الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا في خطاب الرئيس اوباما

عدنان الاسمر

2011 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


في خطابة لشعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا استعرض الرئيس باراك أوباما واقع الدول العربية التي تشهد حراك شعبي واضطرابات داخلية وظهر الموقف الأمريكي متفاوت ومتناقض في آن واحد فبالنسبة للبحرين التي تمارس الحكومة فيها قمعا دمويا بمشاركة سعودية اعتبر الرئيس ذلك دفاعا عن الدولة في وجه التدخل الإيراني وكأن المسألة هناك ليست مطالب الشعب بالإصلاح الدستوري والديمقراطية ومسائلة الحكومة عن عوائد ثروات الدولة وصور المسألة كأنها صراع مذهبي شيعة وسنة وفي ليبيا فمعمر القذافي الذي حكم اثنان وأربعون عاما فهو راحل لا محالة والرئيس اليمني الذي حكم اثنان وثلاثون عاما طالبه بقيادة التحول ولم يوجه إدانة لجرائمه ضد الإنسانية والقتل بالجملة الذي ارتكبه بحق مواطنيه أما سوريا فأسهب الرئيس باراك في تخيير الرئيس السوري بين قيادة الإصلاح أو الرحيل وهدد باتخاذ إجراءات عقابية ضد القيادة السورية وبهذه المناسبة لا بد من اخذ تهديد الرئيس باراك اوباما على محمل الجد حفاظا على مستقبل سوريا وحمايتها من المشاريع الاستعمارية الهادفة لإضعاف سوريا وتقسيمها واستغلال الأزمة الداخلية لتحقيق أهداف المشروع الصهيوني في المنطقة العربية وللخروج من الأزمة تفرض المصلحة القومية والمصلحة الوطنية السورية أن تبادر القيادة السورية لاعتماد نهج جديد في إدارة الأزمة يرتكز على ما يلي:-
• المأمول من الرئيس بشار الأسد أن يخرج للناس الآن وقبل الآن وحتى الآن مخاطبا وجدانهم الوطني فالشعب السوري شعب ميسلون وسلطان الأطرش و يوسف العظمة وأن يعلن عن استعداده لتبني مطالب الشعب فاستخدام الأدوات العسكرية لمواجهة الأزمة هو استخدام أحمق وهو عبارة عن استخدام هابط يتميز بضيق أفق فلا يجوز أبدا استخدام المدافع والدبابات في قصف أبناء الشعب فيجب التراجع فورا عن استخدام الأسلوب العسكري بل يجب الاعتذار للشعب عما وقع من قتلى وجرحى واستعداد الحكومة للتعويض عن الخسائر البشرية والمادية وإطلاق صراح المعتقلين وإصدار عفو عام عن السجناء السياسيين وعن السوريين في الخارج وإجراء تغيرات في رموز المؤسسة العسكرية الذين ارتبطت أسمائهم بالمرحلة السابقة كما يجب رفع الحصار عن القرى والبلدات المحاصرة وعدم اللجوء لتعطيل خدمات الماء والكهرباء والهاتف والمخابز
• المطلوب من الرئيس بشار قبل أن تضيق علية الأرض بما رحبت ولا يجد مكانا يأويه ولن يتمكن من النجاة ببدنه إشراك المفكرين والمثقفين السوريين وقادة منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان من خارج حزب البعث وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإعطائهم دور سياسي واسع بالاندفاع نحو الجماهير والاستماع للمطالب واستيعابها وتشغيل المكينة الحكومية بسرعة للاستجابة الفورية لتلك المطالب فلا عاصم للرئيس اليوم من طوفان الشعب إلا هو .
• التراجع الفوري عن السياسة الإعلامية الخادعة والكاذبة التي تحاول صياغة واقع افتراضي غير الواقع الفعلي وضرورة مواجهة الواقع السياسي والاجتماعي و الاقتصادي فلم يعد يفيد حشد الفنانين والمطربين أو تلفيق ادعاءات عصابات مسلحة أو سلفية أو تمثيل دور هدوء الأوضاع واستقرارها فيجب معرفة أن التلفزيون السوري هو ليس وسيلة المعلومات الوحيدة كما أن الجميع مقتنع إن أجهزة الأمن السورية تعرف كم فراشة أو نحلة في القطر العربي السوري .

• تفعيل دور فصائل المقاومة الفلسطينية والأحزاب السياسية العربية التي تتخذ من دمشق مقرا ومستقرا فأولئك الذين شربوا ماءا سلسبيلا من الفيجة واستنشقوا روائح ياسمين دمشق عليهم الآن تنظيم المبادرات الفورية والسريعة للالتقاء بالجماهير السورية من خلال تنظيم اللقاءات والمهرجانات والاجتماعات في الأحياء والأسواق والجامعات لإحياء الوجدان الوطني للشعب السوري البطل ورثة السومريين وأهل الأبجدية الاولى .


• المأمول من القيادة السورية الاستفادة الآن من حلفاءهم من القوى الوطنية الأردنية وإعطائهم دور فاعل للالتقاء بالمواطنين السوريين في القرى والمدن الجنوبية لتضميد جراحهم والاستماع لمطالبهم ونقلها للقيادة والعمل على حل مشكلاتهم فورا .

• المطلوب من حلفاء سوريا في لبنان وفي مقدمتهم حزب الله الاندفاع بسرعة الآن إلى المناطق المجاورة للبنان للالتقاء أيضا بأهالي المدن والقرى وعقد كل اشكال اللقاءات الجماهيرية الموسعة والضيقة لشرح المخاطر والاستماع لمطالب الشعب ونقلها للقيادة والعمل من اجل تحقيقها بأقصى ما يمكن .


إن اتخاذ إجراءات سياسية وديمقراطية لإدارة الأزمة ستؤدي حتما لتفويت الفرصة على أعداء الأمة و تسقط مخططات التجزئة والتقسيم فلا نبيح سرا إذ تحدثنا عن زيارة مندوب عن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لتركيا والتقاءه بالقيادة التركية واستضافة تركيا لمؤتمر المعارضة السورية قبل أسابيع وان تطور الأحداث في سوريا سيسهل مهمة انطلاق قوى معادية من العراق أو لبنان أو تركيا لانجاز برامج أنشطة معادية متعددة داخل سوريا وصولا إلى ما عرضة برنارد لويس لتقسيم سوريا مستفيدين من التركيبة المذهبية والقومية والطائفية مما يؤثر على الواقع السياسي في العراق وإيران ولبنان والأردن لصالح قوى الردة وأدوات أمريكا في تلك الدول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا