الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأقباط يدقون أجراس الثورة في ماسبيرو

محمد عاطف

2011 / 5 / 19
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


قبطي يعني مصري..
الأقباط يدقون أجراس الثورة في ماسبيرو
أحداث امبابة.. ومن قبلها منشية ناصر، التى سبقها بقليل أطفيح، ولا ننسى كنيسة القديسين، بعد أيام قليلة من كنيسة العمرانية.. وتمتد القائمة الدامية لظلم بيّن يتعرض له أقباط مصر جراء إرهاب النظام السابق تارة، وتقاعس الحالي أمام القوى الرجعية والظلامية تارة أخري. لازال يُفرض على الأقباط جلسات الصلح العرفي الجائر تحت ضغط إعتقال أبنائهم، لايزال النظام يستخدم مُسكن شعارات الوحدة الوطنية الرنانة، والقبلات المتبادلة لرجال الدين أمام الكاميرات، لكن ما أن يزول مفعول المُسكن، يعود الألم بأقوى مما كان.
هكذا انفجر الغضب القبطي في ماسبيرو، ليعلنها الأقباط صريحة للجميع، لن تسال دماؤنا بعد الآن..
لن تحرق كنائسنا بعد الآن، لقد سكتنا كثيرًا على التمييز ضدنا ومعاملتنا كمواطنين درجة ثانية، فهل جزاء السكوت هو أن يتم معاملتنا الآن كرعايا ذميون يُنتظر قريبًا أن يدفعوا الجزية؟

تساؤلات من المشهد
لسان حال المعتصمين يطرح العديد من الأسئلة..
أين موقف أخوتنا المسلمون مما يحدث لنا، هل سيكتفون بمواساتنا، أم سيضعوا أيديهم في أيدينا في كل شارع بمصر، ضد كل معتد على كنيسة.. ضد كل من يحاول زرع الفرقة بيننا.. ضد من يظن نفسه مالكًا لمفاتيح الجنة؟
هل سيقبل أي منهم الانتظار حتى تأتي سيارات الاطفاء أو سيارات الجيش لردع البلطجية من فلول النظام السابق أو من المتعصبين الدينيين..
أم سيشاركوننا كتفًا بكتف ضد كل من يهدد وحدتنا؟
أين منظمات المجتمع المدني، هل ستكتفى بكتابة الأبحاث والتحليلات ونشر مطبوعات لا يقرأها أحد حول الدولة المدنية، والمواطنة..
أم سيجوبون الأحياء والميادين في حملات توعية وأشتباك مع كل الأفكار البالية التي لازال جزء كبيرًا منها يسيطر على مجتمعنا، نتيجة إستئثار التيارات الدينية بالشارع؟
أين الأحزاب، هل ستكتفي بإعلان تصريحات شجب لما يحدث، ومهاجمة خصومها السياسيين عبر قضيتنا لتظهر هي الأكثر تفتحًا لجذب الألاف منا..
أم ستضغط سياسيًا على النظام من أجل سرعة إستصدار قوانين تُكرس لقيم المساواة، وسيادة دولة القانون الذي لا يُفرق بين مواطن وأخر دون النظر إلى دين أو جنس؟
أين شباب الثورة، هل سيكتفون بالهتاف من حين لأخر، وبث أجواء الاحتفالية بالاعتصام..
أم سينقول إلينا خبرة الضغط من خلال الشارع، والإصرار على تحقيق مطلبنا العادل، ويكونوا طليعة ثورة إجتماعية ضد التمييز والتطرف؟
لماذا اكتفي البعض من ممثلي القوى الآنف ذكرها بزيارتنا في ماسبيرو للهتاف من أجل الوحدة الوطنية ثم عادوا إلى منازلهم، وتركونا نعاني قلة العدد وترقب المجهول أثناء ساعات حظر التجول..
لماذا لم يسهروا إلى جانبنا لحماية اعتصامنا ويشاركونا لحظة السمر ولحظة الخطر، فدفعنا وحدنا ثمن مطالبنا العادلة، وجُرح العشرات من أبنائنا جراء الأعتداء الغادر على الإعتصام ليلة السبت الدامي..


آباء مناضلون
دفعت أحداث السبت الدامي الكاتدرائية إلى إتخاذ موقف رافض للإعتصام، ومن هنا كانت تصريحات قداسة البابا شنودة الثالث بفض الإعتصام خوفًا على أبنائه من إعتداءات أو أحداث مشابهة لما حدث في ليلة السبت الدامي.
ووسط إصرار شديد من المعتصمين على عدم الفض دون تحقق مطالب الاعتصام، حمل قسان مناضلان على عاتقهم هذا الهم الثقيل، قسان مهددان بالقتل من الجماعات المتطرفة ورغم ذلك رفضوا محاولة الشباب تهريبهم من موقع الخطر ليلة السبت الدامي، ووقفا وسط المواجهات يدافعون بثبات ويحثون أبناءهم على المقاومة، قام كلا من الأب متياس والأب فلوباتير بحل المعضلة التي حاول الكثير من ألسنة الإعلام الكاذب المزايدة وابتزاز الإعتصام بها، الإعلام الكاذب يرويج إشاعات تدعي التمرد على قداسة البابا. فكان الموقف هو أن الأقباط في اعتصام سياسي لطلب حقوقهم المشروعة، وهم مصرون عليها مع تأكيدهم الدائم على الولاء للقيادتهم الدينية والروحية المتمثلة في شخص قداسة البابا.
وفي موقف ثوري أعلن الأب متياس انضمامه الشخصي لجمعة الغضب في 27 مايو القادم، ودعوته لأبنائه التوجه إلى ميدان التحرير، مناضلين كتفًا بكتف من أجل دولة مدنية ودستور يكفل المساواة بين أبناء هذا الوطن.
بضعة ألآلاف من الأقباط المعتصمين في ماسبيرو تنتظر عشرات الألاف من المسلمين للإنضمام إليهم، مفجرين غضبًا واحدًا ضد التمييز وضد الرجعية، صارخين جميعًا بأنها ليست مطالب الأقباط في مصر..
إنها مطالب مصر كلها.
هكذا ينبض أعتصام ماسبيرو.. هكذا يرى المعتصمون كيفية التضامن معهم.. هكذا يشعرون بكلمة "يد واحدة".. وما سوى ذلك لا يثير إلا سخريتهم، وتأكدهم من أن مسلسل التمييز الديني لن ينتهي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصريون حتي النخاع
عدلي جندي ( 2011 / 5 / 19 - 15:22 )
إنهم يحرقون قلب مصر وليس فقط شركائهم في العيش والملح والحزن والفرح أنهم تحت التخدير الخطير يقومون بالتدمير دون وعي أو ضمير وإلي الأمام فأنتم صناع التاريخ وملح أرض مصر لا تتهاونوا ولا تكلوا في الدفاع عن رسالة الإنسانية الخالدة ..العدل .. الحقوق ..والمساواة


2 - المجد والبقاء لمصر وشعبها الحيّ
وديع العبيدي ( 2011 / 5 / 19 - 18:30 )
القوى الظلامية هي زمرة محدودة من المرتزقة والصياع والضياع والحرافيش التي تحاول الهيمنة على المجتمع بخرجها على القانون والآداب والدين بوسائل ضعيفة ومكشوفة ولكننا نأمل من بقية المجتمع والمثقفين أن يكونوا واعين ويقظين لحماية بلدهم وشعبهم مما يحاك من مؤامرات تمسح كيان البلاد وتجعلها ذيلا لمراكز الظلام والتخلف في المنطقة وقوى الامبريالية الأميركية عبر تحالفهم الدنئ سيئ الصيت مع ممالك البترول.. ولن تتحول مصر إلى أفغانستان وعراقستان جديدة.. لابد لقوى النور أن تنتصر على قوى الخراب والالتخلف.. والمجد والبقاء لمصر والأحرار

اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة