الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب العربي والثورات العربية والقضية الفلسطينية ....

طلال سعيد يادكار

2011 / 5 / 20
القضية الفلسطينية


إن الانتفاضات العربية التي حدث وتحدث في الدول العربية لم تحركها القضايا القومية للأمة العربية أو الاسلامية بل حركتها القضايا الخاصة الداخلية لتلك الدول , ولم يكن الدافع القضية الفلسطينية بل كان الدافع الظلم الاجتماعي والاقتصادي والكبت السياسي الواقع على تلك الشعوب من قبل حكامها ! وكما أنه لم يكن هناك حضورا للدين أو الخطاب الديني في الثورات الشعبية فان القضية الفلسطينية لم تكن حاضرا ايضا في تلك الثورات !
في هذه الفترة الحرجة وغير المستقرة في كثير من الدول العربية ليس من مصلحة الشعوب العربية الاحتكاك باسرائيل وبحدودها ولايغر الشباب العربي ماحصل في تونس ومصر من تغيير ! ولا يغرهم بأنهم قادرون على اسقاط الأنظمة ! ففي تونس ومصر لم تتغير الانظمة لأن شعوبها قوية وقادرة على اسقاطها , بل لأن الانظمة لم تستخدم القوة العسكرية في مواجهة شعوبها . وخير دليل على ذلك ما يحصل في ليبيا , فالشعب الليبي لم يستطع أن يسقط النظام بانتفاضته وثورته ! ولولا تدخل حلف النيتو لاستطاع القذافي ان يسحق الانتفاضة وأن يدفن المنتفضين في مقابر جماعية ! وما يحدث في سوريا واليمن دليل اخر على قدرة الانظمة على الاستمرار في الحكم على حساب دماء شعبها شيبها وشبابها ! فاذا كان حكام العرب بهذه القسوة وبهذا البطش ضد شعوبهم وعلى استعداد لاستخدام كل مالديهم من اسلحة في سبيل الدفاع عن كراسيهم وعلى استعداد لابادة ثلاثة ارباع شعوبهم, فما ذا سيكون رد الحكومة الاسرائيلية عند المساس بحدودها وكيانها ودولتها القائمة ؟
بالاضافة الى ذلك , هل يستطيع الشباب العربي أن يقترب 100 متر من السفارات والقنصليات الاسرائيلية في البلدان العربية التي لها علاقات دبلوماسية وتجارية مع الدولة العبرية ؟؟ ماذا سيكون رد تلك الحكومات ؟ وهل يستطيع شباب ثورة مصر الذين أجبروا مبارك على ترك السلطة أن يجبروا القيادة العسكرية الحاكمة أن تلغي معاهدة السلام وتطرد السفير الاسرائيلي وتقطع العلاقات المصرية الاسرائيلية ؟؟ وهل يستطيع الشباب الاردني والشباب الفلسطيني اللاجيء في الاردن أن تجبر الحكومة الاردنية أن تلغي معاهدة السلام المعروفة بـمعاهدة وادي عربة وتقطع علاقاتها مع إسرائيل ؟؟ إذا استطاعوا ذلك , فهناك أمل في أن يقدم الشباب العربي شيئا للقضية الفلسطينية !
ان العرب الان هم اضعف مما كانوا عليه فيا مضى من الناحية السياسية والعسكرية , واسرائيل هي أقوى مما كانت عليه سياسيا وعسكريا ! فالعرب قبل دخول العراق في حرب طويلة مع ايران كانوا أقوى عسكريا بوجود العراق في الساحة القومية ووجوده الدائم على جبهات الحرب مع اسرائيل ودفاعه عن القضية الفلسطينية ! وكان العرب أقوى سياسيا قبل غزو العراق للكويت ( طريق تحرير فلسطين كان يمر بالكويت !!) وقد أدت تلك الغزة الى تفريق كلمة الامة وأدت الى إخراج العراق من المعادلة القومية ! بل وأدت بالدول العربية في النهاية الى السماح للولايات المتحدة باستخدام الاراضي العربية لدخول واحتلال العراق!
أما إسرائيل فمن الناحية السياسية هي أقوى الان مما كانت عليه أيام النكبة أو النكسة ! فهي الان لديها علاقات تطبيعية مع دولتين عربيتين وأمنت حدودها الطويلة معها. وداخليا فان اسرائيل دولة ديمقراطية والحكم فيها ليس مدى الحياة ! أما من الناحية العسكرية فاسرائيل لديها ترسانة عسكرية ضخمة فيها أحدث الاسلحة التقليدية اضافة الى الترسانة النووية ! اضافة الى التعهد الامريكي الدائم بحماية اسرائيل وأمنها !
منذ أكثر من نصف قرن لم تحل القضية الفلسطينية عن طريق الحروب والمعارك بل على العكس , خسر العرب مزيدا من الاراضي ! ولم تحل بالانتفاضة الاولى ولا الثانية ولا بثورة الحجارة بل خسر الفلسطينيون مزيدا من الارواح ومزيدا من الاراضي لصالح المستوطنات اليهودية !
القضية الفلسطينية لا تحل بالحروب والانتفاضات بل بالمفاوضات , ولا تحل من الخارج بل من الداخل , ولايحلها العرب بل الفلسطينيون أنفسهم ! على الفلسطينيين أن يدركوا بأن قضيتهم لاتعني الشعوب العربية التي لديها مايكفيها من المشاكل الداخلية , ولا تعني الحكام العرب الا من ناحية الدعاية الاعلامية واللعب بعواطف الشعب الفلسطيني ! ومفتاح الحل يكمن في وحدة الصف السياسي الفلسطيني ومن ثم الاعتراف المتبادل بالدولتين من قبل الطرفين ! لأن لكلا الشعبين الفلسطيني واليهودي الحق في العيش على ( الأرض المقدسة) !
واذا حاول الشباب العربي الثائر الان الاحتكاك بدولة إسرائيل وبحدودها وبدافع من بعض حكام العرب لتصدير مشاكلها الداخلية الى الخارج فان ذلك سوف تؤدي إشعال حرب ليس للعرب طاقة بها وسيخسر العرب مزيدا من الأراضي وسيضطرون مستقبلا الى أن يفاوضوا اسرائيل ليس على حدود 1967 بل على حدود 2011 !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟