الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق.... وطن مستباح وحكومة تستاًنس بالارهاب

حسين البصري

2004 / 11 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مع اشتداد الهجمات الاجرامية للارهاب البعثي-السلفي تبدو الحكومة ماعدا بعض التصريحات النارية لهذا الوزير او ذاك وكاًنها ليست بوارد المعالجة الجذرية للملف الامني
بينما كتائب وسرايا وعصابات الارهاب ومافيات الاعراب تسرح وتمرح في شوارعنا الخاوية......قنابل وصواريخ وعبوات ناسفة وسيارات مفخخة وحفلات اعدام ليلية على الطريقة الصدامية تحصد ارواح العراقيين بلا تمييز باعتبارهم كائنات كافرة غير مقاومة او متواطئة مع المحتل ولاتستحق الا الموت واما الابرياء ان وجد هنالك ابرياء بين اشلاء القتلى فقد عجّل لهم المجاهدون- البعثيون جنتهم استناداً الى فتاوى (علماء)دين خارجين لتوهم من جبة البعث يوظفون الاسلام لتنفيذ مآرب الحزب الفاشي الذي طالما تستر بشعارات دينية وقومية وطائفية زائفة وحسب المواسم ويساندهم في ذلك علماء دين عرب يبررون للقتلة جرائمهم ويخففون من وطئة مجازرهم امام الرأًي العام.
اين الحكومة وسط هذا الدمار الهائل؟ وطن مختطف ومدن خربة ومستقبل ضبابي الملامح ومواطن ينام ويصحو على اصوات الانفجارات ورائحة البارود‘جثث واشلاء ودماء وحرائق ومشاهد المواطنين المقتولين غيلة على اطراف المدن الحاضنة للارهاب وجثث مقطوعة الرؤوس تطفو فوق وجه الماء. يمشي الارهاب واثق الخطوة ويزداد عنفاً وسرعة وشراسة اما الحكومة فآنها تمشي الهوينا وكاَنها ليست في عجلة من امرها وكاَن العراقيين بطيبتهم المعهودة سوف يضيفون الى صبرهم صبراً وسياَلفون العيش بين الاجرام البعثي-السلفي وعجز الحكومة وصمتها المريب الذي يدعوا الى التسآول-هل ان الحكومة المؤقتة ومن وراءها قيادة قوات االاحتلال توظف الارهاب من اجل اهداف سياسية من قبيل كسب الوقت او تاًجيل فتح ملفات او ربما لمآرب اخرى؟رغم ان الوقت لايعمل لصالح الحكومة فقد يولد العجز الرسمي والظروف المعيشية والنفسية السيئة التي يعيشها المواطن في ظل الفوضى وغياب القانون الى انخراط فئات جديدة في العمل الارهابي.والحكمة المستخلصة بهذا الشاًن هي-ان الارهاب كالسيف ان لم تقطعه قطعك. وفي ما يخص اسلوب الحكومة في معالجة الشاَن الامني بطريقتها الهادفه الى تلميع البعثيين واستيعابهم كخبراء امنيين وعسكريين يشدون من ازرها في مكافحة الارهاب...فهي كمن يستجيرمن الهجير بالرمضاء‘وبالرغم من اخفاقاتها المتكررة في العثور على بعثيين بالمواصفات المطلوبة فقد فتحت الابواب على مصراعيها لكي يتسلل القتلة والطائفيون والعنصريون من ازلام النظام السابق الى مفاصل الدولة والى المراكز الامنية والعسكرية عبر( المطهر) والذي تمثله حركة الوفاق التي يتزعمها رئيس الحكومة نفسه(اياد علاوي) والتي طرحت نفسها كوريثة حصرية لحزب البعث المنهار وكوكيلة للبحث في اسلابه. وكانت حصيلة هذه المواقف اشتداد وتيرة الارهاب حتى وصل الى قدس اقداس الحكومة الموقتة وقيادة قوات الاحتلال-المنطقة الخضراء-والسؤال الذي يطرح نفسه من هو المسؤول عن الدماء والخراب الذي سببه بعثيون اعيدوا الى الخدمة من امثال الجنرال( عامر الهاشمي) رئيس الاركان السابق والمقدم( يوسف)المسؤول في امن رئاسة الوزراء وغيرهم من حثالات البعث الذين اعيدوا الى الخدمة في الدوائر الامنية والعسكرية لانهم عناصر نظيفة وغير متورطة بقمع الشعب حسب زعم الحكومة بينما اثبتت ممارساتهم اللاحقة عكس ذلك تماماً.

ورغم كل هذا فالحكومة ليست بوارد العودة عن هذا النهج الذي جلب وسيجلب المزيد من الدماء والدمارلهذا البلد الذي طوبه البعثيون اقطاعة خالصة لهم‘فاًن لم يكونوا هم من يحكمه فسيكون الدمار نصيبه والموت الزؤام نصيب اهله. مشكلة هذه الحكومة انها لاتسعى للاحتكام لراًي الشعب العراقي الذي يكدس خبرة نصف قرن من التعامل مع البضاعة السياسية المغشوشة المسماة حزب البعث-الذي ابتداً سيرته السياسية في العراق بقتل المواطن وانتهى بقتل الوطن مروراً بقتل القيم والاخلاق. من هذه الخبرةالطويلة كان المواطن العراقي قد استنتج باًن(البعثي من عيارخبير امني/عسكري هو كائن لا امان له وانه متآمر وخائن مع سبق الاصرار والترصد وهو ذو عصبية طائفية وعشائرية ومناطقية طاغية على كل العصبيات الاخرى)والتجربة التاريخية تؤكد ان هذا الحزب الفاشي قد قابل كل الذين تعاملوا معه بروح العفو والتسامح بجزاء سنمار والمصير الذي لاقاه رئيس الوزراء العراقي عبد الكريم قاسم في 8 شباط 1963 مثال على ذلك فقد حرموه حتى من القبر الذي هو حق للانسان المتوفي تكفله كل الشرايع ما عدا شريعة البعث العراقي العفنة والتي يقاتل الآن تحت لواءها ادعياء ينتحلون الخطاب الديني بعد استهلاك الخطاب القومي الذي كان بضاعة البعث المفضلة والمزيفة بالطبع.

الارهاب يقف متحدياً متسلحاً بالارث الدموي للبعثيين والسلفيين ‘وهو يؤسس عن طريق انتقاءه لاهدافه لحرب اهلية-طائفية وهناك شحنة زائدة من الاحتقان والتوتر تسود الشارع العراقي وقد يشعل فتيلها بعثي حاقد او معتوه من دول الجوار ربما يدفعه اشتياقه الآسر للحور العين ان يجعل من بلادناووحدتنا الوطنيةاثر بعد عين. فماذا انتم فاعلون ؟ فالسكوت لم يعد ممكناُ في اجواء تصعيد الارهاب الذي يستبيح الوطن والمواطن والبلاد في حالة حرب حقيقية تستدعي قوانين استثنائية تحد من حرية الارهابيين وتقنن حركتهم وتستدعي كذلك محاكمات استثنائية علنية لمحاكمة القتلة- المتسللين من دول الجوار لكي يفهم المواطن الذي يدفع فاتورة الارهاب يومياً حقيقة اهداف الارهابيين ومن يقف خلفهم في ماوراء الحدود ومن يقدم لهم التسهيلات والمآوى داخل الحدود ايضاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 5.4 مليار دولار تكلفة السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة


.. تصاعد الانقسامات السياسية.. حرب غزة لم تنجح في توحيد الصف ال




.. طفلان يختبئان داخل تنورة والدتهما من البرد في غزة


.. كتائب القسام تعلن أن مقاتليها قطعوا إمداد قوات الاحتلال شرق




.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه