الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تحكم بل دع القانون يحكم

أشرف عبد القادر

2011 / 5 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


رسالة مفتوحة لرئيس مصر القادم:
لا تحكم بل دع القانون يحكم
منذ 24 قرناً،أراد شخص في أثينا أن يكون حاكماً للناس،فسأله آخر:كيف ستحكم الناس إذا وصلت إلى الحكم،رد الرجل فقال:لن أحكم الناس،لأن القانون هو الذي سوف يحكم.
سيدي الرئيس القادم لمصر
إحدى أهم مصائب العالم العربي والإسلامي هي سوء صناعة القرار،القرار يؤخذ ،دائماً ،بصورة فردية: سواء لمجد شخصي إرضاء لنرجسية الحاكم الفردية،كما فعل عبد الناصر،عندما اتهمه حزب البعث في سوريا بأنه يسمح للسفن الإسرائيلية بالمرور من مضايق تيران،بناء على اتفاقية سرية بينهم،فما كان من عبد الناصر ،ثأراً لكرامته الجريحة،إلا أن اتخذ قراراً انفعالياً غير عقلاني(=غير محسوب العواقب) ليثبت كذب ذلك،فأغلق المضايق أمام السفن الإسرائيلية ،مما اعتبرته الدولة العبرية بمثابة إعلان حرب عليها، فسددت له قاصمة الظهور نكسة 67،التي مازلنا لم نتخلص من آثارها النفسية والعملية حتى الآن،والتي ضاعت فيها باقي فلسطين،وسيناء المصرية،وهضبة الجولان،كل ذلك من أجل قرار اتخذ خطأ.حسن نصر الله أحرق لبنان من أجل جنديين إسرائيليين،أيضاً بقرار انفعالي غير محسوب العواقب مما عاد بلبنان عشرات السنين إلى الوراء لبناء ما تم هدمه من البنى التحتية،ثم عاد نصر الله واعترف بخطأه عن فعلته هذه، وقال:" لو كنت أعلم حجم كل هذا الدمار ما أقدمت على خطف الجنديين الإسرائيليين"،ولكن بعد خراب لبنان،ولأنه كما قالت أم كلثوم"تفيد بإيه يا ندم،وتعمل أيه يا عتاب".
والبعض الآخر من الحكام يتخذون قرارتهم المصيرية في الأحلام،صدام حسين غزا الكويت بعد رؤيا (=حلم) رآها وهو نائم،ونحن نعلم نتائج حرب الخليج الأولى والثانية الكارثية،التي حلت بالعراق والشرق الأوسط كله بسبب غزوه للكويت؛أحمدي نجاد وعلي خامنئي على اتصال دائم (على الخط الساخن) بالإمام الغائب ليساعدهم في حل مشاكلهم ومساعدتهم في أخذ القرارات المصيرية. بمثل هذه الطريقة الهاذية يُصنع القرار في شرقنا التعيس، وعواقب هذه القرارات الانفعالية الهاذية كارثية علينا وعلى مجتمعاتنا وعلى مستقبلنا.
سيدي الرئيس القادم لمصر
دعني أذكرك،والذكرى تنفع المؤمنين،كيف يؤخذ القرار في الدول المتحضرة:هناك مؤسسات ومعاهد علمية ونفسية واقتصادية متخصصة هي التي تأخذ القرارات،ويتم عرض هذه القرارات على الرئيس ليختار احدها،كما أن للكمبيوتر دور كبير في اتخاذ القرار،لأنه محايد وليس له أطماع شخصية،فهو لا يعرف لا اليمين ولا أقصى اليمين،ولا اليسار ولا أقصى اليسار،بل يأخذ القرار الصحيح بناء على المعلومات التي أعطيناها له.


سيدي الرئيس القادم لمصر
يقول المثل الشعبي عندنا في مصر"السعيد من تعلم في غيره"،وها أنت تري كيف يؤخذ القرار عندنا وما هي نتائجه الكارثية،لذلك أتمنى عليك أن تتعلم من أخطاء سابقيك،وتأخذ قرارك بالعلم وبالكمبيوتر وبالمعاهد المتخصصة،لتُسيّر دولتك كطائرة بدون طيار،ويكون دورك قيادياً وشرفياً في الحكم ،لأن القانون من خلال المؤسسات هو الذي سيحكم ودورك الهام هو متابعة ،فقط متابعة،تطبيق القانون،ولا يمثل غيابك(بعد انتهاء ولايتك،أو موتك المفاجئ) خللاً في بناء الدولة،لأن الدور الذي تقوم به يمكن أن يؤديه غيرك بسهولة،كما يحدث في كل دول العالم المتقدم، وفقك الله ورعاك وسدد على الدوام خطاك.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات