الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة نثر لشاعر جاهلي ..

عبد العظيم فنجان

2011 / 5 / 18
الادب والفن




في رأسي عواصفٌ قديمة هبّتْ من مكان بعيد ، ولم تصل إلى أهدافها بعد ، رغم أنها أطاحتْ بكل شجرة ، شتّتْ كلُّ مسافر ، وأكلتْ بخطواتها الأقدام والطرق : حصل ذلك مذ أن تسلل قرصانٌ ما إلى أسراري ، ثم ضغط على الزر ، فمحا عالما صنعناه بهواجس الهاربين من العالم الذي لا يجيد سوى جلد أرواحنا بسوط المواطن الصالح : المنصاع لأوامر القبيلة ، لأن الحياة برمتها لم تعد غيرَ هذا الغزو ، لكن .. أي عالم هذا الذي يقضمه فأر ألكتروني ، ليُشعل بي نارا من الشك تلتهم كل شيء ؟!

هل أن ما كان بيننا محض افتراض ، لكننا توهمناه حبا ، لأن الحياة التي جئنا إليها ، غير تلك الحياة التي جئنا منها ؟

أعرفُ أن ثمة حياة اخرى بين الحياتين ، لكنها ضاعت ، فجأة ، مثلما يضيعُ نيزك في الفراغ العظيم ، مثلما يضيعُ عود ثقاب في الحريق ..

لكن
آه ، هل لا زلتِ لابثة في داخل قلبك ؟!

لقد وصلتْ أديانٌ تأكل الخبز من افواه أتباعها ، وها أني أقفُ على تخوم عصر يصفع فيه اليسارُ خد المرأة بيد اليمين ، لأن ألفا من الإبل الاصطناعية قد اُعدتْ ، لتسير في موكب زفافكِ ، الذي لم تأتِ على ذكره حتى روايات جدتي في الشتاء ، وأنا أصغي إليها ، محدقا بالموقد .

آه ، ما كنتُ أعرفُ ساعتها أنني كنتُ انظرُ إلى المستقبل وكيف ، في موقد الحضارات ، سيخبو جمر حياتي ، فأهجرُ البيت والمدرسة ، و لأنتهي إلى هذا الذي لا ترين أو ترين ..

أنتهي إلى هذا التفاؤل اليائس ، حيث إطلاقة فاسدة يمكنها أن تحفر على وجه الصياد جرحا ، في مجراه تسيل دمعة الحمامة الذي يطاردها ، من شجرة إلى شجرة .

لستُ أعبأ ، الآن ، في ما لو كنتُ قد خسرتُ أو ربحتُ ، فالمعركة بدأت وأنتهت قبل أن اولد ، قبل أن يقتل قابيل شقيقه هابيل ، أو قبل أن يقتل هابيل شقيقه قابيل ..

ما الفرق ؟

هناك خطة محكمة ، وعبثا امزق الخارطة ، فالطرق ، أبدا ، هي التي تصنع الخرائط .

لم أعد ذلك الغزال المنذور للركض في براري هواجسه المفتوحة على الخطر : ما عدتُ مجنونا ولا عاقلا ، ولم اعد اطاردُ الأفلام من شاشة إلى شاشة : لم يعد يعنيني الأمر ، أي أمر : أصرخُ : " اليوم خمر ، وغدا أمر " و مثل شاعر جاهلي أبكي على الأطلال : أرودُ مواقع الكترونية شاحبة ، أو أتعقبُ اسمكِ في الباحث ، ثم حين أتعبُ أسندُ ظهري إلى عمود كهرباء : أقرأ قصائدي على جمهور من الاشباح ، جاء ليتوّجني أميرا على عشاق مفترضين مثلي ، وهو يضع على رأسي اكليلا من الصحراء ، أو يدس في جيوبي حفنة من الرمل .
لكنني ، أكثر الأحيان ، اعاقرُ الخمرَ وحيدا ، وأنام في مفترقات الطرق ، لعلَّ قافلة ما تحمل أخبار غباري إليكِ ، أو تأتي بجُراد غيابكِ ليقضم أطراف سنابل ذابلة في ذاكرتي ، نسي القرصانُ ، ولا أعرف لماذا ،أن يقضمها كما قضم حياتي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_