الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التلفزيون السوري : صورتنا التي لا تصل

خلف علي الخلف

2004 / 11 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


قرأت مؤخرا معلومة تقول ان عدد موظفي التلفزيون العربي السوري هو 6000 (ستة الاف كتابة كي لا يظن احد ان الرقم خاطئ) موظف في حين ان قناة ال بي سي اللبنانية عدد موظفيها حوالي الثمانين .
وطبيعي ان يصاب قارئ مثلي بدهشة امام هذه المعلومة ويظل فاغرا فاه دلالة على هذه الدهشة لساعات او عدة شهور او لا يستطيع اطباقه بعدها (اي فاه ) نعم ان التلفزيون السوري هو احد شركات القطاع العام لا يمكن ان ننظر له الا هكذا مثله مثل شركات النسيج وشركة سيرونيكس او بردى ووو..... كل الشركات الخاسرة في سوريا والتي يتكدس فيها العمال (حسب تسمية قانون العاملين الاساسي الموحد ) ولا ينتجون سوى الخسائر
وتتحفنا كل عام بتحقق الخطة بل ان بعض الشركات يكون فيها تنفيذ الخطة 105 % ومن ينظر اليها كرقم مجرد سيصيح اف يالقطاعنا العام المجتهد طبعا كلها انتاج مكدس لا يباع اي كل ما زاد تنفيذ الخطة زادت الخسائر
غير ان تلفزيوننا السوري ولله الحمد ليس شركة انتاج وتاليا فهو لا يحاسب على اي ارقام بل ليس له اي ارقام تضعها الخطة غير انه يمكن لكل عاقل ان يقيس مردودية التلفزيون السوري وميزانيته (الضخمة حتى لو اكتفت على بند الاجور والمكافآت ) بما يحققه من منجز اعلامي
اعتقد ان التلفزيون السوري لم يبرع سوى في بث الخطب الحماسية ((للخطباء ايا كانوا )) وفي برامج خشبية لا تجدها في تلفزيون على وجه الكرة الارضية بدءا من ارضنا الخضراء والارشاد الزراعي في خدمتك اخي الفلاح اخي المزارع وانتهاءا بالنشرة الاقتصادية المستحدثة لمواجهة التحديات
لا يمكن عزل حال التلفزيون عن حال الادارة ككل واذا قيض لمشروع الادارة الاجنبية لشركات القطاع العام فاننا نقترح ان لا يستثنى من هذا التلفزيون السوري ولنجعله تحت ادارة اخوتنا اللبنانيين بموج اتفاق الاخوة والتعاون
ونحن نعلم ان التلفزيون السوري لا تنقصه الكفاءات ، فهي فائضة وأحد اهم صادراتنا للدول القريبة والبعيدة الناطقة بالضاد
اعتقد جازما ان لا مواطن سوري ينتظر نشرة الاخبار في التلفزيون السوري ولا احد ينتظر نشرته الاقتصادية التي عادة تكون بائتة، ولا احد ينتظر منه ان يسمع منه حوارا عما يحدث في سوريا فلكي نعرف ماذا يحدث في بلدنا علينا ان نسمع قنوات اخرى لينقل لنا مراسلوها من قلب دمشق ((وربما من جوار مبنى التلفزيون)) ماذا يحدث
حتى مذيعاتنا اللواتي عُين اغلبهن لا على كفاءتهن بل حسب من يدعمهن تراهن يعتصرن الابتسامة من شفاههن كمهمة ثورية نبيلة
هناك الكثير من معدي ومقدمي البرامج لو كانوا في تلفزيونات اخرى لا صبحوا نجوما لا يقلون نجومية عن "ميشوشو" او جميل عازار بسحنته المتجهمة دائما والتي تجذب المشاهد
وقد لفت انتباهي مسالة ربما لا تبدو مهمة لاول وهلة وهي ان اغلبية الاخوة العرب المغتربين حين يبرمجون جهاز الاستقبال الفضائي في منازلهم يضعون قناتهم الوطنية الفضائية رقم واحد الا السوريين تكون في اخر القائمة ربما لانهم يعتبرون هذا التلفزيون لا يمثلهم وبالتالي هو غير وطني
وقد فشل التلفزيون السوري الارضي والفضائي في ان يكرس " امة عربية واحدة " كما كان شعار نشرته الاخبارية في ذهن المشاهد وجل ما فعله هو تنفير المشاهد من الامة الواحدة او المجزأة ولا حتى رسالته الخالدة التي يستقيها من شعار الحزب القائد للدولة والمجتمع
ربما يجهل من بيدهم الامر ان عصر الاعلام اختلف وربما يجهلون انه حتى اذا اردت ان تمرر شعارك عليه ان تضعه في قالب من الحلوى اي عليك ان تجتذب المشاهد اولا لكي يسمع افكارك الثورية النبيلة
ماذا لو تحول هؤلاء الستة الاف الى منتجين حقيقيين للميديا كما هو مفترض اعتقد اننا سيكون لنا صوت وصورة مسموعة ومقروءة ومرئية ليس في امريكا فحسب بل حتى في بلاد الواق واق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: رفض لنتائج الانتخابات الرئاسية؟ • فرانس 24 / FRAN


.. المحكمة العليا تعيد قضية حصانة ترامب إلى محكمة أدنى في واشنط




.. استعدادات لجولة الحسم للانتخابات الرئاسية الإيرانية وسط مخاو


.. سلاح الحوثيين الجديد ضمن ترسانتهم العسكرية المدعومة من إيران




.. بعد 5 أشهر.. الطفلة زهوة السموني تلتقي بوالدها بعد إفراج الا