الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تتحول العلاقة الزوجية إلى حرب أهلية – الجزء الثالث

شمسان دبوان سعيد

2011 / 5 / 18
العلاقات الجنسية والاسرية


في الجزء الثاني تناولنا بعض الجوانب التي يمكن أن تحول العلاقة الزوجية إلى حرب أهلية مثل الصمت والغضب والتجاهل من قبل احد الزوجين . وهي أمور ناتجة عن سوء فهم احد الزوجين فقط لا غير . ذلك لماذا قلنا أن التفاهم والاحترام بين الزوجين هو أساس نجاح العلاقة الزوجية السعيدة . ولماذا يقال أن الزواج يكمل إنسانية الرجل والمرأة ويحقق الهدف من وجودهما فإذا اخطأ طرف فيصحح الطرف الأخر هذا الخطأ وفق الأسس التي لا تجرح مشاعر الطرف الأخر . ولا يخلو أي توافق زواجي من خلافات بين الزوجين . فالتناقض سر من أسرار الخالق في هذا الكون فهناك شر وخير وموت وحياة واختلاف وتصالح نجاح وحياة .... الخ . فالفرج غالبا ما يأتي بعد الضيق والموت بعد الحياة والليل بعد النهار والمطر بعد الصواعق والأمل بعد اليأس . الخلافات الزوجية هي مجرد تباين في مشاعر وأفكار الزوجين تجاه أمر ما ولكن المهم هو أن لا يتطور هذا التباين إلى نتائج غير مرغوبة تحول هذا الخلاف إلى تنافر وانشقاق تخل بالعلاقة بين الزوجين وتضعفها . في هذا الجزء سنتناول بعض المواضيع التي تسهم في إحداث تنافر أو شقاق يعوق عملية التوافق الزوجي .
الشك .... Doubt
الشك عبارة عن اختيارات عديدة يصعب على الإنسان التفريق بينها ومعرفة الحق منها . والشك يعتبر من الأمراض العقلية عندما يصل إلى طريق مسدود ويصعب عليه معرفة الحق من الباطل . في الحياة الزوجية يبدأ الشك منذ المراحل الأولى من الخطوبة فيظل الرجل يتردد في اختيار شريك العمر وتقف أمامه العديد من الخيارات التي تمثل عائقا في طريق الاختيار الصحيح ، وكذلك المرأة . لكن من المفترض أن تنتهي هذه الشكوك مجرد الموافقة على الزواج واقتناع كل واحد بالأخر . فحين يتسلل الشك إلى قلب الرجل أو المرأة ، هنا تبدأ حرب أشبه بالحرب الباردة . فإذا شكت المرأة في حبيبها أو زوجها فإنها تتألق في الإبداع والخيال حيث تعطي حجم للشي اكبر من المتوقع . فتتجمع هذه الشكوك وتصوغها إلى قالب من الخيالات ، تتشعب هذه الخيالات لتصبح أساطير وحكايات . وهنا تبدأ المرأة الدخول في عالم الهلوسة فتجمع القديم والحديث وتصوغها في قالب واحد لتنفجر مرة واحدة في وجه زوجها باكية تصرخ .... أنت خائن لا تستأهل حبي وإخلاصي لقد سمعت الناس مرات عديدة يقولون عنك كذا وكذا ولكنني لم أصدقهم لأنني أثق فيك .. أما ألان فقد عرفتك أنت جبان.... نذل... كذاب خائن... كلب... ولم يكن أمام الرجل إلا الوقوف بين يديها مرتعدا ينادي ربه يا رب ماذا فعلت أنا بريء ... أنا مخلص .... أنا ملتزم ... فتضيق الأرض به وربما يصبح مشردا لأغلب أوقاته خارج المنزل وهو الأمر الذي يزيد من مرض الزوجة تجاهه . ومن هنا تتحول العلاقة الزوجية السعيدة إلى شبه حرب باردة . تنشغل الزوجة بكيفية تصريف أموال الزوج خشية الزواج مرة أخرى . فتظل تفكر في أتفه المشاريع من اجل إفلاس الرجل والسيطرة عليه . وفي حالة عدم وجود أي مشاريع تلجأ الزوجة إلى الصياح والتظاهر بالمرض وإتلاف الأجهزة المنزلية تعمدا والدعوة إلى التجديد في اللباس والأدوات .... الخ وهو ما يصل بها إلى مرحلة الهلوسة والتي بإمكانها أن تضاعف من ضيق الرجل . ناهيك عن إثارة الشك لدى زوجها وهذه من أعظم المصائب لأنه إذا تم زرع الشك في قلب الزوج وضميره فلا يمكن لأي قوة أن تمحوه وهذا يؤدي حتما إلى موت كل المشاعر الطيبة من جانبه تجاه امرأته . وينقلب الأمر في النهاية إلى حقد ومرارة وان عاش معها كل عمره . المرأة بعملها هذا تظن أنها استولت على زوجها وملكته فتسّيره وفق ما تريد . لكن في الحقيقة يكتشف الرجل فيما بعد هذه اللعبة فيتخذ سلاح مضاد وهو فقدان الثقة بزوجته تدريجيا حتى يكون إنهاء العلاقة هو أخر الحلول .
عندما تجتمع الغيرة مع الشك
سبق وان قلنا أن المرأة بإمكانها أن تغفر زلات زوجها وذنوبه إلا أن يحب غيرها فهذا ما لا يحمد عقباه . فالشخص الغير ناضج عقليا وعاطفيا لا يأبه لمثل هذا التصرف . فما يزال يتكلم عن امرأة أخرى أمام امرأته ويشيد بها ويعد ذلك من باب المزاح وهو أمر مرفوض . لا يمكن لأحد وصف المشاعر الإنسانية مهما امتلك من مهارات الكلام وبلاغة التعبير ورقة المعاني .. الحديث عن المشاعر شي وجداني من ذات الإنسان . فلا تصل إليه يد ولا تطوله عين ، لا يمكن تحديده ولا يمكن تتبع مصادره وآثاره فالمشاعر تتداخل والقلوب جنود مجنده تختلف وتتآلف . فالمرأة عندما تحب رجل وتختاره وفق إرادتها وتراه أعظم إنسان فيعمي قلبها عن مساؤه وترى أنها اكتشفت جمالها وصفاتها الجميلة من خلال ما يكنه الزوج من عبارات الحنان والحب والود ... الخ . فإذا تسللت الغيرة إلى قلب الزوجة وتغيرت مشاعرها تجاه زوجها فهنا تنقلب الأمور على حياتها . فتبدآ بالشعور بالنقص . وتبدأ مشاعر مزيجه من القلق والخوف والاضطراب والتوتر والضيق والغضب والوساوس تنتابها فتظل تسال أسئلة وتراودها هواجس وشكوك . هل فعلا أعجب بامرأة أخرى غيري؟ هل سيصل به إلى مرحل الإعجاب ؟ ما الذي جذب إعجابه بها ، الشباب - العمر ، العينين ، الشعر ، الذكاء ، الجمال ؟ وهكذا تظل المرأة في دوامة من الوساوس والشكوك التي تأتي غالبا بسبب حديث الزوج عن امرأة ما أو إظهار الاحترام أو الإعجاب بامرأة أخرى فما يزال يذكرها ويستشهد بأقوالها أو ما قاله الآخرون عنها حتى تصل امرأته إلى هذا المنعطف الخطير . ويكون النهاية هي الشك وقد رأينا كيف تتحول العلاقة الزوجية إلى مرحلة عدم ثقة كل واحد بالأخر ومنها تنتهي بالطلاق . فالغيرة هي فطرة إنسانية لا تنهجها إلا المرأة المخلصة في الحب . فعلى الزوج أن يحترم ويقدّر مشاعر العلاقة الزوجية وان يعمل على تطويرها لا هدمها . فإذا افتقدت الغيرة بين الزوجين قطعت كل أواصر العلاقة التي تربطهما وتتحول إلى لعبة الشك والغيرة يخسر فيها الطرفين ولا يفوز احد على الأخر .
أخيرا أود التذكير أن الدين والأعراف والعادات والتقاليد في المجتمعات العربية قد تناولت كل هذه الجوانب وأساس نجاحها وطرق معالجة أي مشاكل إن وجدت . وهذا يبعث تساؤل لماذا يشترط في الزواج النضج العقلي والعاطفي . فعلى الفرد أن يعلم أن الزواج ليست محطة يستخدم يتم استخدام المرأة لفترة محددة من الزمن ليتم الاستغناء عنها والبحث عن غيرها ويظل يتخبط أو تتخبط في مشاعره أو مشاعرها بين الحب والكراهية من رجل إلى أخر ومن امرأة إلى أخرى حتى يفقد مشاعر الحب والإنسانية بشكل جذري ويظل يعيش / تعيش كالحيوان تمنياتي لكم بالتوفيق والنجاح في سبيل حياة زوجية سعيدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهرب من الزواج.. ينتشر بقوة.. وقد يستدعي تدخل طبيب!


.. 16 امرأة يتهمن الساحر الشهير ديفيد كوبرفيلد باعتداءات جنسية




.. لا تشكو المهر وغلاء الأسعار قد تكون مصابا بفوبيا الزواج | #ا


.. مصر.. سائق يحاول اغتصاب فتاة في القاهرة • فرانس 24 / FRANCE




.. يارا لابيدوس: قصّة امرأة عبّرت الموسيقى عن حنينها وعن جذورها