الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اياد علاوي...قصر نظر سياسي أم تبعية مطلقة

نهاد شامايا

2004 / 11 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان يبدأ نظام سياسي في وضع أسس جديدة،متينة، لأنظمة سياسية مستقبلية مختلفة عما كان سائدا"لمئات السنين، شيئ حسن ولكن دون الوقوع في المثالية الطوباوية التي لاتؤدي الا الى امعان الانظمة والمنظمات الراديكالية في الحفاظ على كينونتها لحد المغامرة بكل شيئ.
فأذا كان اياد علاوي يطبق ستراتيجية" فأذا بدأت فابدأ بالكمال " فذلك لخطأ ستراتيجي فادح قد يجعل العراق باجمعه ضحية لقصر نظره السياسي.
لا شك في ان النظام الديمقراطي هو من افضل اساليب ادارة البلدان سياسيا" واجتماعيا" واقتصاديا"،ومن افضل اشكال الحكم التي ظهرت عبر التاريخ لما يتضمنه من قيمة للانسان وحقوقه ووجوده بأعتباره القيمة الاسمى في العالم،ولكن كيف السبيل الى ذلك؟هل تبنى الديمقراطيات بشهر او سنة او دورة انتخابية؟؟ ان العراق يواجه الآن معركة مصيريةفاصلة بين الحياة والموت ..بين شعب يريد ان يعيش وكائنات غريبة تريد ان تموت وتدمر كل ما حولها… كائنات وحشية مريضة تدفع بها طاقة شيطانية نحو اقصى درجات الخراب لتحقيق مشروعها العدمي وان تطلب ذلك تدمير بلد وشعب عانى مدة خمس وثلاثين سنة ويلات الشوفينية البعثية التي لازالت اذنابها وبقاياها ماضية في التخريب ،والسلاح المستخدم هوالدمار، فما الذي يفعله علاوي وما هو سلاحه؟ولماذا لايزال صدام حسين يشهق ويزفر انفاسه المسمومة التي ستبقى تحث خطى القتلة نحو الهاوية؟
ماهي الاجراءات الرادعة التي يتخذها بحق الوافدين المرتزقة من الخارج للحد من قدومهم وتسللهم؟أليس العراق في حالة حرب مصيرية ويفترض به اعلان حالة الطوارئ في كل ارجاء العراق والقضاء على بقايا البعث المتمرد والمرتزقة الارهابيين الذين اعلنوا الحرب على العراق والمتعاونين معهم؟
لكن علاوي لم يقم حتى بمحاكمة هؤلاء والاقتصاص منهم بطريقة تردع من يفكر ان يحذو حذوهم.
ان الشعوب الديمقراطية لم تصل الى ما وصلت اليه بين ليلة وضحاها بل استغرق بناء الديمقراطية فيها مئات السنين ،حيث لم تمنع افكار جان جاك روسو التنويرية ثوار الثورة الفرنسية من اللجوء الى مقاصل الاعدام في الطريق نحو الديمقراطية ،ودفع الامريكان دماء" غزيرة حتى ترسخت الديمقراطية في بلادهم،ومعظم الديمقراطيات العريقة في العالم ،فكيف الحال مع بلد مستشري فيه العنف منذ مئات السنين ولحد الآن.وعلى هذا الاساس فان الاتكاء على عكاز الديمقراطية في التعامل مع الاحداث لهو خطأ ستراتيجي قديدفع بالعراق نحو الهاوية.
اقول هذا وانا بين مصدق ومكذب ان يكون البعثي القديم الذي رضع ذات الحليب الذي رضعه صدام حسين، بهذه الشفافية والليونة في التعامل مع عدو بربري لا يفهم غير لغة الموت.اذن ما الذي ينتظره علاوي؟ هل ينتظر الانتخابات وتشكيل حكومة شرعية اقامها الشعب تبدأ بتنظيف العراق وتحريره من التيارات الهمجية التي تعصف به؟اذا كان ذلك فالمنطق يقول ان كل يوم يمر دون اجراءات حاسمة فانه يقوي هؤلاء الظلاميين ويزيد عددهم ويكثر الضحايا الابرياء الذين تزهق ارواحهم بالعشرات كل يوم على يد جيش منظم قد اعلن حربه منذ زمن ويعرف ما يريد وهو سائر في طريق تحقيق هدفه.
لا يوجد اي معنى للتلكؤ في مواجهة حقيقية ومؤثرة،غير ستراتيجية التلكؤ.
واذا ما اخذنا بهذا الرأي فان علاوي ينفذ سياسة امريكية خالصة كأي جندي من جنود الاحتلال الامريكي ،دون ان يكون له حق المبادرة أو حق ممارسة دوره كرئيس لمجلس وزراء عراقي ينظر الى الامور من زاوية عراقية وطنية غيورة على العراق وشعبه ومستقبله.
والسياسة الامريكية اذا كانت تاخذ بنظر اعتبارها مصلحة العراق عشرة بالمئة فأنها تاخذ مصلحة امريكا تسعين بالمئة وما تقوم به في العراق انما هو مشروعها الخاص الذي يصب في النهاية في ستراتيجية الهيمنة المطلقة على العالم،والذي اتفق تنفيذه مع مصلحة العراقيين في التخلص من الدكتاتورية، وبالتالي فان ما يناسب المشروع الامريكي هو الذي يحصل ،وذلك ما يبرر الفوضى العارمة للوضع في العراق.
لقد اعتادت امريكا على نقل معاركها السياسية والعسكرية الى الخارج،والحرب التي اعلنتها على الارهاب بعد احداث 11 سبتمبر كان مخططا لها ان تكون خارج امريكا وبالتحديد في العراق ،قلب الشرق الاوسط.وبطبيعة الحال عندما تخطط دولة بحجم امريكا لمشروع ما فسيكون تخطيطها دقيقا" لا يحتمل الاخطاء الكبيرة وكل ما حصل ويحصل لحد لآن هو ضمن ما خطط له. كان على امريكا بعد 11 سبتمبر ان تختار لحربها جبهة مؤيدة نوعا ما لسياستها وذات موارد يمكن ان تساعد في تمويل العمليات العسكرية وذات جغرافية يمكن ان تحتوي كل قوى التطرف الاسلامي الارهابية التي اعلنت بدورها حربها على امريكا وفي الوقت نفسه تبسط هيمنتها العسكرية على كل الشرق الاوسط.
فحل الجيش العراقي لم يكن خطأ"ستراتيجيا" كما ادعت بعض الاصوات الامريكية والحدود السائبة كذلك،فكيف يمكن تجميع الارهابيين في العراق اذا كانت الحدود آمنة ومحمية ومن ثم القضاء عليهم بأيادي عراقية ودماء عراقية مع طوابير من الضحايا الآمنين
،مقابل دعم لوجستي امريكي وجيش محصن تحصينا" فائقا".
المشروع الامريكي في العراق سيطول حتى بعد نجاح الانتخابات في العراق،وفي كل يوم يمر سنجد ضحايا جدد يخسرون فرصة الحياة التي لا تتكرر وسيبقى العراق على كف عفريت ما لم ينظر الى الامور بعيون عراقية خالصة تنهض بالعراق الى الديمقراطية وبأقل الخسائر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيلينسكي يحذر من خطورة الوضع على جبهة القتال في منطقة خاركيف


.. لماذا يهدد صعود اليمين مستقبل أوروبا؟




.. بيوت منهوبة وافتقار للخدمات.. عائلات تعود لمنازلها في أم درم


.. زلزال قوي يضرب غواتيمالا




.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا