الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالح الأمريكية - الإسرائيلية المشتركة و الانتحار السياسي الوشيك ؟؟؟ !!! ...

مريم الصايغ

2011 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


فسر البعض تصريحات الرئيس الأمريكي أوباما في خطابه الأخير المسمى بربيع الثورات العربية ... بأنه انتحار سياسي وشيك !!!
وذلك نظرا للتداعيات الخطيرة لتصريحاته حول انسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967 إذا كانت ترغب في السلام مع الشرق الأوسط .
هذا رغم أنه لم يفت عليه التأكيد على الالتزام بحماية أمن إسرائيل والتأكيد على أن حركة حماس منظمة إرهابية يجب محاربتها
لا التحالف أو الاتفاق معها لضمان سير عملية السلام !!!
واستخدم البعض رد نتنياهو خلال اجتماعه مع الرئيس الأمريكي - من رفض الانسحاب لحدود عام 67 الذي يشكل خطرا حقيقا على امن إسرائيل
لحدوث تغيرات ديمجرافية كبيرة منذ عام 67 .
و رفض الجلوس أو التفاوض مع حكومة تشارك فيها حركة حماس الحركة الإرهابية التي أيدت سياسات أسامة بن لأدن والتي تدعو إلى إزالة دولة إسرائيل .
و رفضه عودة اللاجئين إلى مناطق عام 48 لوجود لاجئين يهود تم طردهم من قبل الدول العربية هم أيضا لاجئين يجب أن تحل مشكلتهم
كمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وحمل الدول العربية استيعاب الاجئين الفلسطينيين - !!!
استخدموه كبرهان على الخلاف الشديد بين الرئيس الأمريكي و نتنياهو !!!
ولكي نفهم مجريات الأمور يجب أن نتذكر أهمية إسرائيل الإستراتيجية للولايات المتحدة بوصفها الحامية للمصالح الأمريكية في المنطقة
و الحليف الدائم الذي قدم لها خدمات جليلة خلال العقود الماضية فقد نجحت إسرائيل في تدمير المفاعل النووي العراقي عام 1981
مما مهد الطريق للولايات المتحدة كي تهاجم العراق عام 1991 دون الخشية من أي رد فعل نووي عراقي .
كما نجحت في إجهاض المشروع النووي السوري عام 2007.
لذا لن تتحول إسرائيل في يوما من الأيام إلى عبء ثقيل تحمله الولايات المتحدة على كاهلها أبدا
كما لن تتخذ في يوما ما قرارا قد يؤثر على أمن وسلامة الشريكة الفاعلة إسرائيل .
وببساطة لماذا أعتبر البعض تصريحات الرئيس اوباما تلك انتحار سياسي وشيك ؟؟؟
أولا : لأنه أحيا حلم قد تم تجاوزه عبر سنوات من المفاوضات العقيمة التي لم ترغب بأي جديد ...
وللرد على هذا التخوف دعونا نحلل الأمر ببساطة
تصريح اوباما بالعودة لحدود 1967 لا يحمل خطورة مطلقا على إسرائيل !!!
بل على العكس يصب في مصلحتها فالرئيس الأمريكي قد ربط الأمن لإسرائيل بسيادة فلسطين على أراضيها .
وهذا الربط يوضح مدى حرص أمريكا على أمن إسرائيل ففي حالة الموافقة على الاتفاق المشروط بالدولة مقابل الأمن ...
تلتزم حركتي فتح وحماس بنزع السلاح و عدم استخدام العنف مما يتيح إقامة دولتين و يعطي الاعتراف الدولي لدولة إسرائيلية كاملة السيادية
لكن يرجع المشككين في التضامن مع نتنياهو قائلين أن دولة
بلا منطقة غور نهر الأردن والمستوطنات التوسعية الجديدة
ليست آمنه ولا يمكن الدفاع عنها
لكنها ستكون دولة معترف بها تعيش في سلام مع دولة منزوعة السلاح ستكون قادرة على حماية أراضيها
مما سبق يتضح لنا أن تصريح الرئيس الأمريكي بالعودة لحدود 67 مجرد تصريح يذريه الريح فلن تقبل حماس و فتح أن تصبح دولة فلسطين منزوعة السلاح
و لن ترضى بالتخلي عن مطلب عودة اللاجئين و ستضيع سنوات جديدة في المفاوضات

ثانيا أعتقد البعض أن الرئيس الأمريكي بتصريحاته تلك يضحي بالكثير من الأصوات من مجموع 78 في المائة من الأصوات الإسرائيلية
التي ساندته في 2008
وذلك عندما سيتحدث نتنياهو للكونجرس الأمريكي الأسبوع المقبل سيؤثر بالتأكيد حديثه على أثرياء إسرائيل رعاة حملة باراك اوباما الانتخابية
كما ستلقى شكوى نتنياهو من الخوف على أمن إسرائيل هوى لدى اللوبي القوي المؤيد لإسرائيل – ايباك -
و الجمهوريون الراغبون بشدة في الوصول للرئاسة والذين استغلوا تصريحات اوباما و أعلنوا أن الرئيس الأمريكي
بمثل هذه التصريحات قد فرم إسرائيل تحت عجلات الأتوبيس
لكن برغم من كل هذه الشكوك والتصريحات لكنني أرى أن نتنياهو أذكى من أن يتكلم عن تصريحات الرئيس الأمريكي في الكونجرس
خاصة بعد التغييرات التي تحدث حوله في الشرق الأوسط لذا سيكون جل تركيزه أن يختار الخيارات
التي تساعد على أمن واستقرار إسرائيل وسط جيرانها والسعي وراء عمل تكتيكات
قصيرة الأجل تظهر إسرائيل بمظهر الدولة الراغبة في السلام .
لذا للخائفين على العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية من التوتر عليهم التذكر أن الفقاقيع التي تظهر على سطع الماء ليس بالضرورة دليل على وجود أسماك .
فما يبرز على السطح الآن هو في ظاهرة خلاف في الرأي لكنه في باطنه هو خلاف الأصدقاء لتحقيق المصالح المشتركة .
كليوباترا عاشقة الوطن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انتهت لعبة الديمقراطيون
د.فهد أبو اليزيد ( 2011 / 5 / 22 - 22:14 )
دكتور مريم تقديري الجم سيدتي تابعتك عبر مداخلتك على قناة العربية و أعجبت جدا بتحليل الوضع السياسي الحالي في المشرق العربي وأؤيدك في مقولتلك حول نهاية لعبة الديمقراطيون على العرب فقد كشفتي عوراتهم تحية اعزاز وتقدير دكتور وننتظر المزيد من دراساتك العميقة


2 - جدعة يا دكنورة
أحمد النجار ( 2011 / 5 / 23 - 18:09 )
احنا محتاجينك تقولي وتشرحي يا دكتورة عشان نفهم ونعرف و عشان ما ينضحكش علينا تاني كفاية بقه اللاعيبهم اللي ياما عملوها علينا


3 - افلامات يا دكتورة
خالد خفاجي ( 2011 / 5 / 23 - 20:53 )
دا احنا بيتعمل علينا افلامات كل واحد يقول كلمة ويلحسها واحنا اللي مضحوك علينا اكسبي ثواب فينا يا دكنورة وافضحيهم

اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال