الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطر رجل في مصر

محسن شحاتة

2011 / 5 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


اللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع للشئون القانونية هو مثال للرجل الذي مرت عليه عشرات السنين و هو يعيش في الظل رغم مؤهلاته و طموحه و ما يظنه في نفسه من كفاءة, ثم تشاء الأقدار التي لم يتوقعها - لا هو ولا زملاؤه في المجلس الأعلى للقوات المسلحة - أن يتحول حظه بين يوم و ليلة فيصبح في بؤرة الضوء, عضوا في الجماعة التي تحكم مصر اليوم و ترسم ملامح مستقبلها.

و هو عضو ليس كأي عضو, فهو من أوكلت له مهمة إدارة المرحلة الإنتقالية من الناحية الدستورية والقانونية و كذلك رسم خارطة الطريق الذي سوف تسير عليه مصر للانتقال من المرحلة الثورية الى المرحلة الدستورية المدنية.

و لأن زملاءه في المجلس يفتقدون الخبرة السياسية والقانونية التي يتطلبها حكم مصر في هذه المرحلة, فقد وجد صاحبنا نفسه حرا طليقا في إدارة أخطر ملفات حكم مصر.

و كان لابد أن يلتقطه ابناء تيار سياسي يلتفون حوله يمدونه بالأفكار و الغطاء السياسي لقراراته و السند المعنوي بالإيحاء له بأن الشعب يؤيد تلك القرارات و أن معارضيه لا يمثلون وزنا حقيقيا في الشارع.

و لم يكن هذا السند من ذلك التيار للواء شاهين مجانيا في يوم من الأيام. و كان الثمن هو هيمنة التيار على لجنة تعديل الدستور ثم اجراء استفتاء تكرس نتيجته ترتيبا للمرحلة الانتقالية يحقق مصلحة ذلك التيار وحده في الإستيلاء على الحياة السياسية المصرية و تهميش التيارات الأخرى التي قادت الثورة.

ليس مستغربا على الإطلاق ما فعله ذلك التيار السياسي, فهذا دائما شأنه كما هو شأن السياسة, و لكن الملفت للنظر والمثير للقلق هو ما نشهده الآن من عملية منظمة لصناعة ديكتاتور.

اسمعوا لما قاله الرجل في حديثه الى المذيعة المحترمة ريم ماجد في قناة أون تي في. لقد تصور سيادة اللواء (او صوروا له ) أن الإستفتاء على التعديل الدستوري كان استفتاءا على المجلس العسكري و نتيجته تعني ان الشعب قد أعطى الشرعية للمجلس لكي يفعل ما يريد و يقرر ما يراه في مصلحة الشعب . و كأن ال22% من المصريين ( و هم يضمون النخبة التي قامت بالثورة مع بعض الأقباط ), والذين قالوا لا, هم ضد المجلس الاعلى للقوات المسلحة. و هو لا يكتفي بذلك بل يهدد بأن المجلس العسكري يمكن ان يمنع التناول الإعلامي الذي يعارض قراراته.

لقد فقد هذا الرجل و مجلسه العسكري حيادهم المفترض في العملية السياسية.

اللواء ممدوح شاهين اليوم يلعب في حق المصريين بالخارج في التصويت و هو في ذلك يحقق مصلحة اخرى لنفس التيار السياسي الذي لا يرغب في أن يصوت المصريون بالخارج في الانتخابات المصرية لانه لا يضمن توجهاتهم و لا يستطيع ان يؤثر عليهم بنفس الاساليب التي يستخدمها في الداخل.

ممدوح شاهين هو مشروع ديكتاتور صغير , أما التيار السياسي اللاعب من خلف الستار فيبدو أنه لا يتعلم سواء من تجربته نفسها مع عسكر سنة 1952 او من تجربة حسن الترابي مع البشير في السودان و قد يصل إلى نفس النتيجة التي وصلوا اليها من قبل في مصر و وصل إليها إخوانهم في السودان.

http://www.youtube.com/watch?v=AlezoNl7P3Q








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيحكمنا العسكر مائة سنه اخرى - 1
Hany Shaker ( 2011 / 5 / 21 - 15:26 )
اخطر تركه لمبارك ونظامه هو مصر المفككه و حال وحجم الجمهوريه الرابعه التى تركها. خلال السنين الاخيره لحكم مبارك بدت مصر وكانها مكونه من اربعة طبقات او جمهوريات. فى اعلاها يقبع الرئيس المخلوع فى طبقه من مائة شخص يضمون اسرته و اعوانه القربين و رجال اعمال هم قمه فى الفساد. ثرواتهم خياليه و دخل بعضهم يراوح المليون جنيه يوميا. شخص او اثنين من هذه الطبقه ما زالوا فى اماكن سلطتهم وهم الحكام الفعليين لمصر اليوم و العشر سنوات القادمه.
بعدها تاتي الطبقه الثانيه , الجمهورية الثانيه , وتتكون من خمسة ملايين من المصريين تصل مداخيلهم الى مليون جنيه فى السنه للاسره وهم معدودين كقوه شرائيه جباره تضاهى الطبقات العليا فى امريكا و اوروبا. هولاء يكسبون رزقهم بالحلال او بالحرام او كليهما. مثلا ميزانية وزارة الداخليه الاخيره كانت سبع مليارات جنيه فى حين وصل استهلاك المخدرات الى ثمانية و عشرين مليار جنيه العام الماضى. الجمهوريه الثانيه حاضره بقوه فى الاستهلاك المسرف التافه و الاعلانات الاستفزازيه المرافقه له و الشئ لزوم الشئ. للامانه اثبت شباب هذه الطبقه انهم اكثر رشدا ووطنيه من ابائهم و حركوا ثورة مصر.


2 - سيحكمنا العسكر مائة سنه اخرى - 2
Hany Shaker ( 2011 / 5 / 21 - 15:28 )
الطبقة الثالثه , الجمهوريه الثالثه , تتكون من حوالى عشرة ملايين مواطن معظمهم شرفاء وطنيين هم عصب الاقتصاد الصحى غير الطفييلى. هم التجار و الصناع الذين استحقوا لقب المستورين فى مسمياتنا. دخل الفرد فى هذه الطبقه حوالى الف جنيه فى الشهر.
اخطر ما تركه لنا حسنى مبارك و نظامه الفاسد هو الطبقه الرابعه او الجمهوريه الرابعة . خمس وسبعين مليون نسمه من المعدمين سيئوا الصحة و التغذيه يعيش تسعة اعشارهم فى العشوائيات و العشر الباقى فى الشوارع. هذه هى جريمة مبارك الحقيقة و خيانة اكبر من بيع مصر للاعداء و اكبر من نهب خزينه الدوله. متوسط دخل الفرد فى الجمهوريه الرابعه هو الف جنيه فى السنه كلها . حياتهم ومعيشتهم اقل او ادنى من حياة حصان من خيل الاهرامات او ابقار الحقل. كل اناثهم اميين وكذلك تسعة اعشار ذكورهم. دخل الفرد منهم فى عشر سنوات يوازى سرقات مبارك الشخصيه فى دقيقه واحده. بسببهم لا يحتاج اعداء مصر شن اى حروب اما اصدقاء مصر فعندهم معين لا ينضب من صغار الزوجات. بسبب اعداد و حجم الجمهوريه الرابعه ستتكرر غزوات الصناديق و سيحكمنا العسكر مائة سنه اخرى


3 - الى استاذ هاني شاكر
محسن شحاتة ( 2011 / 5 / 21 - 23:08 )
أحييك على هذه الرؤية الثاقبة والشاملة في نفس الوقت

اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل