الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستنجر تركيا الى (فخ) كركوك؟؟

هشام عقراوي

2004 / 11 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


عندما صرح الرئيس مسعود البارزاني في أنقرة و دمشق و عمان بأن كركوك مدينة كردستانيه ولا يمكن التنازل عنها، كان يدرك حتما ماذا يقول ويعلم علم اليقين بأن مثل هكذا تصريح سيغضب الذئب الاسمر وحلفائهم في دائرة حصار وأحتلال كردستان. بنفس الاتجاه يدرك الطالباني ماذا يقول ويقصد عندما يصرح "بأن المكتسبات الكردية هشة ما لم تثبت هوية كركوك الكردية". ليس هذا فقط بل أن القيادة الكردية تدرك قيمة وأهمية المكان و الزمان والتوقيت للدلو بمثل هذه التصريحات التي تعتبر نارية بالنسبة لمحتلي كردستان و يعتبرها الكرد و القيادات الكردية قاطبة ودون تمييزحقا شرعيا مختصبا يجب استعادته بكل الوسائل.
لو كانت القيادات الكردية تخاف من تركيا و غيرها من الدول لما صرحت بمثل هذا التصريحات ولأكتفت بالدعوة السلبية لأستعادة كركوك الى أحضان كردستان. أذن لابد من حصول ووجود متغيرات على الساحة السياسية و العسكرية تجعل الكرد و القيادات الكردية مطمئنين لمستقبلهم ويعتقدون بأنهم يمتلكون القدرات العسكرية و السياسية لردع أي خطر على كردستان من اي طرف كان. وبما أن تركيا هي الدولة الاكثر عداءا لعودة كركوك الى كردستان، والدولة التي تمتلك أمكانيات سياسية وعسكرية لا تستهان بها، والدولة التي كان صدام حسين يلجأ اليها في الشدائد لمساعدته في قمع الثورة الكردستانية، والدولة التي يخوف بها الكثير من الدول العربية و القوميون العرب الكرد ويهددونهم بها، فأن الكرد لابد أن يكونوا مستعدين لمثل هذه المواجهه في كل الاحوال.
فهل الكرد مستعدون للمواجهة؟؟؟ وهل ظروف المنطقة و الظروف الدولية تسمح للكرد باستعدة كركوك من دون أن يستطيع الذئب الرمادي من التحرك؟؟ أم أن نتائج عملية استعادة كركوك هي لصالح الكرد في كل الاحوال؟؟؟
ربما يكون هذا التحليل و هذه الرؤية بعيدة من الخيال و اقرب الى الواقع ولكنها أيضا نظرة جديدة الى الوقائع و الى العلاقات الكردية التركية والتي ستتحول في المستقبل القريب الى استراتيجية جديدة في المنطقة، هذا أن لم تكن قد تعدت مرحلة التكتيك وأصبحت أستراتيجية تبنتها (مجلس الامن القومي الكردستاني).
ما أصبح أكيدا وتتضح معالمه الان هو أن الكرد لا يخافون من التدخل العسكري التركي في كردستان و في كركوك بالذات، و بكل بساطه هذا هو السبب وراء تصريحات المسؤولين الكرد و الجماهير الكردستانية لابل أن القيادات الكردية و الشعب الكردستاني يتمنى أن تتدخل تركيا عسكريا في كردستان العراق وتدفع بجيوشها في عمق الاراضي الكردستانية عبر دهوك و الى الموصل و كركوك.
ولكن هل ستتدخل تركيا في كركوك و تحقق الحلم الكردي؟؟؟؟
لو أعتمدنا على رغبة تركيا في ضم كركوك وولاية الموصل الى أراضيها و رغبتها في أحتلال كركوك او تسليمها الى الجبهة التركمانية و على رغبة تركيا و بعض الاطراف العربية على أفشال التجربة الكردية و الفدرالية الكردستانية، فان التدخل حاصل اليوم وليس غدا. ولو أعتمدنا على الامكانيات العسكرية التركية على تنفيذ ذلك التدخل و الاحتلال فأن الاحتلال حاصل خلال 24 ساعة وربما أقل من ذلك.
أما أذا أعتمدنا على ظروف المنطقة و الموازنات السياسية و العسكرية و الجغرافيالسياسية الجديدة لكردستان و المنطقة باسرها فأن التدخل العسكري التركي في كركوك يدخل في حكم المستحيل. فالعراق كدولة هي ليست ذات ارادة ولا تتحكم في مستقبلها أنطلاقا من بغداد، بل أنها دولة تسير من قبل القرارات الدولية و التدخلات العسكرية. وأي تدخل عسكري يجب أن يدخل ضمن قرار دولي و بمباركة أمريكية. من الصعب أن تستطيع اية دولة أصدار قرار جديد يعطي تركيا حق التدخل العسكري في كركوك و كردستان ومن الصعب على أمريكا ايضا أن توافق على تدخل كهذا لأنه وبكل بساطة يزيد في الطين بله و سيفجر الوضع في عموم العراق و سيفقد الامريكيون تلك البقعة الامنه من العراق، في الوقت الذي تستعد فيها أمريكا لمواجهة القنبلة الذرية الايرانية و الارهاب العالمي. فأمريكا بحاجة الى عراق أمن كي تنازل ايران واي تدخل عسكري تركي ضد الكرد سيحول العراق الى بركان و مرتع لكل الارهابيين. واذا غمضت أمريكا للتدخل التركي فأن الكرد أيضا سوف لن يعيروا أهمية للتواجد الارهابي في العراق و كردستان لأنهم سيكونون منشغلين بالقتال مع الجيوش الغازية. وهذه مجازفة من الصعب أن تتبناها أمريكا.
يجب أن لا ننسى أن أي تدخل تركي في كردستان العراق سيفقدها الكثير من المكتستبات داخليا و خارجيا وستضعها في وضع لا تحسد عليها من العزلة و التقهقر السياسي و العسكري وستكون ورطة سياسية وعسكرية لا تقل عن ورتطها في قبرص التي لا تزال مستمرة لحد الان، تلك الورطة التي أفقدتها دورها في قبرص وأحيت القضية الكردية في تركيا و أعطتها زغما كبيرا لأن بروز القضية الكردية في تركيا كان متزامنا مع أحتلال تركيا لقبرص والان تحاول تركيا بكل ما أوتيت من قوة دبلوماسية كي تعيد بالوضع في جزيرة قبرص و كردستان تركيا الى ما كانا عليه قبل أحتلالها لقبرص ولكنها فشلت وستفشل أن حاولت مرة أخرى لأن المعطيات الدولية تغيرت و لا يمكن ارجاع عجلة الزمن الى الوراء. التجربة المريرة لتركيا في قبرص تجعلها تفكر ألف مرة قبل الاقدام على مغامرة أخرى.
على الصعيد الامريكي فأن اي تدخل تركي في كردستان العراق و كركوك سيضعف جبهة التحالف و يعقدها أكثر مما هي عليه الان. وأي تدخل تركي بموافقة أمريكا ستؤدي بالضرورة الى خروج الكرد من الجبهة المعادية للارهاب و سيسحب الكرد تأييدهم للتواجد الامريكي في العراق وسينشغلون بتحرير وطنهم و الحرب ضد تدخل تركيا. تواجد الجيش التركي في كردستان العراق ستجعلها طرفا مباشرا في مجريات الامور في العراق. اي أنها ستصبح طرفا مباشرا في الحرب الدائره الى جانب أمريكا و بالتالي ستجد نفسها في جبهة واحدة مع أسرائيل والذي بدورة يدخلها في الجبهة المعادية للارهاب و المضادة للاسلامييين. لأن اي تواجد عسكري تركي في كردستان و العراق سيكون بالتعاون مع أمريكا ومن غير المعقول أن يدخل الجيش التركي العراق و كردستان من دون أن يتدخل لصالح أمريكا وضد ما تسمى الان بالمقاومة في العراق. هناك الان في العراق تناقض رئيسي بين أمريكا و الجماعات الاسلامية المتطرفه. كل الخلافات و التناقضات الاخرى تعتبر ثانوية. فالاسلاميون غير مستعون لأيقاف قتالهم مع أمريكا للتفرغ لمحاربة الكرد. وهم أيضا سوف لن يهادنوا تركيا لأنهم دخولوها لمحاربة الكرد. تركيا ستكون جزءا من القوة التي ستدخل للمحافظة على الامن في العراق اي أنها ستكون ظمن التناقض الرئيسي. حال خروج الكرد من جبهة التناقض الرئيسي تجعلهم في حياد تام.
ولكن دخول تركيا كطرف في الحرب الدائرة في العراق سيؤدي الى تأجيج المشاعر الشعبية داخل تركيا ضد الحكومة الاسلامية في تركيا. قد تحصل أمريكا بهذا التدخل على قوة عسكرية و لكنها ستخسر قوة شعبية هائلة وأمريكا بحاجة ماسة ألى القوة الشعبية كي يستقر العراق وهي بحاجة الى رضا الشعوب العراقية أكثر من القوة العسكرية التركية.
أوربيا فأن التدخل التركي سينهي أو على الاقل سيوقف المفاوضات التركية الاوربية حول الدخول في الاتحاد الاوربي. هذا الدخول الذي تحول الى حلم لتركيا منذ عشرات السنين. الاتحاد الاوربي الذي يضغط على تركيا من أجل أن تعترف بحقوق الكرد في تركيا سوف لن تقبل أي تدخل عسكري تركي في العراق. تركيا تنازلت عن كل شئ في قبرص من أجل أن تقبل كعضو في الاتحاد الاوربي وأي حركة بهلوانية من هذا النوع ستلحق ضررا بالغا بتركيا أكثر من الضرر الذي الحق بها جراء أحتلالها لقبرص.
في كل الاحوال يجب أن يحضى أي تدخل عسكري تركي بمباركة أمريكية وموافقة للحكومة التركية و الجيش التركي وتقاعس أوربي، أي خلل في هذه الاطراف الاربعة تجعل التدخل التركي غير ممكن و الادعاء بها هي محاولة أعلامية من قبل تركيا و القوميين العرب يراد بها أخافة الكرد لعدم المطالبة بكركوك و تحجيم المطالب الكردية. ولكن يبدو أن الكرد و القيادات الكردية قد أدركوا اللعبة وباتوا متأكدين خلافا بما يؤمن به أعدائهم بأن التدخل التركي في كركوك سيكون في صالحهم و أن تدخل كهذا سيمنح الكرد فرصة تأريخية لتكوين الدولة الكردستانية و ليس الحكم الفدرالي في كردستان العراق.
ولو أفترضنا بأن تركيا ستحصل على الضوء الاخصر من كل صوب و قررت احتلال كركوك و باقي مدن كردستان العراق بتأييد أمريكي و سكوت أوربي، فماذا ستكون النتيجه؟؟ هل سيخسر الكرد أم أنها ستكون فرصتهم الذهبية لتكوين الدولة الكردستانية؟؟؟
ليس معقولا أن تتدخل تركيا في كردستان العراق من دون قتال وأن يقف الكرد مكتوفي الايدي. فالكرد قاتلوا كل الانظمة العراقية وعلى رأسهم صدام الذي أهاب دول المنطقة كلها ومن ضمنهم تركيا. الكرد لم يتهاونوا في قتال صدام وغيرهم وسون لن يتهاونوا في القتال ضد أي محتل، وكل الشعوب تقاتل و تكافح عندما تحتل أوطانهم وكذلك الحال بالنسبة للكرد ولكن بأختلاف بسيط ألا وهو أن كردستان مقسمة و الدولة التي من المفروض أنها ستهاجم كركوك هي دولة محتلة لجزء أخر من كردستان.
كي تصل تركيا الى كركوك يجب عليها أن تقطع مئات الكيلومترات داخل الاراضي الكردستانية وستكون خطوط أمداداتها عرضة لهجمات البيشمركة الكردية وكذلك قواتها المتواجدة في كركوك و باقي المدن الكردستانية وأظن أن بأس الكرد وشجاعتهم القتالية معروفة للقاصي و الداني و لا تحتاج الى وصف. دخول الجيش التركي في كردستان العراق سيعطي الحق لأكراد تركيا و مقاتليها بالدخول الى كردستان العراق و القتال الى جانب اشقائهم ضد عدو مشترك. هذا التدخل العسكري التركي سؤجج المشاعر الكردية الى درجة تجعل الكرد في كل أنحاء تركيا و العراق لابل حتى أيران و سوريا يثورون ضد تركيا و سيصعب على تركيا التغلب على أكثر من 30 مليون كردي في كردستان العراق وتركيا. التدخل التركي سيوحد كردستان العراق وتركيا. فأكراد العراق بحاجة الى عمق كردستان تركيا و دعمهم كي تتحول الى دولة مستقلة. وأظن أن أنكلترا و الدول الاخرى عندما قسمت كردستان كانت تدرك ان دولة واحدة لا تستطيع السيطرة على الكرد.
أذن فالتدخل التركي سيوحد كردستان وهذا ما يريدة الكرد و تركيا عندما تقرر الدخول في كردستان العراق أما أنها ستغادرها فور دخولها بايام أو اشهر، أو أنها ستضطر الى البقاء في كردستان وعندها ستتغير خارطة المنطقة. وأي محاولة لحل القضية الكردية ستكون دولية. يدخل فيها الكرد كطرف مستقل الى جانب تركيا و المجتمع الدولي وقد تنتهي بأجراء استفتاء كالذي حصل في قبرص يحصل فيها الكرد على حقهم في تقرير مصيرهم. فمهما طال التواجد العسكري التركي التركي في كردستان او قصر ستضطر في الاخير الى الخروج تحت ضربات المقاتلين الكرد و الضغط الدولي. قد تكون كركوك هو الطعم و الطريق الى توحيد كردستان و فصل ولاية الموصل عن العراق.
أما أذا تدخلت القوات التركية في كردستان العراق بموافقة القيادات الكردية، فهو فشل وكارثة للعنصريين العرب و الجبهة التركمانية. ومن الممكن أن يكون هناك أتفاق كردي تركي للتدخل في بعض المناطق، ولكن أي موافقة كردية للتدخل التركي المحدود سيكون مشروطا مقابل تخلي تركيا عن مطالبتها بكركوك و الوقوف عائقا على ضمها الى كردستان.
وهناك أحتمال أخر يقضي بتحويل كردستان وتركيا الى دولة فدرالية غنية بعد ألحاق ولاية الموصل بتركيا بأتفاق ثنائي بين الكرد و الاتراك يجعل من السهل للكرد أيضا أن يدخلوا الاتحاد الاوربي، هذا الاحتمال ممكن الحصول أن حاول الترك محاورة الكرد لأيقاف القتال و موافقة الاتحاد الاروربي على استمرار مفاوضاتها مع تركيا بشأن الاتحاد الاوربي.
أذن فدخول الجيش التركي هو لصالح الكرد في كل الاحوال وهي الورقة الرابحه التي في يد الكرد. والتدخل هزمة لتركيا ولجيشها. على الكرد أن ينصبوا الفخ للذئب الرمادي. فأحتلال كركوك سيلحق الهزيمة السياسية والعسكرية بتركيا وسيحرمها من الدخول في الاتحاد الاوربى هذا ناهيك عن الخسائر المالية والبشرية. ونتيجة لهذا التدخل فأن أمريكا ستهزم أمام أيران و الاسلاميين، لأن خروج الكرد من التحالف سيعطي الاسلاميين زخما كبيرا.
وأعتقد أن سبب معادات القوى الاسلامية و الارهابية العراقية وغيرها للكرد يرجع الى أدراك هؤلاء لمدى أهمية دور الكرد في الحفاظ على أستقرار العراق ووحدته ولهذا السبب يحاول الارهابيون وبكل الوسائل أن يؤثروا على الكرد ويبعدونهم عن أمريكا. فحتى لو دخل 100 الف جندي تركي فأنهم سوف لن يستطيعوا تأمين كردستان بجبالها لأمريكا. فصدام حسين كان يقاتل الكرد بأكثر من 300 الف جندي و لم يفلح في القضاء على الثورة الكردستانية. الكرد في الوقت الحاضر يمتلكون قوة لا يستهان بها و لديهم علاقاتهم الدبلوماسة القوية وشعبهم المستعد للتضحية.
فهل ستقع تركيا في فخ كركوك؟؟ وهل سيتحقق للكرد وحدتهم على يد تركيا؟؟ وهل ستتكون الدولة الكردستانية على ارض كردستان العراق و تركيا؟؟؟ وهل ستحفر أمريكا قبرها بنفسها في العراق؟؟؟ وهل ستعطى أيران فرصة الحصول على القنبلة النووية؟؟ و هل ستستغني تركيا عن الاتحاد الاوربي؟؟؟ وهل ستكرر خطأ قبرص ثانية؟؟ هل ستتجرئ تركيا بالهجوم على كردستان العراق ؟؟؟ وهل سترفع تركيا بهذا الخطأ الادراة الكردية الى مستوى الدولة؟؟؟
الجواب على هذه الاسئله يدخل في سياسة القرن الحالي و الواقعية السياسية للكرد في هذا العصر. فقوة السياسة تكمن في وضوحها وعلنيتها في النواحي الاستراتيجية وسرية التكتيك. على عكس سياسة القرن العشرين التي كانت تعتمد على علنية التكتيك وسرية الاستراتيجية وفن تحويل الاستراتيجية الى تكتيك و بالعكس.
قديما قالها الانسان ودايني بالتي هي الداء، والظاهر أن الكرد سيعتمدون الاحتلال كسبيل للتحرر، والهجوم على أقوى الحلقات وليس أضعفها والتي بها يتمكن الكرد الحفاظ على مكتسباتهم.
تخويف الكرد بالتدخل التركي في كردستان يدخل ضمن الخطط الكلاسيكية القديمة التي عفى عليها الزمن وأتلفتها العولمة و التغيرات الجيوسياسية في المنطقه. والعصر الحالي لا يقبل السياسة الكلاسيكيه. الكرد في العشر سنوات الماضية بدأوا بفهم السياسة المعاصرة والتحرك من خلالها. من أهم معالم السياسة المعاصرة هي ديمقراطية المواجهة و التخطيط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في