الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-غازات- السيد الرئيس..!

خدر خلات بحزاني

2011 / 5 / 23
كتابات ساخرة


قد يصاب الإنسان الضعيف الارادة في لحظات الخوف والقلق بالاسهال المعوي، او ربما تصيبه نوبة جشع نحو التهام الاطعمة.. لكن الزعيم الاوحد للوطن، السيد الرئيس (حفظه الله وأطال عمره) كانت تصيبه نوبة من الغازات المعوية عند شعوره بالخوف والخطر.. وكان الطاقم الطبي المختص يعالج المسالة بمهنية واحترافية، مع الاشارة الى انهم كانوا يضطرون لوضع الكمامات اثناء عملهم، ويبعدوا الحرس الرئاسي عن مقر اقامة سيادته الى مسافة لا تقل عن مائة وخمسين ومترا، ليس بسبب انبعاث رائحة كريهة فحسب، بل لانه لا ينبغي لاحد ان يسمع "دندنة" من "دندنات" سيد الوطن وقائده الملهم، وبالتالي يمسي الوطن بلا سيادة ولا خصوصية، وتكون استقلاليته مشروخة.
وظهرت مشكلة كبيرة، عندما اتفق حفنة من الرؤساء والزعماء والقادة الاشقاء، ممن اصاب الصدأ عروشهم، ومضت عقود على ممارستهم لوظيفتهم الرئاسية بدون اي امل في التقاعد، رغم تخطيهم السن القانونية التي وقع على اقرارها ابائهم.. ظهرت المشكلة عندما اتفقوا على الاجتماع في عاصمتنا الحبيبة لمناقشة مسالة الاحتجاجات السخيفة التي تجوب شوارع مدنهم بعد ظهر كل يوم جمعة..
و في الزمان والمكان المحددين، جلس جميع القادة الاشاوس في حلقة دائرية، وكانوا يتبادلون الابتسامات امام عدسات المصورين ووسائل الاعلام.. وبعد القاء كلمات رسمية بروتوكولية، دعا رئيس الجلسة الى اخراج الجميع من القاعة، عدا الرؤساء، لتبدا اول جلسة مغلقة..
وعندما خلت القاعة الا من الزعماء الافذاذ والرؤساء والملوك، الذين وصلوا جميعهم لعروشهم في انقلاب دموي او ورثوا الحكم عن ابائهم، قام اكبرهم عمرا، وقال: يا اخوان.. ما هذا الذي حصل لشعوبنا؟ لماذا المظاهرات تعم المدن والقرى في ربوع بلداننا؟
رد احدهم: مؤامرة خارجية.. رد اخر: ابحثوا عن الامبريالية والصهيونية.. رد اخر: امريكا هي السبب.. رد اخر: الارهابيون المتاسلمون.. رد اخر: الناس بطرانة.. رد اخر: يريدون تقسيم بلداننا.. رد اخر: يطمعون بثرواتنا.
وهنا انبرى احدهم، وكان يدخن سيجارة كوبية ويرتدي نظارات شمسية خضراء، وقال: لنتفق يا اخوان، اولا هناك مؤامرة خارجية، و ثانيا "انا او الخراب من بعدي".. وثالثا: "الضرب على رؤوس الغنم، اااسف اقصد الشعب، الضرب بيد من حديد وفولاذ". وطز في حقوق الانسان والحيوان و طز في حرية الاحزاب وحرية التعبير، وطز في كل المنظمات الدولية، وابني سيرثني يعني سيرثني حتى لو لم يبقى من الغنم اااسف ثانية، حتى لو لم يبقى من الشعب على قيد الحياة الا مئات معدودة.. فمئة راس غنم مطيع افضل من مليون عنزة متمردة، وانا هنا لا اعتذر عن استخدام مفردة الغنم للمرة الثالثة"....!!
في هذه الاثناء، وصلت رسالة عبر الموبايل الى "السيد الرئيس" وكانت من رئيس جهاز المخابرات، جاء فيها "سيادة الرئيس المفدى، تمكنا من ضبط اربعة شاحنات مفخخة وابطال مفعولها كانت تستهدف مقر اجتماعكم، ولكن هناك انتحاري بحزام ناسف نبحث عنه في اطراف المجمع الرئاسي، لا تقلقوا، الحراسات مشددة، وسنلقي القبض عليه او نقتله لاحقا".
هنا اصيب السيد الرئيس بنوبة من الغازات الشديدة، وكان من المستحيل خروجه من قاعة الاجتماعات، مثلما كان من الصعب ان يستدعي طاقمه الطبي لانقاذه، خاصة وان النقاشات وصلت سخونتها الى اعلى الدرجات..
وعندما راى ان تفاعلات الغازات في بطنه امست شبيهة بمفاعلات محطة نووية صغيرة، اضطر سيادته الى اخذ وضعية كان واثقا انها لن تخرج صوتا او دندنة او طرقعة، فقط رياح لا غيرها، سدد اولى طلقاته المقموعة الصوت والتي كانت عبارة عن نفخة هوائية صامتة طويلة، وتوقع (سيادته) ان يشعر بالرائحة جاره الزعيم الجالس على يمينه، فرمقه بنظرة لكن لم يلحظ انه شعر باي شيء غير طبيعي، بل رآه مستمرا في انشغاله بمتابعة سير الاجتماع..
وهنا تشجع سيادته واطلق رصاصته الثانية المكتومة الصوت، بعدما وجه فوهة البركان نحو جاره الجالس على يساره هذه المرة، ثم وبزاوية عينه نظر سيادته اليه، وتاكد ان جاره الثاني، ايضا، لم يشعر بحدوث شيء غير طبيعي..
وهنا القى سيادة الرئيس نظرة عامة على الجلسة ولم يلمس البتة، اية اشارة على تحسس احدهم من رائحة كريهة..
وعليه، اعتدل في جلسته واطلق كمية هائلة من الغازات المكتومة الصوت، وفي نفس الوقت استمر المجتمعون في نقاشاتهم..
وبعد مضي نحو ساعة على هذا المنوال، انتهى الاجتماع، وخرج القادة وهم يتهيئون لرسم ابتسامة امام المصورين خارج قاعة الاجتماعات، وعندما فتح سيادته الباب فوجئ بان جميع المصورين والاعلاميين مغمى عليهم، وعناصر حمايات القاعة غاطين في ما اشبه انه سبات عميق..
وهنا قال احد الزعماء: ما الذي حدث؟ هل ضرب احدهم قنبلة كيماوية خارج قاعة الاجتماعات؟؟ يا لحظنا السعيد لاننا نجونا..!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جميعهم مصابون بنفس الداء
ماجد الزهيري ( 2011 / 5 / 25 - 21:04 )
الظاهر ان زعمائنا جميعهم مصابون بنفس الداء الى درجة انهم اصبحوا جميعاً متشبعين بهذه الروائح الكريهة التي تعودت عليها شعوبهم...للاسف زعمائنا لا يستنشقون رائحة الحياة...لذلك فهم لا يعون معنى الحرية التي ينادي من اجلها شعوب المطقة باسرها منذ قرون طويلة متراكمة بالقهر والظلم والامتهان

اخر الافلام

.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد


.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا




.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس


.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام




.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد