الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب والإسلام ج5 العراقيين ضحية!!

الاء حامد

2011 / 5 / 19
الارهاب, الحرب والسلام


تطرقا مليا بماهية الإرهاب وتعريفه في الأجزاء السابقة وتحدثنا عنه كآلية لإشاعة الخراب والقتل في مختلف البلدان بدواعي سياسية أو دينية أو أثنية وتحدثنا عن نشأته وطرق تمويله وفيما اذا كان دينيا او دنيويا وذلك عن طريق توظيفه لمصالح دول ومؤسسات او إفراد وشخصيات .. ولكن ما يهم بهذه الجزء هو لماذا وكيف وقع العراقيين ضحية الإرهاب العالمي ؟؟

عندما نتحدث بهذا الشأن لابد ان نمر سريعا بالحقبة المظلمة التي مر بها العراق إبان الحكم الدكتاتوري من قبل حزب البعث واعتماده على القومجية في آليات الحكم , وهي لا شك ساهمت بظهور هذا الاختناق مبدئيا في العراق, مما جعله ساحة لتصفية حسابات الدول الإقليمية المتصارعة في المنطقة وألقت بضلاله حربا بثمانية سنوات أكلت الأخضر واليابس وأرجعته قرونا من التقدم الى الوراء , تلك الفترة التي كان فيها العراق محاربا عن البوابة الشرقية للوطن العربي بالنيابة وبأموال كويتيه سعوديه وعربيه , دفع العراقيين أرواحهم ضريبة لهذه الحرب التي ليس لهم فيها ناقة ولا جمل سوى تلبيه طموحات صدام القومية وأحلامه الوردية في وطنا عربيا موحدا يكون هو قائدة القومي وبطله الأوحد , ولكن سرعان ما تلاشى هذا الحلم ليصبح وهما من الضياع والنكبة والحسرة والخذلان في حرب التسعينيات , تلاه حصارا اقتصادي عانى منه العراقيين ما شاء الله ان يعانوا .. حتى سقط مئات ألوف من أطفال العراق جوعا وكمدا وانتشرت الأوبئة والإمراض في مختلف البلاد والعباد .

كما ان بيئة العراق الحاضنة لمختلف الطوائف والاثنيات والقوميات والمذاهب سهلت في استمالتها بزرع بذور العنصرية والتفرقة ما بين مختلف الطوائف ناهيك عن ان صدام نفسه بدعوى القومية حاول ان يجمع بين الشيعة والسنة لضرب الأكراد وبدعوى المذهبية حاول ان يحالف بين الأكراد والسنة لضرب الشيعة وبدعوى الوطنية جمع الثلاثة لضرب إيران,

كل تلك العوامل وغيرها , ومن الفاقة والفقر والحرمان ساهمت أيضا بخلق مناخ يلائم التطرف وبداية لنشر الإرهاب في بلاد الرافدين قبل دخول القوات الأمريكية إليه لتحتله او لتحرره من النظام الدكتاتوري البائد.

أضف الى ذلك ان الثقافة السائدة في العراق آنذاك ( مع أنها لم تكن ثقافة ديمقراطية ) لعبت دورا أساسيا في تنمية الإرهاب . لان هذه الثقافة كانت تبرر للسلطة إعمالها وتحاول إن تحميها . وبالتالي كان لها تأثير سلبي كبير . فوجد البعض عذرا لما فعله ابن تيميه من تبرير للسلطة وإعمال الحاكم المستبد الذي يأتي عن طريق غير شرعي ودون رغبة الناس, حينما قال( كل متغلب للسلطة يجب إطاعته .. ومن قويت شوكته وجبت طاعته ) ولكن مالم نستطيع ان نجد له عذرا هو العقل العراقي الإسلامي الذي لازال يتوارث هذه الثقافة المقيتة حتى برز فريقا معارضا مدافعا عن صدام ومحاولته إعادة زمرته الى السلطة مرة اخرى بشتى طرق الترويع والقتل والتنكيل .

كما إن الإرهاب الذي وقع تحته العراق من جهة أخرى هو إرهابا سياسيا قاده عددا ممن دخلوا السلطة او العملية السياسية الجديدة في العراق والذين لم يستطيعوا ترك الخيار الألغائي لتفعيل قراراتهم داخل العمل السياسي على حساب المواطن العراقي , على ان هذا الشكل من الإرهاب كان دافعا مهما لظهور ظاهرة العنف الطائفي في العراق اذا ساعدت بعض الكيانات السياسية او الإفراد على ازدهار الإرهاب كشكل للعنف . وكما إن هنالك ظروفا خاصة في المنطقة جعلت العراق أكثر خصوبة لازدهار الإرهاب وابتداع بعض الإشكال له أو تزكيته.

ولاشك أيضا في ان انعدام الحياة السياسية الوطنية السليمة وغياب اطر ومؤسسات المشاركة الشعبية في الشأن العام , ولد مناخا اجتماعيا وثقافيا وسياسيا زاد من فرص الانفجار الاجتماعي وساهم في إقناع العديد من إفراد القطاعات الاجتماعية المختلفة في خيار العنف .

لهذا بات الإرهابيين في العراق يتخبطون بشر إعمالهم الى الدرجة التي أصبحوا فيها لا يميزون بين الأخضر واليابس , فما ردعتهم ساحة الله التي يتعبد فيها العابدون . ولا بيوت أمنة للناس , ولا مدرسة تحتضن براعم الطفولة والبراءة , ولا رمز أنساني يتمثل مؤسسة كالصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة او سفارة هنا او هناك تحاول إقامة روابط المصالح المشتركة لنهضة العراق , ظنا بأن تلك الإعمال الإجرامية ستوهن إرادة الشعب وتطلعاته نحو الحرية والحياة الكريمة.

لازال للحديث بقية في الجزء السادس مع العراقيين ضحية... انتظرونا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السلام عليكم
طلعت خيري ( 2011 / 5 / 20 - 21:52 )
أضف الى ذلك ان الثقافة السائدة في العراق آنذاك ( مع أنها لم تكن ثقافة ديمقراطية ) لعبت دورا أساسيا في تنمية الإرهاب . لان هذه الثقافة كانت تبرر للسلطة إعمالها وتحاول إن تحميها . وبالتالي كان لها تأثير سلبي كبير


رائع.. رائع .. جدا .. لذلك كانت الثقافه في العراق محصوره في امه عربيه واحده ذات راساله فاسده ..واي ثقافه خارج هذه الشعارات مصيرها القمع .. فاللتخلف كان دور كبير في نمو الارهاب بين العراقيين وانتشاره على عجل بين الطوائف الدينيه والقبليه.. شكرا لكم تحياتي وتقديري

اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب