الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن فى خطر .. يا ناس!

سعد هجرس

2011 / 5 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الوطن فى خطر .. هذه حقيقة وليست مجرد كلام إنشائي. والأرقام التى صدرت يوم الاثنين الماضى عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة تبين ان الخطر أكبر مما يتصور الكثيرون. فبينما وصل معدل الفقر بين المصريين إلى رقم مخيف يزيد عن سبعين فى المائة تخسر البلاد 40 مليون دولار فى قطاع السياحة وحده كل صباح بسبب "وقف الحال". ولا يختلف الوضع فى معظم قطاعات الاقتصاد الأخرى التى أصيبت بالشلل التام وأغلقت الكثير من المصانع أبوابها بالضبة والمفتاح. وهو وضع ينذر بانتهاء الاحتياطى النقدى خلال ستة أشهر. فهل نضع أيدينا على خدودنا وننتظر ماذا سيحدث لنا ولبلادنا بعد 180 يوما لا أكثر؟!
ليس لنا ترف الاختيار بين إجابات متعددة أو بين بدائل مختلفة.
فعندما تكون المسألة هى أن "نكون أو لا نكون" فإن الخيار الوحيد المقبول هو الانتصار للبقاء والحياة.
ومن هنا.. تأتى ضرورة التوقف الفورى، واليوم قبل الغد، عن هذا الاستهتار – المقصود أو غير المقصود – الذى يساهم فى تعقيد الأزمة وإطالة أمدها وتمهيد الأرض أمام انتكاس ثورة 25 يناير، وإعطاء الذريعة لأعدائها للانقضاض عليها بحجة إنقاذ البلاد من هذا الوضع الكارثى مع أن هذا الوضع هو – فى التحليل النهائى – من صنع نظامهم البائد وسياساته المتوحشة التى لم تترك للناس بديلا سوى الثورة على تحالف الفساد والاستبداد بعد أن سد فى وجوههم كل أبواب الإصلاح.
فلا أفهم – مثلا – ان تتحرك بعض القوى الأن بالذات لتصعيد الموقف ضد إسرائيل ومحاولة تنظيم "زحف" شعبى إلى غزة، وزحف موازى صوب السفارة الإسرائيلية بالقاهرة ومحاولة اقتحامها.
أنا شخصيا من الذين ناهضوا اتفاقيات كامب ديفيد ومعاهدة الصلح مع اسرائيل، وكنت واحدا من الذين اعتقلوا بسبب معارضة هذه الاتفاقات، كما كنت ومازلت من مناهضى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ومن الرافضين للسياسات التوسعية الاستيطانية العدوانية الإسرائيلية التى لم تتوقف يوما واحدا رغم زحف العرب على بطونهم وتسول الصلح مع الدولة اليهودية. لكن كل هذا شىء وعدم مراعاة فقه الأولويات لدولة مازالت فى الأيام الأولى لثورة تواجهها تحديات من الداخل والخارج شىء آخر. بل ان النوايا الحسنة – وحتى المطالب الصحيحة لكن التى ترفع فى الوقت الخطأ – يمكن أن تقدم أفضل الخدمات لاعداء الثورة، ولأعداء القضية الفلسطينية معا.
ولا افهم – مثلا – أن يتشبث البعض بالمطالب الفئوية اليوم قبل إعادة تحريك عجلة الانتاج حتى لو كانت هذه المطالب عادلة، ومعظمها عادل ومستحق بالفعل.
ولا افهم تقاعس بعض الفئات عن العمل فى هذا الوقت الذى تحتاج فيه البلاد إلى مضاعفة الجهد لتعويض ما فات. ولا افهم بالذات تقاعس قطاعات من تلك الفئات التى يمثل حضورها الميدانى ضرورة قصوى.
فلا أفهم استمرار لغز "الانكشاف" الامنى الذى نعيشه وعدم عودة الشرطة بكامل قوتها وكامل هيبتها حتى الآن، رغم ان استتباب الأمن هو الشرط المسبق لعودة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وليقل لنا أحد كيف يمكن ان تجرى – مثلا – انتخابات برلمانية أو نقابية أو رئاسية فى ظل هذا الانفلات الأمنى الذى يجعل البلطجية يعيثون فى الارض فسادا حتى وصل فسادهم إلى تسميم آبار الوحدة الوطنية دون رادع؟!
خلاصة القول ان الوطن فى خطر، والثورة فى خطر، ومقاومة هذه الأخطار تستدعى وقفة حازمة مع كافة أشكال الاستهتار والانفلات والتراخى .. وإلا فإننا سندفع ثمنا غاليا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحل في يد المجلس الأعلى
محمد زكريا توفيق ( 2011 / 5 / 20 - 00:54 )
يا أستاذ سعد: الحل في يد المجلس الأعلى للقوات المسلحة. لكنه لا يريد أن يأخذ إجراءات حازمة وصارمة، ولا يعمل إلا تحت الضغوط الشعبية. التلكؤ الغريب في معاقبة المفسدين بحجة الإلتزام بالقانون، بالرغم من وجود قانون للطوارئ اكتوينا بنارة 30 سنة. محاولة إيجاد الذرائع لتبرير ساحات القتلة والمفسدين أمر غريب. العجز المخزي في كبح جماح البلطجية وعدم أخذ مواقف صارمة ضد المطالب الفئوية وغباء السلفيين. يجب أن لا ننسى أننا في ثورة. لذلك ،الإجراءات يجب أن تكون إستثنائية في نفس المستوى، مثل قيام الثورة نفسها فهي أيضا إجراء إستثنائي. كما أن التخلص من نبيل العربي وزير الخارجية وتجميده في رئاسة الجامعة العربية أمر مريب. وإصرار المجلس على أن يقود بنفسه البلاد في هذه الأوقات العصيبة الحالكة دون مشاركة المدنيين والذين قاموا بالثورة شئ محير. حتى يستطيع المجلس أن يتفرغ للمهمة الأسمى التي أنشئ من أجلها وهي حماية أمن البلادالخارجي.


2 - كلام منطقي لكن
أحمد الجاويش ( 2011 / 5 / 20 - 13:22 )
مع إحترامي للكاتب الكبير لن أدخل في نقاش تفاصيل فقط سؤال : هو ليه حتى الآن لم يتقد أحد منكم أو يحتج ويرفع صوته ضد الإعتصامات أمام ماسبيرو رغم ما تسببه من خسائر ومخالفات بل هي تدخل بهذا الشكل ضمن ما يُسمى بالثورة المضادة لماذا الخوف من الإقتراب من نقد المصريين المسيحين المتطرفين والمتتشددين !؟ وليس هذا دفاع عن تطرف أو تشدد إسلامي فأنا لست طائفي عقائدي لكن المصلحة تقتضي مواجهة كل من يخالف ويخرب طبعا أقصد مصلحة الوطن .


3 - جاويش وشغل الدراويش
نور المصرى ( 2011 / 5 / 20 - 20:40 )
مع احترامى للاستاذ سعد ارد رد بسيط للاخ جاويش صاحب مبدأ ( اضرب واجرى ) كما يتساءل الاستاذ سعد انا اتساءل منك ماسبب الاعتصام ؟ وهل الاعتصام اغلق مصانع اكتوبر والعاشر وكل المدن الصناعيه ؟ هل الاعتصام منع القطارات من المرور والحركه داخل البلاد ؟ وهل الاعتصام جعل مصانع باقى محافظات مصر من العمل ؟ اعتصام ميدان التحرير وقت الثوره لم ينفض الابعد ان تنحى مبارك والنظام عن الحكم ( مطالب الثوره ) واعتصام ماسبيرو ( يطالب بالقبض على قتلة اقربائهم وهدم بيوت عبادتهم ) الاسلاميين المتعصبين ينظرون للاخر بنظره احاديه فقط ولاينظرون بشمولية الوطن ... فانت نظرت انه كيف هؤلاء احفاد القرده كما قال قرانك عليهم ان يخرج لهم صوت ؟ هما نسيوا انفسهم ولاايه ؟ ( هذا لسان حالكم وللاسف كان لسان حال قائد من المجلس العسكرى فى قناة فضائيه ...... استاذ سعد تساؤلاتك اجابتها معروفه واسبابها معروفه ولكن دائما من يسمون انفسهم الغالبيه يدفنون عين وينظرون على الاقليه فقط ( ومش مهم الوطن ) .

اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|