الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف خالفت أمريكا الإسلام حتى واجهت الإرهاب والتطرف

خالد سليمان القرعان

2004 / 11 / 2
الارهاب, الحرب والسلام


تعددت مفاهيم الفكر الحديث ، تجاه الاستراتيجية العسكرية بنواحيها المختلفة ؛ إلى حد أضحت فيه الاستراتيجية ؛ خاضعة إلى الفشل حال تنفيذها أثناء العمليات العسكرية ؛ وفيما لو حددنا المهمة الرئيسة لأية استراتيجية عسكرية ؛ وجدنا أنها مجموعة النظم والخطط ، والذي يمكن من خلالها ؛ تحديد الطرق والاتجاهات لاستخدام القوات المسلحة لها ، من اجل تنفيذ العمليات العسكرية ، على نطاق معلوم ، أو مطلق ؛ إضافة إلى أهداف الدولة في مجالاتها المتعددة ( الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والعقائدية ) ، عن طريق الاستخدام الفعلي للقوة ، حيث تبنى الفكر الحديث ، الاستراتيجية العسكرية وجعلها ( فرعية ) ، في محيط الاستراتيجية السياسية والاقتصادية ؛ حيث تحتوي في مضامينها النواحي الرئيسية ، من خلال اختيار الأهداف أو تحديدها ؛ إضافة إلى إيجاد الوسائل والأساليب ، من اجل تحديد هذه الأهداف والخطط اللازمة لها .

وفيما يتعلق بالاستراتيجية الإسلامية واستخدامها في الحروب قديما وحديثا ؛ فقد ظهر أن جميع هذه الحروب كانت حروب دفاع ( كما هو الحال في تبني الفكر السلفي لهذه المفاهيم في عصرنا الحاضر ( تنظيم القاعدة ، جماعة التوحيد والجهاد ، الجماعات الاسلامية الأخرى في كل مكان من العالم ) ؛ ولم تكن حروب الهجوم إلا للمبادرة من اجل الدفاع ، ولم يشرع الإسلام فرض عقيدته بالقوة ( كما ادعت بعض الدراسات الغربية ) ، بينما الإسلام ( أوجب ) ، الحرب والقتال من اجل الدفاع عن حرية نشر العقيدة الإسلامية ؛ وحارب القوى التي حاولت التصدي لهذه العقيدة ( كما تحارب الأنظمة العربية الحالية من قبل الجماعات الإسلامية ، خاصة في الشرق الأوسط والخليج ، إضافة إلى محاربة الإدارة الأمريكية الداعمة لهذه الأنظمة ) ؛ ومن اجل هذا فرض الله تعالى الجهاد على المسلمين ( ما دور المسلمين حال غزوا أعداء الأسلام ارض الإسلام كما هو الحال اليوم ) ، وعلى هذا الأساس كانت العقيدة : المرتكز الأول لانطلاق الاستراتيجية العسكرية ، إضافة إلى المنطلق الاقتصادي والسياسي ؛ حيث المبادرة في الهجوم هو من اجل السيطرة على الموارد الاقتصادية ؛ وقد كانت هذه الاستراتيجية في الإسلام ، تقوم على مبدأ الضغط ووسيلته ، من اجل إخضاع الآخرين إلى إرادة الدولة الإسلامية ؛ بحيث تجلت الأهداف الاقتصادية لدى الدولة الإسلامية بطابع الخلق والفضيلة ، بعد أن كانت الجزيرة العربية قد اتسمت بضالة الموارد الاقتصادية ، واقتضى الأمر لديها إلى إيجاد عملية توازن الموارد الاقتصادية وأهداف العقيدة وتبعاتها ، بعد أن فرضت الدعوة ذاتها على القيادات السياسية والدينية وألزمتها على تطوير قدراتها السياسية ، بما يتوازن ودورها ؛ بحيث صبغها ذلك صبغة استراتيجية التعرض والمبادرة ( نجد من خلال ذلك أن محاربة الجماعات الإسلامية ، للنظم العربية والغربية في عقر ديارها مبادرة من أجل الدفاع والتوازن ، بعد أن فعلت هذه الأنظمة من مساعداتها للأنظمة العربية العميلة على أرض العرب والإسلام ) ،

من المرتكزات المهمة التي اعتمدتها الاستراتيجية الإسلامية هي المرتكز الاجتماعي والجغرافي ؛ حيث أن الدول المجاورة للدولة الإسلامية ، مثل الفارسية والرومانية إضافة إلى العربية ، انتشرت فيها المعتقدات والأديان المخالفة لها فقد كانت ( المسيحية ) ، تنتشر بين الروم والعرب التابعين للدولة الرومانية مثل بلاد الشام ، والزردشتية وعبادة الأوثان تنتشر بين الشعوب الفارسية ، إضافة إلى الأديان الأخرى التي كانت تنتشر مثل عبادة ( الأصنام والكواكب والنجوم ) ، في الجزيرة العربية ؛ حيث كانت هذه الديانات قد شكلت عقبة كبرى أمام انتشار الدعوة الإسلامية ، وقد كان مفروضا على الدولة الدفاع عن نفسها ، والإمبراطورية الفارسية تمتد من الشرق إلى الشمال الشرقي للجزيرة العربية ، بينما الإمبراطورية الرومانية تمتد من الغرب وحتى الشمال الغربي ؛ وبالمقارنة مع النظام الإسلامي من خلال الجماعات الإسلامية التي تتبنى المحافظة عليه ، وما يحل من فسق وفجور على ارض العرب والمسلمين ؛ وانتشار الطغيان والفساد والاستبداد المجتمعي والعقائدي من قبل حكام الأنظمة العربية في كل مكان ، ومحاربتهم لنشر العقيدة الإسلامية أو تطبيقها وكتم الحريات العامة والخاصة داخل المجتمعات الوطنية ، إضافة إلى سيطرة الإدارة الأمريكية على طبيعة هذه الأنظمة ودعمها ، وانتشار كل ما يفضي إلى مخالفة الشريعة الإسلامية ؛ أدى كل ذلك إلى مواجهة ما تسميه بالإرهاب والتطرف في عصرنا الحالي أي ( الجهاد بالمفهوم الأسلامي ) .

أما الاستراتيجية السياسية الذي ارتكزت علية دولة الإسلام من أجل تحقيق أهدافها ؛ فكان عن طريق الإقناع والمراسلات ، التي كانت تصوغها مع حكام الدولة الفارسية والرومانية ، للأخذ بمبادئ الدعوة الإسلامية ؛ أما الناحية الاقتصادية ، فقد اعتمدت الدولة الإسلامية على وضع العدو تحت ظروف اقتصادية غير مناسبة تجعله يخضع إلى مبادئ الإسلام ؛ حيث كانت القيادات الإسلامية تضع الخيارات لأعدائها من خلال الإسلام أو دفع الجزية أو الحرب ؛ حيث كانت الدولة الإسلامية تستخدم استراتيجية الحرب باللجوء إلى القوة ، إذا ما عملت تلك الدول على إزالة الموانع التي تضعها في طريق الدعوة الإسلامية ؛ وقد كانت تتألف الفرق الإسلامية إلى فرق الجهاد العسكري التي تعمل في سبيل القضاء على الطبقة الحاكمة والمتسلطة ؛ والفرق الدينية التي تعمل بعد مرحلة القوة والحسم ، وتدعوا بمفاهيمها إلى تحرير الحياة الاجتماعية للشعوب ؛ حيث هي مرحلة إخراج الشعوب من حياة الشرك والجاهلية إلى حياة الإسلام ؛ وهذا ما تتحلى به الجماعات الأسلامية في وقتنا الحاضر عندما تصرح من خلال وساءل الاعلام ، السياسات العامة في استخدام استراتيجيتها عالميا ؛ ضد الأدارة الأمريكية وحلفاءها ، وضد الأنظمة العربية على أرض العرب وارض الأسلام في كل مكان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد