الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فعاليات إحياء الذكرى63 للنكبة تحيي أملا جديدا

مهند عبد الحميد

2011 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


تميزت فعاليات إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية هذا العام، بإحياء الأمل. ثمة تفكير جديد وروح جديدة، وكل ذلك خرج عن المألوف، سواء لجهة الخطاب والشعار او لجهة الأساليب، وهذا يعود لتدخل الشباب المتأثر بثورة الشباب في البلدان العربية بتراث الثورة والانتفاضات الفلسطينية.
الفعاليات شملت فلسطين الداخل والخارج. فقد اعاد الشباب المبادر عبر الفعاليات المتنوعة اللحمة بين الداخل والخارج -المفتقدة - منذ العام 1993. ويمكن القول، ان الشعب الفلسطيني قدم في ذكرى النكبة تمريناً لافتاً ومشجعاً لوحدة الشعب ووحدة الحركة السياسية والوطنية.
والفعاليات أكدت تحالف الشباب العربي الجدي مع شباب وشعب فلسطين في اكثر من عاصمة ومدينة، فقد اعاد الشباب المصري والاردني والسوري واللبناني الترابط بين حرية الشعوب العربية وحرية فلسطين، بدأ الشباب المصري يتجاوز القطيعة التي فرضها النظام المصري السابق بين الشعب المصري والقضية الفلسطينية، انطلاقاً من التجربة المريرة التي اكدت استحالة صنع سلام مع دولة تخوض الحرب الوحشية وتندفع بقوة خلف أطماعها الكولونيالية الاستيطانية وتفرض نظام الفصل العنصري على الشعب الفلسطيني. كانت هذه المفارقة منتهية منطقياً ولم يصدقها الشعب المصري لأن السلام لا يتجزأ، وبدأت هذه المعادلة بالتفكك بفعل ثورة الشعوب العربية. بل يمكن القول لقد وَلَّى عصر نجاح اسرائيل في قطف ثمار "السلام" ومعاظمة ثمار الاحتلال والحرب في آن.
وعززت فعاليات الذكرى 63 للنكبة تحالف أصدقاء الشعب الفلسطيني في ايطاليا وفرنسا وتركيا وغيرها من البلدان التي باتت تضيق ذرعاً بالابتزاز الاسرائيلي لسياساتها الخارجية، ذلك الابتزاز الذي فرض عليها نوعاً من التعامل بمعايير مزدوجة مع الشرعية الدولية والقانون الدولي في كل ما يخص إسرائيل، تعاملاً يمس بديمقراطيتها وبهيبتها. وكان لمشاركة البروفيسور اليهودي الاميركي نورمان فنكلستين في الاعتصام الحاشد حول السفارة الاسرائيلية في القاهرة أثر رمزي مهم وكبير، فهذا العَلَمْ الأكاديمي الذي قضت اسرته اليهودية في المحرقة النازية رفض صراحة استخدام دولة اسرائيل مأساة عائلته ومأساة اليهود في صنع مأساة جديدة للشعب الفلسطيني، وفي استخدام المحرقة لتبرير الانتهاكات والحروب والاضطهاد.
توحد الشعب الفلسطيني على اهداف تنسجم مع الحقوق الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف وهي: إنهاء أطول احتلال كولونيالي في القرن العشرين وحتى الآن، حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، حق اللاجئين والنازحين الفلسطينيين في العودة الى وطنهم من خلال تطبيق قرار الامم المتحدة رقم 194، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة في الاراضي المحتلة العام 1967، وتحقيق المساواة للشعب الفلسطيني في مناطق 48. هذه الاهداف المشروعة والمقرة دولياً وعربياً وإقليمياً لا يمكن تجزئتها او وضعها في مواجهة بعضها البعض، او تحقيق هدف على حساب هدف آخر. انها رزمة من الاهداف التي تشكل الحد الادنى الوطني او "العقد الوطني" الفلسطيني الضروري لوحدة الشعب ولانخراطه الجماعي والمشترك في النضال من اجل تحقيقها. لقد نجحت منظمة التحرير قبل اوسلو في استقطاب اكثرية الشعب الفلسطيني على برنامجها او على ذلك العقد الوطني، لكن اتفاق اوسلو أدى الى فرط العقد الوطني والى انفصام اللحمة الوطنية بين مكونات الشعب في الوطن والشتات.
الآن وفي عهد الثورات العربية وفي ظل تشكل نظام عربي جديد، انتهى عهد مقاربة الحقوق لتتلاءم مع ميزان القوى الامني المختل لمصلحة دولة الاحتلال الاسرائيلي. تلك المواءمة التي مست قضية اللاجئين - جوهر القضية الفلسطينية – واقتطاع اجزاء حيوية من اراضي الضفة تحت بند مبادلة أراض، ووصلت الآن الى الاعتراف بيهودية الدولة التي تعني شطب قضية اللاجئين ومعها شطب حقوق الشعب الفلسطيني في مناطق 48. ميزان القوى العسكري في عصر الثورات العربية هو جزء من ميزان القوى الاشمل، فثمة عناصر أخرى يأتي في مقدمتها إرادة الشعوب وقدرتها في الضغط على المصالح. تستطيع الشعوب الحرة ان تتدخل في استخدام الاقتصاد والثقافة والعلاقات السياسية والدبلوماسية.
إحياء الذكرى 63 للنكبة تمخض عن عقلية جديدة في طرح الاهداف بواقعية وبحزم وضعاً كلاً من التطرف والتهافت جانباً، عقلية تفكر في استخدام اشكال نضال سلمية غير نمطية. مسيرات شبابية سلمية نحو الحدود كانت تمريناً اولياً على مسيرات اكبر وأوسع نحو الحدود. إن الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة التي عجز النظام الدولي والنظام العربي عن تلبيتها، انتقلت ومن المنطقي ان تنتقل مهمة تحقيقها الى المستوى الشعبي الشبابي الذي عودنا على إبداع اشكال جديدة. لم يعد اللاجئون الفلسطينيون معنيين بانتظار الوعود والمفاوضات التي لم تسفر إلا عن مزيد من المعاناة وعن تهديد بالشطب. منذ اندلاع الثورات العربية، دقت ساعة العمل في كل مخيم وبيت وزنقة، ولم يعد الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع والقدس معنياً بقبول نظام الفصل العنصري الذي يتحكم في تفاصيل حياته.
ان الشعب الفلسطيني الذي بادر الى الانتفاضات والعصيان في ظل السبات العربي الطويل، لن ينتظر طويلاً قبل ان يحاكي الشعوب الثائرة والمنتفضة بانتفاضة جديدة ضد النظام الاسرائيلي الكولونيالي الاشد استبداداً. ولن تكون الشعوب العربية في هذه المرة متفرجة ومغلوبة على امرها ولن تسمح باستفراد الآلة العسكرية بالشعب الاعزل. لقد قدمت دولة الاحتلال نموذجاً لقمعها الدموي ضد المسيرات السلمية على الحدود اللبنانية السورية، فسقط جراء ذلك عشرات الشهداء والجرحى.
ومن اللافت للنظر انه يقف في صف الشعب الفلسطيني نخب أكاديمية إسرائيلية ويهودية، تساهم في تقديم وعي جديد يتولى عملية تفكيك الثيمات والاساطير المستخدمة لاضفاء الشرعية على المشروع الكولونيالي الاسرائيلي. يقف في مقدمة هؤلاء "إيلان بابيه" صاحب مؤلف "التطهير العرقي في فلسطين"، "وشلومو ساند" صاحب كتاب" اختراع الشعب اليهودي"، ومجموعة "روح جديدة" التي تضم نحو 50 من المثقفين الاسرائيليين الشباب ذوي الاصول العربية، هذه المجموعة تأثرت بالثورات العربية وطرحت دمج اليهود العرب او الشرقيين ضمن تاريخ المنطقة وثقافتها ويعتبرون الثقافة العربية جزءاً من هويتهم. بقي القول ان الزمن صار في مصلحة الشعب الفلسطيني بعد ان بدأت الشعوب العربية تسيطر على زمنها، منذ نجاح الثورة في مصر وتونس واندلاعها في اليمن وسورية وليبيا وووو لم نعد مستعجلين ….








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة