الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللوبي الخليجي الخطر القادم

محمد خضير عباس

2011 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


من المعروف ان جميع الاتحادات والتجمعات الاقليمية العربية او الاجنبية تاخذ العامل الجغرافي بنظر الاعتبار حين انشأها للتعبير عن وحدتها بالاضافة الى العوامل المشتركة الاخرى السياسية والاقتصادية والثقافية والتاريخية وغيرها . فلو استعرضنا بعضا منها مثل اتحاد المغرب العربي الذي يضم دول ( تونس- المغرب- الجزائر – ليبيا – موريتانيا) نلاحظ انها دول متجاورة وكذا الحال بالنسبة الى الاتحاد الاوربي او اتحاد دول جنوب شرق اسيا هذه المقدمة تقودنا الى التصريح الاخير لرئيس مجلس التعاون لدول الخليج العربي حول توجيه الدعوة الى كل من المملكة الاردنية الهاشمية والمملكة المغربية للانظمام الى هذا المجلس حيث نلاحظ ان فيها شي من الغرابة وذلك لبعد هاتين الدولتين عن دول الخليج العربي خاصتا فيما يتعلق بالمملكة المغربية وان هذه الدعوة تطرح الكثير من التساؤلات حول الغاية منها فمن المعروف ان دول الخليج العربي كانت سابقا تتشدق بالخطر العراقي عليها وعند زوال نظام صدام توجهة البوصلة نحو ايران خاصتا بعد امتلاك الاخيرة للطاقة النووية فماذا سيضيف انظمام هاتين الدولتين الى هذا المجلس مع العلم انهما لا تتمتعان بقوة عسكرية ضاربة ولا جيش قوي ناهيك عن المشاكل التي يعانيها اقتصاديهما والمتمثلة بالعجز والمديونية وتفشي البطالة. ان حماية اراضي وشواطئ دول مجلس التعاون الخليجي تكفلها المعاهدات العسكرية الثنائية التي عقدتها هذه الدول منفردتا مع الولايات المتحدة الامريكية بعد غزو العراق لدولة الكويت عام 1990 وما تزال قطع من الاسطول الامريكي متواجدة في شواطئ الخليج العربي وبحر عمان لذا فأن دول هذا المجلس لا تحتاج الى خدمات الجيشين الاردني والمغربي في حالة تعرضها الى خطر خارجي . اذن فما الغاية من توجيه هذه الدعوة ؟ وكلنا نعرف ان اليمن قبل الاحداث التي تعصف به حاليا كان قد قدم اكثر من طلب للانظمام الى هذا المجلس لكنها رفضت جميعها بحجة ان اقتصاده وبنيته الاجتماعية لا تتلائم مع اقتصاد وبنية المجتمع الخليجي لذا فما الذي استجد في نهج هذا المجلس . ان الانتفاضة الشعبية البحرينية قد ايقضت الحكام الخليجيين من سباتهم وكلنا رأينا كيف ان جميع حكام دول الخليج قد هبوا هبة رجل واحد لمساعدة حاكم مملكة البحرين من باب انصر اخاك ظالما او مظلوما عندما تعلق الامر باهتزاز كرسي الحكم وكذلك التطور الايجابي في اداء الجامعة العربية عندما صوتت اكثرية الاعضاء فيها على طلب الامين العام من مجلس الامن الدولي بالتدخل لحماية الشعب اليبي من بطش دكتاتوره القذافي الذي اعلن الثورة على شعبه لذلك ولغرض حماية العروش النفطية من الزوال تم توجيه هذه الدعوة الى الانظمة العربية المشابهة لحكم دويلات الخليج والتي تنتهج سياسة التوريث في الية انتقال السلطة لتشكل لوبي خليجي ضاغط داخل الجامعة العربية لاحباط أي قرار مشابه لما اتخذ بحق ليبيا والتاثير على القرارات التي قد تتاخذ مستقبلا والتي تقف مع ثورات الشعوب العربية ضد انظمتها الفاسدة خاصتا بعد اظمحلال دور دول عربية لها ثقلها في الشرق الاوسط كالعراق ومصر لذلك فالخطر مشترك على دول هذا المجلس والمتمثل بالتغير الذي تطالب به الشعوب العربية وان هدف هذا التحرك الخليجي ليس الغاية منه كما هو معلن التقارب والتكامل العربي المشترك وانما لحماية مصالحها والخوف من الخطر القادم المتمثل بشعار الشعب يريد تغير النظام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماخفي كان اعضم
انس احمد علي ( 2011 / 5 / 20 - 20:11 )
الاستاذ الفاضل محمد خضير عباس
هناك كواليس غير معروفة من قبل الشارع العربي
ان اغلب الاتفاقيات التي تبرم في الوقت الحاضر تسودها المصالح السياسية وان رئيكم سديد في ان الدولتين تبعدان كل البعد عن دول مجلس التعاون في الخليج العربي والايام القليله القادمه سوف تكشف حقيقة هذه الدعوة

اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة