الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبروك يا أسد

محمود يوسف بكير

2011 / 5 / 20
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لابد أن يكون الأسد الصغير سعيد هذه الأيام بصدور تصريح غير موفق للرئيس الروسي مدفيدف قال فيه أنه لن يؤيد على الإطلاق أي محاولة لإصدار أي قرار أممي يسمح بالتدخل العسكري في سوريا على غرار ما حدث مع ليبيا لإنقاذ الشعب السوري من دبابات و مدراعات و قناصة و بلطجية نظام الأسد.
بالطبع هناك دوافع كثيرة تدعو الرئيس الروسي الشاب الذي لازال يتلمس طريقه في عالم السياسة إلى إصدار هذا التصريح غير المسئول منها مثلا الرغبة في استثمار الموقف و بيع أسلحة جديدة للنظام السوري لزوم قمع الشعب السوري ووأد ثورته بسرعة لإثبات أن الأسلحة الروسية الحديثة أكثر فتكا وفعالية مع الشعوب الثائرة والمطالبة بحقوقها.
ولعل من دوافع الرئيس الروسي أيضا من وراء إطلاق هذا التصريح المؤسف رغبته في الظهور بمظهر رجل الدولة القوي أملا في إعادة انتخابه رئيسا بعد أن طبع بمظهر الطفل الصغير الممسك بيد رئيس الوزراء القوي بوتن.

عندما سمعت هذا التصريح المحزن عادت بي الذاكرة إلي الوراء قبل انهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان مناصرا لكل حركات التحرر في العالم، أما الآن و بكل أسف فإن روسيا أصبحت الداعم الأكبر لكل الأنظمة الفاسدة في العالم لأسباب اقتصادية بحتة.
ولكنني أتسأل الم يرى الرئيس الروسي بأم عينيه كيف يستخدم الأسد جيشه وأسلحته في قتل وترويع المتظاهرين العزل في جميع أنحاء سوريا؟ ألم تحرك هذه المظاهرات السلمية التي لا تطالب بأكثر من الحرية والعدالة و القضاء على الفساد والاستبداد أي مشاعر إنسانية لديه؟

عندما يقول الرئيس الروسي بأن على العالم أن يمنح النظام السوري فرصة لحل مشاكله مع الشعب السوري دون أي تدخل أجنبي فإننا نتساءل كم العدد المطلوب من الضحايا السوريين حتى يمنح الأسد السفاح فرصته كاملة في رأي مدفيدف؟ و هل يعتقد الرئيس الروسي أن سياسات القمع والقتل والاعتقالات والتعذيب للمتظاهرين تعبر عن أي رغبة حقيقية لدى نظام الأسد في تلبية المطالب المشروعة لدى غالبية الشعب السوري الذي يتعرض لعمليات نهب وسلب وإذلال من أسرة الأسد وزبانيته منذ أكثر من أربعين عاما؟؟

لفد أشار الرئيس الروسي في تصريحه إلى أن ما دفعه إلى اتخاذ هذا الموقف هو استخدام الناتو لتفويض الأمم المتحدة قي ليبيا بشكل خاطئ و غير متوازن! وهذا الكلام البائس يوضح كيف أن الرجل ذو أفق محدود للغاية وأنه غير متعاطف بالمرة مع الثورة الليبية التي أدى تدخل الناتو إلى إنفاذها و إنقاذ ثوار لبيا من مذبحة مروعة كانت على وشك الوقوع في بنغازي من جانب قوات مخرب القذافي، ولابد هنا أن نقر بان تدخل الناتو تم بطلب و تأييد شامل من الثوار الليبيين ولا يحق لأحد في العلم كله أن يملي عليهم أو أن يضع رغبته فوق أمانيهم المشروعة لأنهم وحدهم المسؤلون عن مستقبل بلادهم وهذا بالضبط ما يطالب به ثوار سوريا العزل الآن أي مساندة العالم لهم أمام جيش وجبروت الأسد.

أننا نطالب كل الأحرار في العالم بالتنديد بتصريحات الرئيس الروسي وفضحه أمام العالم وأمام شعبه حتى تنعدم أي فرصة لديه في الفوز بمنصب الرئاسة من جديد.
علينا أن نوصل صوتنا إلى العالم والى الشعب الروسي بأننا مع الشعب السوري في ثورته من أجل الحرية والعزة والكرامة وأن على مدفيدف أن يحترم رغبة الشعب السوري أو ليصمت إلى الأبد. ولا ينبغي أن يفوتنا هنا أن ننوه بالرسالة القوية التي وجهها الرئيس أوباما اليوم إلى الأسد بأن عليه أن يلبي مطالب الشعب السوري أو أن يرحل إلى غير رجعة.


محمود يوسف بكير
مستشار اقتصادي مصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجونتا العسكرية
فؤاد النمري ( 2011 / 5 / 20 - 19:24 )
أخي محمود
بعد رحيل ستالين 1953 انتقل القرار الوطني من قيادة الحزب إلى قيادة الجيش وهي القيادة التي دفعت الإتحاد السوفياتي إلى الإنهيار عن طريق انتاج الأسلحة بدون هدف. سياستهم ما زالت تتقرر وفقاً لمبيعات الأسلحة
البلاشفة الذين خاضوا نضالاً مريراً لتحسين العالم يقوم اليوم العسكر الروس بتخريبه كما خربوا بلدهم ولذلك لك أن تتوقع وقوف هؤلاء مع كل الطغاة الذين يشترون أسلحتهم

اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ