.. الجيش الإسرائيلي ينشر صورا جديدة للحظة استعادة الأسرى من غزة