الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤامرة, مؤامرات.. ومتآمرون

أحمد بسمار

2011 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


في جميع التظاهرات اليوم.. وعلى الأقل في غالبها. على أرض فلسطين أو في سوريا ومصر.. أو غيرها من البلاد العربية.. في الشوارع والجوامع يردد الخطيب أو من يحمل المايكروفون : هذه الأرض العربية الإسلامية!!!...
وبهتاف واحد.. أوبجملة واحدة في خطبة جمعة..نمحي ملايين المسيحيين الذي وجدوا قبلنا على هذه الأرض وساهموا في جميع صفحات تاريخنا من خمسة عشر قرن حتى هذه الساعة.. وسوف يبقون الشريك والرفيق في كل ما سوف يبنى ويسطر من صفحات قادمة..أليمة أو مفرحة..معتمة يائسة.. أو مليئة بأنوار الحضارة والسعادة الإنسانية.
كل من يفرق أو يميز بين مسلم ومسيحي..أو أية ديانة أخرى أو حتى من لا معتقد طائفي له. شريك في مخطط تفجير بلادنا وتمزيقها, حتى تصبح صحراء قاحلة. إنسانيا واجتماعيا وسياسيا. لا تنتج أي شيء. شعوبها متصحرة الفكر والتحليل والإبداع. لا تفكر ولا تحلل ولا تبدع. وخاصة لا تعمل ولا تفلح ولا تزرع ولا تصنع أي شيء. وكل ما تحتاجه في حياة إنسانها العادي يجب أن تشتريه من الدولة الوحيدة الباقية : إســرائـيـل!!!
هذه هي المؤامرة الحقيقية ضد بلادنا, من أول يوم خلقت به هذه الدولة.. تصحير جميع الدول المحيطة بها, وتمزيق شعوبها وتشريدهم وتفقيرهم. وخاصة حصرهم في ممالك وإمارات وباندوستانات دينية, لا تنتج ولا تفكر.. تحت جزمة حكام محليين طغاة, مقبولين مرضي عنهم, لا يتركون لشعوبهم أو أي فرد من شعوبهم أي مجال للتحليل والتفكير. بالرغم أنهم في الظاهر يمثلون عداءهم لدولة إسرائيل. بينما في الحقيقة, هم دائما خدام مصالحها المخطوطة وغير المخطوطة المدروسة على الأمد البعيد.
كم انقلاب عسكري أو غير عسكري.. وكم حرب خضنا وشاركنا داخليا وخارجيا.. وكم حرب خاضت جيوشنا الجبارة ضد هذه الدولة.. وفي كل مرة كنا نخسر قسما هاما من بلادنا.. وتتوسع هذه الدولة على حسابنا.. ويزداد عدد المهجرين والمشتتين من أرض فلسطين.. ويزداد يوما عن يوم عدد المتقاتلين الفلسطينيين بين بعضهم البعض وعدد ضحاياهم.. كما يتضاعف ويزداد عدد الأجهزة المخابراتية (لاستعادة فلسطين)..في جميع البلاد العربية.
ولكن كل هذه الأجهزة الرهيبة الصيت والفعل, كانت دوما وأبدا ضد كل من يفكر ويحلل. ولم تستعمل سوى لحماية الحكم والحكام.. ولم نستعد شبرا واحدا من أرض فلسطين...
منذ أكثر من ستين سنة نتكلم عن المؤامرة والمؤامرات.. وما التآمر سوى منا وفينا.. نتآمر ضد بعضنا البعض. منذ فرقنا بين المواطن المسلم والمواطن المسيحي. تآمرنا ونتآمر في كل مرة نطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية..نتآمر في كل مرة نعتبر المرأة أقل من نصف رجل.. نتآمر في كل مرة لا نقبل المواطن الآخر الذي لا يفكر ولا يؤمن مثلنا. نتآمر في كل مرة نهتف للطغاة الذين يحكموننا ـ ظلما وتعسفا وبهتانا ـ بالدم بالروح نفديك يا.............
في كل مرة نتهم الغربي أنه المعتدي علينا. ونلعنه صليبيا كافرا زنديقا. بينما علينا أن ننظر في المرآة ونقرأ ما في وجوهنا.. ونحلل ماذا أعطينا لهذا البلد. أو ليس عدم الاهتمام بنظافة حينا,في أبسط الحالات تعديا على بلدنا؟ أو ليست كل رشوة نعطيها لموظف حتى يتغاضى ويتعامى عن مخالفة, تعديا على مصلحة بلادنا, وتشجيعا واضحا وتأييدا للفساد الساري.. وعشرات ومئات من هذه الأمثلة الفسادية التي أصبحت عادة وتشريعا وتقاليد في جميع أقطار بلادنا.أو ليس التعصب الطائفي الظاهر والمخبوء جزءا هاما من المؤامرة؟؟؟... وبعد كل مآسينا وخسائرنا التاريخية والإنسانية.. ما زلنا نعتبر أننا أفضل أمــة عند الله!!!...

أنظر اليوم إلى بلدي من قريب.. وأنظر إليه من بـعـيـد.. أطراف متعددة, كل منه يتهم الآخـر بالمؤامرة... وكلا الطرفين لو يجلسا على طاولة, بلا شهود, بلا تلفزيون, وبلا خطابات خشبية لم يعد يصدقها أي مواطن عادي. لانحلت وانتهت واختفت المؤامرة... لأننا تعبنا.. هرمنا من الخطابات الخشبية والوعود العرقوبية, والمظاهرات العسكرية.. نريد أن نعيش كما يعيش البشر.. بلا مؤامرات.. بلا مخابرات.. كما يعيش بقية البشر. دون خوف من الغد... وهذا ما من أحد يقدمه لنا على صحن من الفضة... بــالانــتــظــار...............

مع تحية مهذبة لكل من قراء هذا الموقع...

أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا توجد مؤامرة عزيزى أحمد
سامى لبيب ( 2011 / 5 / 18 - 16:31 )
تحياتى عزيزى أحمد بسمار وشكرا على مجهودك وهذا الهم الذى تحمله لعالمنا العربى البائس
لا أرى مؤامرة بالمعنى المتعارف فنحن من ننجز كل المهمة بنشاط نحسد عليه ..نمارس كل التخريب والتدمير ونرفض أن يشاركنا أحد فيه ..نخلق الفتن ونكتب كل أحداثها ومشاهدها وسيناريوهات ونحتل االأدوار ولمراكز الرئيسية والثانوية .
نعم يا عزيزى نحن من نصنع الفتن منفردين ..بالطبع هناك قوى دولية كإسرائيل وأمريكا تتمنى مثل هكذا فتن وتخريب ولكن نحن نرفض أن يشاركنا أحد أو يخطط لنا أحد .
إستدعاء التراث الدينى وحضوره كفيل بإيقاظ وتأجيج الفتن بما يحمله من فكر إقصائى ومنعزل يرفض الآخر .
كل دولة لها مصلحة فى فى التواجد والهيمنة بعالمنا العربى وتبغى تفتيت الأمة تعلم جيدا أن صعود التيارات الدينية سيجعلها تنفرد وتتفرد بالتخريب وتمزيق الأمة ..أى أنها تنفذ مخططات بوعيها ويإرادتها وبالمجان وبدون تنسيق .
أنظر إلى جنوب السودان وكيف من حماقة وبداوة وغباء الحكام فيه مارسوا الحرب على شعب الجنوب بإعتبارهم كفرة لترتفع رايات الجهاد لينفصل الجنوب بعد عشرات السنين من النبذ والتهمييش والإضطهاد .
نحن من نغزل الخراب بأيدينا
خالص مودتى


2 - ما شاء الله
علي السوري ( 2011 / 5 / 18 - 16:57 )
مئات الضحايا،، آلاف الجرحى، آلاف المفقودين، آلاف المعتقلين، آلاف المشردين إلى بلدان الجوار؛ وكلهم من مواطنيك المسالمين؛ وكلهم عوقبوا بهذا الشكل الهمجي من قبل العصابة الحاكمة لأنهم نادوا بحرية سوريا. ولم تهتز شعرة من ضميرك أمام كل هذه الجرائم، ولكنك تتباكى على المسيحيين، وتحاول كعادتك، التجييش العنصري ضد العرب والمسلمين فلربما كسبت تعاطف بعض المرضى هنا وهناك. كل هذا عار عليكم، يا مثقفي الطائفة، من سخرتم أقلامكم لخدمة من يدعي أنه يحمي طائفتكم بالدبابات والقناصة والشبيحة والمخابرات. إذا لم يكن لديكم جرأة في فضح ما يجري، أو بالقليل، في ابداء مجرد تعاطف على أطفال هتكت براءتهم ونساء انتهكت حرماتهم ومسنين ديست على كراماتهم، فاصمتوا لأن الصمت من الذهب عندما يكون كلامكم من رصاص خارق وحارق ومتفجر
تحياتي يا مواطن عادي.. وهل رامي مخلوف، أيضا، إلا مواطن عادي كما صرح سفير النظام السوري في واشنطن؟؟؟؟


3 - ردود بسيطة
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 5 / 18 - 17:37 )
ردود بسيطة
أشكر السيد سامي لبيب على تعليقه العميق وتحليله الصائب.
مع كل امتناني ومودتي...
أما السيد علي السوري المعلق المتربص الغاضب الحانق الذي ينتقي دائما كلمات من النص, ويعريها من فحواها الكاملة, حتى ينفخ كراهيته وينفس حقده, دون أن يقبل أي تفهم أو مراجعة للنص الكامل..
.وللسيد علي السوري إمكانية قراءة فولتير
وعدته سابقا ألا أرد عليه.. وأعتذر للقراء عن ردي الأخير هذا للسيد علي السوري.. آملا أن تـنـفـس الأحداث حقده.. ويعود الوئام والتفاهم لأبناء الشعب الواحد ومصلحة الوطن الواحد...بلا دماء ولا ضحايا إضافية!!!...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


4 - تعليق
سيمون خوري ( 2011 / 5 / 18 - 17:47 )
أخي أحمد المحترم تحية لك ، أتفهم تماماً مدى حبك لوطنك . لكن هذا الوطن بحاجة الى من يساهم بتخليصة من الإستبداد العائلي . لعائلة إحتلت سورية على مدى عقود . لا توجد مؤامرة هناك أنظمة عائلية ترفض الخضوع لإرادة الشعب سواء أكان القذافي أم صالح أم الأسد . كانت الناس تطالب بالإصلاح ... ماذا حصل في ليبيا جرى دفع المعارضة الى حمل السلاح وفي اليمن المئات قتلوا فيما كان نظام العقيد يمارس نفس المحاولة لتفريغ الإنتفاضة من طابعها السلمي الجماهيري وتحويلها الى تمرد عسكري . في سورية أيضاً هل يعقل أن يستخدم النظام أسلحته الثقيلة ضد مواطنين . أليس لديه أجهزة أمن ..؟ ام أن هذا دور الجيش ..؟ المسألة ليست ذات طابع طائفي ، وأتمنى أن لا ينجر أحد الى هذا الفخ الذي ينصبه أعوان هذا النظام او ذاك . خرجت التظاهرات من المساجد ، لأنها المكان الوحيد الذي يتيح تجمع عددكبير من الناس , وحتى لو هتف أحدهم قائلاً الله اكبر القضية لأن المواطنين لا تجربة سياسية سابقة لهم ولا وجود لقوى سياسية تقدم شعارات جاهزة. القضية تتعلق بحريات مدنية وعدالة إجتماعية وديمقراطية دولة المواطن وليس دولة العائلة . مع الشكر


5 - الثقافة و التحضر
محمد بن عبدالله ( 2011 / 5 / 18 - 18:26 )
شعب غير متحضر لن يأتي بحكم عاقل عادل....شعب مغيّب بالدين سينحني دائما أمام ناشري الخزعبلات ليرتد أربعة عشر قرنا

ابدأوا بنشر الثقافة وهدم الخرافة فغير ذلك عبث وتخريب !


6 - رد إلى : سيمون خوري
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 5 / 18 - 18:27 )
الأخ الطيب الرائع سيمون خوري
كدت أقول : حتى أنت يا بروتوس!!!...
ألم تقرأ مقالي؟ أعد قراءته...العنوان تساؤلي ونفي للمؤامرة.
كتبته مرددا أننا نحن المؤامرة.. بالهتافات المزورة والصمت..وغيرها وغيرها..
وهل تظن لحظة واحدة بأنني ضد مطالب الحرية؟...
إنني ضد العنف بجميع تصوراته وأشكاله...
أعد قراءة المقال رجاء...
ولك مني أطيب تحيات الصداقة...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


7 - رد إلى : محمد بن عبدالله
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 5 / 18 - 18:52 )
الأخ الكريم محمد بن عبدالله
أشكر لك مداخلتك الصادقة الشجاعة, آملا أن نتمكن مـعـا التخلص والشفاء التام من وبـاء التعصب الطائفي, والوصول إلى دولة علمانية حقيقية, تؤمن لشعبها كله أفضل مبادئ المساواة والتآخي والحريات الإنسانية العامة. وأولها حريات المرأة ومساواتها الكاملة الحقيقية مع الرجل.
ولك مني أطيب تحية مهذبة
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


8 - أخي أحمد
سيمون خوري ( 2011 / 5 / 18 - 18:53 )
اخي احمد تحية لك ، قرات المقاتل لكني أيضاً حاولت قراءة مابين السطور. أتفق مهط أننا دائماً نلقي باللائمة على الغير. نحن نريد كل شئ جاهز دون تعب . ربما الأن الحالة تغيرت .. مع الإعتذار لك


9 - مخبر
خليل الدريشيني ( 2011 / 5 / 18 - 21:52 )
والله ياسيد احمد لو تكون اكبر معارض وبما انك من نفس الطائفه رح يعتبروك مخبر
شوف هيك مثقفين وهيك معارضه وهيك ثوبجيه


10 - رد للسيد خليل الدريشيني
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 5 / 19 - 09:27 )
السيد خليل الدريشيني
أشكرك على مداخلتك ودعمك وصحة تحليلك.
ولكنني أعيد تصريحي للمرة الألف بأنني علماني. وعلماني راديكالي. لا أنتسب على الإطلاق لأي مذهب أو طائفة, سوى طائفة العلمانية الإنسانية التي تحترم حرية معتقد الأخر. وبفصل الدين كليا عن الدولة وقوانينها وتشريعاتها... وبقناعة وتجربة شخصية أرفض العنف بجميع أشكاله, مؤمنا دائما بالتفاهم واستماع الرأي الآخر...
ويعيش فولتير إلى الأبد...
ولك مني أصدق تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


11 - الله يكتر من امثالك اخي احمد
جون عبد الحق ( 2011 / 5 / 19 - 15:51 )
اخوك ب الانسانية يرفع لك القبعة


12 - رد للسيد جون عبد الحق
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 5 / 19 - 16:26 )
السيد جـون عبد الحق
كل شكري وامتناني...وحتى نلتقي...
لك أطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة

اخر الافلام

.. السجن المؤبد…من هي أم اللول العراقية | هاشتاغات مع غالية


.. رئاسيات موريتانيا: سجال بين لجنة الانتخابات والمعارضة؟ • فرا




.. تونس: توجيه تهمتي التآمر على الأمن الداخلي والاعتداء المقصود


.. نظام الكفيل في ليبيا: أي تداعيات على الجالية المغربية؟




.. حرق جنود إسرائيليين كتبا في غزة. ما حقيقة هذه الصور؟ • فرانس