الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقوبات الأمريكية على بشار الأسد فرصة أخرى له ولن تكون الأخيرة.

غسان المفلح

2011 / 5 / 19
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


تناقلت وكالات الأنباء أن" الرئيس الأميركي باراك أوباما أصدر قرارا بفرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ورئيس حكومته عادل سفر وأربعة آخرين من كبار المسؤولين الأمنيين. وذكرت مصادر مطلعة أن العقوبات ستصدر جراء ما يحدث من انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا، وهي جزء من حملة الضغط التي تشنها واشنطن على دمشق لوقف قمع المتظاهرين وبدء الانتقال إلى نظام ديمقراطي. وبدورها دعت وزارة الخارجية الأميركية الرئيس الأسد لقيادة الانتقال السياسي أو الرحيل، وقالت في بيان "يعود إلى الأسد قيادة عملية انتقال سياسي أو الرحيل". وكان أوباما وقع الشهر الماضي أمراً تنفيذيّا بفرض عقوبات على مسؤولين سوريين بينهم ماهر الأسد الشقيق الأصغر للرئيس السوري، بينما وضع الاتحاد الأوروبي ثلاثة عشر مسؤولا سوريا على قائمة عقوباته. وتماشيا مع القرار الأوروبي قالت سويسرا الأربعاء إنها ستمنع سفر 13 مسؤولا سوريا إليها وستجمد أي أرصدة لهم في بنوكها.
بينما لايزال الموقف الروسي رغم البشاعة الجرمية التي قامت بها أجهزة الأمن والعسكر، ولا تزال مصرة على القيام بها، والتي تحاول أن تجمع بين أسلوبين معا: الأول محاولة أخماد التظاهرات بأي وسيلة كانت ومهما كان الثمن، والثاني متداخل مع ألأول لكن له بعد انتقامي يستخدم ما يعرف بطريقة الأرض المحروقة، والتي تترك الحرية لعصابات الأمن والجيش والشبيحة، أن تستبيح كل شيء، تلكلخ لوحدها وخلال يوم واحد قدمت أكثر من ثلاثين شهيدا...الآن في سورية الوريث كما في سورية السلف السجون أصبحت تضج بألوف مؤلفة من المعتقلين بأسوأ الظروف، وأقسى أنواع التعذيب والاهانات، نقول رغم هذه البشاعة الفظيعة بعد اكتشاف المقابر الجماعية أيضا في درعا، لايزال الموقف الروسي ثابتا في دعم نظام المقاومة ضد إسرائيل!!! رغم العلاقة الجيدة الآن التي تربط موسكو بتل أبيب..الموقف الروسي مبني على حسابات آنية أكثر منه حسابات استراتيجية، لأنها بمواقفها هذه لن يكون لها موطأ قدم في ليبيا ولا في سورية المستقبل انطلاقا من مما كرسته في ذاكرة السوريين والليبيين من قبلهم، في دعمها لأنظمة قاتلة لشعبها. وبذلك يعطوا الروس أيضا غطاء لكل القوى في الغرب التي لاتزال تدعم استمرار نظام عائلة الأسد، وحجتها تصبح روسيا تمنعنا من اتخاذ موقف في مجلس الأمن، وهذا حال كثير من الدول الغربية حيث أعلن في هذا الإطار وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن فرنسا وبريطانيا اقتربتا من كسب تأييد تسعة أصوات لقرار يدين سوريا بمجلس الأمن الدولي، لكنه أشار إلى أن روسيا والصين تهددان باستخدام حق النقض (الفيتو) الموقف الفرنسي رغم تحسنه الإعلامي إلا أنه لايزال يتأتئ في ممارسة مزيد من الضغط على النظام السوري، لأن لفرنسا دور ومجموعة من العلاقات التي يمكن لها أن تستخدمها نحو مزيد من الضغط على هذا النظام.
قلنا سابقا أن إسرائيل رغم ما حدث في يوم النكبة على جبهة الجولان، رغم ذلك لاتزال تريد إعطاء فرصة لبشار الأسد. لهذا جاءت العقوبات الأمريكية رغم أهميتها على بشار الأسد شخصيا، لكي تقول له أعطيناك فرصة اخرى، وهذا ما عبر عنه بيان وزارة الخارجية الأمريكية، بقوله إما أن يبدأ بالاصلاح أو يرحل. وهذه عبارة مطاطة وحمالة اوجه، ونظام الأسد يعتقد الآن أنه بحاجة لمزيد من الوقت لكي يتسنى له مزيد من القتل في أبناء شعبنا السوري واستباحة المدن والبيوت والاعراض. خاصة أن العقوبات لم تطل وزير الخارجية لكي يتسنى للسياسة الخارجية للنظام أن تتحرك بحرية.
صحيح أيضا أنها أول عقوبات تطال بشار الأسد، وسيكون لها تأثيرا على حركة النظام الدولية، وتأثيرا على مستقبل علاقاته مع أمريكا والمجتمع الدولي، لكن بالمقابل بعد أن يقتل من يريد أن يقتل ويسجن من يريد أن يسجن من شعبنا السوري، تصبح قضية رفع العقوبات قضية ثانوية هكذا على الأقل يفكر النظام ومعه إسرائيل، والتي منذ زمن بعيد تستخدم معه سياسة الحذاء المطاطي، لا تخنقه ولا تتركه يرفع رأسه، وهذه السياسة قديمة وعمرها عقود، واصبحت جزء من صياغة السياسات الغربية في التعامل مع الملف السوري، وكما قلنا عن شقيق الرئاسة أنه ليس بحاجة السفر لأوروبا وليس بحاجة لكي يضع أمواله في أوروبا، كذلك بشار الأسد ليس بحاجة للسفر إلى أمريكا أو وضع أمواله في أمريكا.
رغم تطور الموقف الدولي لكنه لم يرتق لدم الشهداء ونعتقد أنه لن يرتقي، ولهذا كتبنا في السابق أن الشباب السوري بدمه سوف يغير الموقف الدولي.
النظام السوري الآن يعتقد أنه لايزال محميا من إسرائيل، ولايزال يتصرف على هذا الأساس. ولهذا أيضا الثورة السورية تواجه ليس النظام السوري وحسب بل تواجه أغلبية الموقف الدولي والأقليمي. وهذا درس سوري سيقدمه شباب سورية لأن سورية لن تعود إلى الخلف كما يتوهم آل الأسد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رسالة قصيرة للسيد غسان المفلح
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 5 / 19 - 16:17 )
أستاذ غـسـإن
أتابع كتباتك الناجحة التي يعطى لها غالبا موقع الصدارة والديمومة في هذا الموقع والعديد من المواقع الالكترونية العربية المنتشرة في أوروبا. وكنت دائما من المعجبين بتحليلك السياسي للوضع العام في سوريا والشخصيات التي تحرك وتسيطر على هذه السلطة من خمسين سنة حتى هذا اليوم, وهذا رغم عدم إقامتك في سوريا من زمن طويل.
ولكنني أستغرب كيف أن شخصا بذكائك وخبرتك السياسية, يقبل ويدعم عقوبات أمريكية وأوروبية إضافية ضد سوريا. عقوبات لن تمس ـ فعلا ـ أي مسؤول حقيقي على الإطلاق, يل تضايق المواطن العادي أكثر وأكثر. وكل أمبارغو جديد أعطى فرصا واسعة إضافية لمافيات الفساد حتى تنفخ أسعار تجارتها وملياراتها. بينما المواطن السوري العادي المنكوب سوف يقلل وينقص من غذاء وعلاج أطفاله قسرا.
فكر.. فكر يا أستاذ غسان.. علك تجد حلا أفضل...مع تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة.


2 - السيد غسان المفلح
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 5 / 19 - 17:26 )
تحيه واحترام
بأسف اقول انك تتحرك بأتجاه ان تترك سوريا الجريحه لتصبح حوراني مع كامل احترامي لأهالي حوران الكرام
تركز على مقبره جماعيه منذ نشر الخبر وبشكل ينم عن نظره سطحيه تعذرني على هذه الجمله هل شاهدت الفلم عن المقبره ؟..ألم تشاهد ان من يقوم بالتحري عنها ونبشها هم من رجال السلطه السوريه هل شاهدت ما يرتدون من ملابس موحده..هل السلطه تنبش المقابر التي أقامتها...انت كاتب وقريب من السياسه واليوم تبتعد عن الكتابه والسياسه
ان النظام السوري ارتكب مذابح وهذا ملموس بالعقل لكن لا تتحول الى من يردد وتعود عليك الأمور..كان عليك ان تكذب هذه الصوره وتقول ان السلطه قامت بما اكثر من ذلك..لا ان تترك نظرة السياسي بيد بين يفبرك
ثم ان الدول لها مصالح سواء امريكا او روسيا واو غيرها واريد ان اقول لك لأنك كما المس بعيد عن الوضع السوري أنك تفعل ما فعلته المعارضه العراقيه عندما ساهمت مضحوكاً عليها في حصار الشعب العراقي الذي فتت النسيج الأجتماعي العراقي وثق ان نظام الأسد الدكتاتوري العائلي لن تسقطه كل اساطيل العالم وحصارها وان من سيقتل من اطفال سوريا في المستقبل بفعل الحصار الذي تدعو له سيكونون في رقبتكم


3 - لماذا التغييب الفكري المتعمد
فهد لعنزي السعودية ( 2011 / 5 / 20 - 04:09 )
اولا : متى كانت امريكا والغرب دعاة سلام ومدافعين عن حقوق الانسان اذا لم يكن في الدفاع مصلحة لاخضاع الشعوب لهيمنتهم او هيمنة اسرائيل وما يجري للشعب الفلسطيني من امتهان بمباركة امريكا لا يحتاج الى توثيق؟؟؟.
ثانيا : لماذا الحصار على الرموز السورية بحجة الدفاع عن حقوق الشعب السوري المظلوم وليس الحصار على ام الارهاب السعودية وحكامها ام ان هذه الدولة المارقة هي الحليف الاستراتيجي للصهيونية والامبرالية العالمية؟؟.
ثالثا : اين امريكا عما يجري في البحرين ولماذا سمحت للجيش السعودي باحتلالها ام ان شعب البحرين ينعم بالحرية والديموقراطية المغيبة عن سوريا؟؟.
امريكا لا يهما الشعب السوري بقدر ما يهمها فك الارتباط ا بين ايران وسوريا والمقاومة الفلسطينية. اما الشعب السوري فسينتزع حقوقه بمقاومته ولا يحتاج الى تدخل خارجي وما التدخل السعودي الا تدخل طائفي ولا يمت الى الحرية او الكرامة باي صلة وفاقد الشييء لا يعطيه.


4 - أشكر مرور الجميع
غسان المفلح ( 2011 / 5 / 20 - 05:28 )
العزيز احمد بسمار أنا لم اتحدث عن حصار وما شابه..أنا اطالب بسحب الاعتراف السياسي بالنظام لأنه قتل من شعبه ما لم يقتله أي عدو آخر...أنا سوري يا صديقي عبد الرضا..لكن ما حدث كان مروعا سواء في درعا او حمص او دوما او تلبسية
والاخ فهد العنزي ما تقوله عن موضوع البحرين فيجب ان تلبى مطالب الشعب البحريني بلا تردد وان تتحول البحرين الى ملكية دستورية .
وشكرا لكم

اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟