الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخمار .. وفن مغازلة اليمين الاوروبي

لينا مظلوم

2011 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


بعد ان كان الحجاب محور الجدل عبر السنين الماضية ,جاء الدور الآن على النقاب كي ينتقل بدوره من المجتمعات الاسلامية الى مجتمعات اوروبية. اذ نذكر كيف ثارت الدنيا منذ عدة اشهر على مرشحة الحزب الديموقراطي المسيحي الألماني لمنصب وزيرة التعليم لانها طالبت ان تلتزم المدارس بقانون عدم استخدام الرموز الدينية و تمنع وضع الصلبان في الفصول الدراسية – مع منع ارتداء الحجاب—كنوع من تطبيق العدالة, لكن انغيلا ميريكل وجهت لوما للوزيرة تحت ذريعة ان الصليب ليس رمزا دينيا لكنه رمز تاريخي ثقافي.. بينما يؤكد واقع الحال ان الحجاب – ثم النقاب- قد تحول في نظر اوروبا من عادة ذات بعد ثقافي ديني الى تمييز سياسي و اجتماعي ..الى موقف يتخذه المهاجرين من جهة و يستغل في جهة اخرى من الاحزاب اليمينية المتطرفة كذريعة لاشعال ازمات سياسية كما الحال منذ اشهر في بلجيكا حين لعبت هذه القضية دورها في اسقاط حكومة ائتلافية و صدور تشريع يجرم الظهور في الاماكن العامة بالنقاب..على اثرها هرع رئيس الوزراء الفرنسي ساركوزي – التي تتوالى يوميا هبوط شعبيته لدى الناخب الفرنسي - متحمسا لاستصدار تشريع ينفس المواد في فرنسا كوسيلة لكسب تعاطف اليمين الفرنسي, الا ان مجلس الدولة عارض هذا التشريع.. اذا هي عدوى تنتقل بسرعة بين دول اوروبا في محاولة لصهر المجتمع في اطار واحد لخدمة اهداف و سياسات محددة.. و انتقلت القضية من جوهرها الديني , اذ ورد زي المرأة في الاسلام في ثلاثة مواضع في القرآن الكريم(سورة الاحزاب آيات 53 و 59- سورة النور آية 31) دون ان تحدد مواصفات دقيقة لهذا الزي, و جاء ذكرها مرتبطا بوقائع و ظروف خاصة بتلك المرحلة الزمنية , ومن المعروف ان القاعدة في اصول الفقه ارتباط الحكم بالعلة , فاذا انتفت العلة رفع الحكم , ايضا من المؤكد ان القاعدة الاساسية في القرآن الكريم و الشريعة رفض اسلوب ممارسة الاكراه في تنفيذ اي حكم , فلا يوجد اي مبرر ديني يفرض الزام المرأة بزي محدد و اجبارها عليه سواء بالضغط المادي او المعنوي( عن طريق تكفيرها)
و لان الحجاب , ثم النقاب, هما من اكثر النماذج في الخلط بين كونهما مظهر ديني او سياسي او اجتماعي , بعد ان سعت جماعات الاسلام السياسي الى فرضه ضمن عدة مظاهر لاستعراض قوة تواجدها على الساحة – عربيا و عالميا- و ان تناقض مع بعض ما يروجون له ,اذ يكفي مثالا ما نلاحظه من تكالب شديد من قبل السيدات المحجبات على العمل رغم ما تروج له هذه الجماعات من تحريم العمل و الاختلاط على المرأة .
اخيرا تبقى هذه القضية الجدلية في الظهور او الانزواء وفقا لدرجة مقياس " الترمومتر" السياسي و الانتخابي .. اذ سيزداد تأثير هذه " الورقة" في اللعبة السياسية خصوصا بعد تجاوزها حدود الدول العربية الى اوروبا.
لينا مظلوم – كاتبة و صحافية عراقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خطر قادم
باريس بحري ( 2011 / 5 / 23 - 21:26 )
يعاني الفكر الليبرالي والعلماني من العجز والترهل في مقابل نشاط ملحوظ للفكر الديني وعلى نطاق عالمي وقد أدى هذا الاختلال والخلل لأنحسار الحريات أو على الأقل تعرضها للخطر وفي أعتقادي إن هذا الانحسار سيستمر الى أن يصل لدرجة حرجة تؤثر في الكثير من القيم التحضرية وعندها ستظهر تشوهات قد تكون مزمنة على وجه الحضارة ........من مميزات الدين أنه يحتوي على الكثير من المقدسات ومن مميزات الليبرالية والعلمانية أنهما تحتويان على الكثير من المعقولات ،والمقدس والمعقول هما نتاج العقل ومن المفترض بل والضروري أن يكون الناتج بحسب أحتياج المستهلك وللأسف فإن المنتوج العلماني قد تأثر سلبا-بالدكتاتوريات والتمييز والحروب والمصالح السياسية والسياسة النفعية وصولا- الى ظهور الخرافات التنبؤية والقصص الاسطورية وبروزها ونحن قد أنهينا العقد الاول من الألفية الثالثة فهاهي حكايات عالم الخيال والعجائب تعاود الظهور ولن استغرب إذا ما تم بث قناة فضائية جديدة تحمل عنوان (فضائية الآلهة) وربما سيصل الأمر لتخصيص قمر صناعي ناطق بصوت الأله ....أشعر بالأسى وأنا اشاهد العالم يتوغل في غربته والمشعل الذي يحمله آخذ في الأفول

اخر الافلام

.. نشرة 8 غرينتش | أميركا تساوم إسرائيل.. وبيلغورود تتأهب لهجما


.. إيطاليا تترقب مناظرة بين ميلوني ومرشحة المعارضة وسط اتهامات




.. صباح العربية | الاستحمام: نعمة أم نقمة؟.. خبراء يحذرون من ال


.. فيديو لجنود إسرائيليين ينسفون مبنى قديما في مطار غزة الذي لا




.. صباح العربية | الشلال كان الدش الأول.. طقوس الاستحمام عبر ال