الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيما هو أبعد من اليابان وليبيا: المرأة المسلمة والوهابية السعودية

إسماعيل محمود الفقعاوي

2011 / 5 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


فيما هو أبعد من اليابان وليبيا: المرأة المسلمة والوهابية السعودية
الكاتبة: مُن جونزاليس
ترجمة: أ. إسماعيل محمود الفقعاوي
إن الغرب، في رأيي، يغمض عينية عن شيئ عليه القيام به في منطقة البحر المتوسط، وذلك للمرة الثالثة خلال الأعوام العشرين الماضية. ففي عام 1991، أغمضنا أعيننا عندما لم نرغب في الاعتراف بالانتصار السياسي للحزب الإسلامي الجزائري، في الانتخابات الحرة والنزيهة التي جرت وقتها، بعدما أعاد الشاذلي بن جديد التعددية الحزبية إلى البلاد بسنتين. والغرب، عام 2006، لم يعترف بأن حماس كانت قد فازت في انتخابات حرة ونزيهة، ولكن نطح الحكومة التي تولدت عن تلك الانتخابات منذ البداية. وخلال الحدثين فقد مات مئات ألوف الناس في المتوسط خلال العشرين عاماً الماضية.
والآن يواجه المتوسط، من خلال ما يجري في ليبيا، ثالث تحدياته في العشرين سنة الماضية. ولكن هذا التحدي يختلف هذه المرة، لماذا؟ لأننا لم نعد نعيش بعد – والشكر لله ! – في عالم مقسم، بل في عالم مترابط.
أولاً، إنني أعتقد أنه يجب علينا، كمواطنين نعيش في عالم مترابط، أن نتساوق مع الحقيقة القائلة بأن الترابط يجب أن يتضمن، مرة والى الأبد، التكافل. وبدلاً من الاستماع للإخبار وفقط ومشاهدة مأساة اليابان (15 الف قد ماتوا و500 الف اصبحوا لاجئين)، علينا أن نكون موحدين ومركزين لجهود العالم، ليس من أجل قصف ليبيا بالقنابل الآن وعلى التو، بل لمساعدة اليابانيين على الخروج من محنتهم – حفظ الله أهل اليابان، الذين رغم أنهم يملكون ثاني أقوى اقتصاد عالمياً إلا أنهم يعانون مأساة غير مسبوقة. ولا تنسوا أن اليابان قد عانت مثل هذه الكارثة الطبيعية منذ خمسة عشر عاماً (والتي حينها سببت الوفاة لستة آلاف حالة) ولم يساعدهم أحد، كي لا ننسى.
ثانياً، ولأن ذلك الترابط والتكافل يتضمن، مرة وإلى الأبد، المصداقية والصراحة، وإلا سنكون محتاجين للاستمرار في بناء السيناريوهات الكاذبة المتنامية بناءً يومياً، فوق جسد المآسي الحقيقية التي نعانيها، لنكون قادرين على تغطية الأكاذيب السياسية العالمية والمصالح الاقتصادية القائمة التي تبطن بعض القرارات السياسية.
والآن في هذا العالم المترابط لا نملك فقط وسائل الإعلام التي تُقدم لنا الأخبار الفورية، والتي، كما كان في الماضي، يمكن التلاعب بها لو كانت المصالح الاقتصادية القائمة قوية بدرجة كافية، بل نحن الآن نمتلك مصادر للمعلومات مستقلة، من الناس العادية ومن الشوارع وإن الأمر لأكثر صعوبة على أن يتفق جميع الناس حول نقطة معينة ليخبروننا نفس الكذبة، ولهذا فإن هناك احتمالات أكثر جداً بأن الحقيقة ستنتشر في النهاية.
وبأخذنا المصادر المفتوحة في الحسبان، يمكننا تفسير الصراع الليبي بطريقة مختلفة عما نفعله حتى الآن. ففي الحادي عشر من فبراير 2011 ترك مبارك السلطة في مصر. في ذلك الوقت، بدأ الثقل الوهابي الذي كان يدعمه في إرسال قطاع الطرق التابعين له نحو الغرب [كما كان قد فعل في تسعينيات القرن الماضي، عندما ذات مرة انتهت المغامرة ضد العدو الروسي في أفغانستان، فإن الوهابيين خلقوا الجبهة الإسلامية الليبية والتي حاربها القذافي والحمد لله أنه هزمها، وإلا لكان لدينا اليوم أفغانستان أخرى في ليبيا]. لقد أعاد قطاع الطرق أولئك تجميع أنفسهم حول بنغازي بين الخامس عشر والسابع عشر من فبراير. وبعد ذلك بدـأ النظام الليبي [النظام المؤازر للقومية العربية الذي قد نجح في البقاء حياً منذ الموجة الثانية من الثورات العربية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي] يطلب من الأجانب مغادرة البلاد: فالصين مثلاً استأجرت طائرات ونقلت ما يقارب الثلاثين ألف عامل خارج ليبيا في أسبوع. ولكن بدأت المصالح الاقتصادية القائمة الغربية تتأثر بتلك الإجراءات وبالتالي بدأت الضغوط الكبيرة لجعل القذافي يتنحى عن الطريق. ولكن حيث أن تلك المصالح لم تعد بعد تحكم العالم، فإن قرار مجلس الأمن الصادر رقم 1973 كان متوازناً جداً، فبينما هو يفرض منطقة حظر طيران لحماية المدنيين [ورغم أنهم يخبروننا فيه بأن الليبيين قد وقعوا فريسة لقصف القذافي فقط، إلا أن الحقيقة من مصادر المعلومات الإضافية المتوفرة للمرء الآن، تقول بأنهم وقعوا فريسة لإطلاق النار المتبادل بين المتمردين المتسللين من مصر وجنود القذافي. إنه قرار كرس وفصَّل شيئاً أخذ منا جهداً كبيراً لنحقق كجنس إنساني مبدأ: المسئولية نحو الحماية. وكذلك كرس القرار الوساطة الدولية للاتحاد الأفريقي من بين أشياء أخرى، وهم يبذلون أقصى جهودهم لحل الصراع الليبي.
ثالثاً، وفيما هو أبعد من التقاطعين اللذين ذكرتهما سابقاً (مساعدة اليابان مقابل قصف ليبيا بالقنابل الآن وفي الحال والمصداقية في مقابل الأمن والمصالح الاقتصادية القائمة)، فإن الوضع مختلف هذه المرة لأننا وجدنا أنفسنا في قلب تقاطع جوهري يمتد لما هو أبعد من النظام الليبي، ويمكن أن يقدم فرصة هامة بحسب مصطلحات حقوق المرأة في العالم، كيف ولماذا؟
إن التقاطع الجوهري الثالث الذي نحن بصدده الآن هو: هل نسمح للأنظمة الإقطاعية التي يهيمن عليها الذكر الاستمرار في السيادة في العالمين العربي والإسلامي [وهل محض الإطاحة بالقذافي تسير في ذاك الاتجاه]، أي هل نرغب بالسماح لقتل الزوجات وجرائم الشرف بالاستمرار في البقاء بلا عقاب من قبل النظم الجنائية التي تتجاهل تماماً أن تلك هي جرائم حقيقية وببساطة لا تُعاقبها؛ وأن سنكون شجعاناً بما فيه الكفاية ونلتقط هذه الفرصة التاريخية؛ ونمضي إلى السبب الجذري لمظالم العرب والمسلمين ضد المرأة؛ ونعالجها بشكل عميق وبحس حقيقي بالمسئولية؛ ونساعد في عملية تحرير أولئك النسوة، وحينها تحرير بناتهن؟ وإننا نحتاج إلى مواجهة الملكية الوهابية السنية السعودية وجمهورية آيات الله الشيعية الإيرانية، كلاهما وليس واحداً منهما، إذا كان لعملية تحرير المرأة العربية والمسلمة أن تصبح حقيقة واقعة يوماً ما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم