الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسع قصص قصيرة جداً

طالب عباس الظاهر

2011 / 5 / 18
الادب والفن



تأجيل متكرر
حضرت العصافير والأشجار والأزاهير ، وأخيراً وصل النهر... لكن الربيع أيضاً تأجل...!

احتراق داخلي
كعود ثقاب راح يحترق بهدوء، ويتلظى بصمت أبله؛ فيتلوى ألماً في وحشته، ثم يتحول إلى مجرد خيط من الرماد.

دخان
أمعن النظر في المرآة...حدّق جيداً كي يطمئن على نفسه...وكم شدّه العجب حينما لم ير سوى دخان سيجارته المتراقص في الفراغ.

غربة
كان لوقع غروب الشمس في هذا المساء معنىً للحزن، ربما أعمق من كل مرّة عشت فيه مثل هذه اللحظة، قلت في سري؛ ربما سبب مثل هذا الشعور العاصف،هو موعد وداعي الوشيك لأهلي ومدينتي ووطني الحبيب، والرحيل قسراً عنه نحو البعيد، بعيداً عن ألفة شمسه الحنون ...حيث برودة الغربة ووحشتها القاتلة.

حـرب
صُعق الرجل المار في الشارع فجأةً، جراء انفجار إطار إحدى المركبات، وفي خضم ارتباكه،كان على وشك القيام بحركة متعجلة، حتماً كانت ستثير حوله عاصفة من الضحك والسخرية، فيغدو مادة دسمة للنكات والتندر، لولا تماسكه، وتذكره باللحظة الأخيرة، بأن الحرب إنما وضعت أوزارها، قبل ما يقرب من عشر سنين على الأقل...!.

وحشــة
من خلال زجاج النافذة، وانحسار الستارة القليل عنه، لمح زرقة المساء الصافية، وهي ترنو للألم الذي بدأ نوبة الحفر في صدغهِ، فراح يستمع من حوله لتأوهات الأهل والأحبة والأصدقاء، وهم متوجسون من حفر الألم في صدغه، بينما راح الأطباء والممرضون والممرضات يرقبون بذهول...مشهد الألم وحفره في صدغه ، دون أن يستطيعوا فعل أيّ شيء له، فبدت له حتى الأسِرة والجدران والستائر و ... و...و...!!
هي أيضاً مشفقة من هكذا حفر للألم في صدغه، فأيّ سماء تتلاشى... بينما يستمر الألم ينخر في صدغه، وأيّ أحبة وأصدقاء ... وأيّ أطباء ... وأي ... وأ....و...!!
وصدغه يطلق صوب اللانهاية بألمه.

فقـدان
تفاقمت حالة نسيان غريبة لديه، فوصلت به لدرجة لا تصدق، حتى جرت عليه المشاكل والمطبات الكثيرة...بل راحت تتناوب على إسقاطه في معضلات كبيرة، فقادته قدماه بالخطأ لدخول شتى الأمكنة متوهماً بأنها بيته!
أخيراً وفي ذات مساء ماطر شديد البرد، وحينما قرر أن يتوسد الأرض وينام، بعد أن عجز عن الاهتداء إلى بيته! كما في مرات كثيرة سابقة، صدمته المفاجأة الكبرى، ولشدّ ما كان وقعها رهيباً عليه، إذ لم يجد جسده بجانبه، وكلما كرر البحث والمحاولة، لم يستطع التذكر أين دسَّ به، ومن ثم أضاعه في زحمة النهار...!!

ثلج ونار
بينما عجلات الحافلة تنهب إسفلت الطريق الخارجي بسرعة فائقة، انتبه المسافر فجأة، إن على مرمى كرسيين أمامه عبر الممر الضيق، طفلة رضيعة على كتف أمها المتوسطة العمر، ترمق تقطيبة وجهه القاسية، لكنها تبتسم له ببراءة ملائكية رائقة، وتناغيه، فتمدّ أناملها الرقيقة نحوه.. لعل الطفلة البريئة ظنت عبوس وجهه؛ ابتساماًَ لها، ومحاولة للمداعبة...!
ثم لاحظ المسافر بأنه كلما ازدادت تقاطيع وجهه قسوة، وعلتها الكآبة والحزن، وتقلصات الألم؛ ازداد انفراج الفرح وآيات البراءة على وجه الطفلة الصغيرة تلك، ومن ثم ازدادت رفرفة يديها نحوه،كأنها تريد الطيران إليه، فأدرك المسافر حينئذ ضرورة التفاؤل، ونبذ تشاؤمه القذر هذا، والتعلم من هذه الطفلة الصغيرة، درس الحياة الكبير.

فراق
استيقظ صباحاً، لكنه لم يجد جسده في مكانة المعتاد فوق سريره...حيثما تركه ليلة البارحة وخلد إلى النوم مبكراً، بعدما أوصد عليه باب غرفته جيداً، لكي لا تزعجه الأصوات،لأنه شعر بألم حاد يحفر في دماغه، لكنه لاحظ إن نعله فقط موجود في مكانه أسفل السرير، وهو ما يزال ينتظره دونما جدوى، لعله لن يحتاج إليه بعد الآن، وكان باب غرفته مشرعاً على مصراعيه، وليس يتذكر متى فتح أو من فتحه وكيف ومتى ؟
فجأة تناهى إلى سمعه بكاء أمه وأخواته، وهو يأتيه خافتاً من المطبخ، ذكّره بلحظة وصول خبر استشهاد أخيه الأكبر قبل عام، وتفحمه بانفجار سيارة مفخخة بالقرب منه؛ فلم يحضوا من جسده على شيء سوى حفنة من الرماد، ثم راح يتعالى صراخهن المفجع، وتحشرجت أصواتهن حين لفظن حروف اسمه؛ فأدرك بأنه ربما يكون قد فارق الحياة!.

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع