الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اختطاف الأطفال آفة اجتماعية أم أزمة أخلاقية

عارف علي العمري

2011 / 5 / 23
حقوق الاطفال والشبيبة


يولدون أبرياء لا يحملون أي عداء للعالم, البراءة هي السمة التي يتقاسمونها فيما بينهم, لايعرفون شيء عن مفردات الحقد والقتل والعنف, قد يلهون ويلعبون بألعابهم المفضلة لكن ثمة ايدٍ آثمة تترصد تحركاتهم لتحيل فرحهم إلى صراخ وعويل, وتحول أمنهم إلى خوف, ومحيطهم الأسري إلى مأتم تختلط فيها دموع الأمهات بنداء النجدة, ويصبح المجتمع في حالة استنفار دائمة خوفاً على فلاذات أكبادهم من ذئب بشري قد يسرق طهرهم وعفتهم , أو يحولهم إلى أشلاء متفرقة في مسالخ الاتجار بالبشر.
ما أقسى ذلك الإنسان الذي ينسى حنان الأبوة ويتحول إلى وحش مفترس !! وما اشد صدمة الأطفال الأبرياء الذين يحلمون بحنان المجتمع فيتفاجئون بعنف ممنهج سمته القسوة والوحشية .
في الخامس من الشهر الحالي طالبت منظمة هود – منظمة يمنية تعنى بحقوق الإنسان - أرباب الأسر من عدم إرسال أطفالهم إلى خارج المنزل لأي سبب كان والمحافظة عليهم في هذه الظروف الأمنية التي وصفتها بـ "غير المستقرة"., وأرجعت المنظمة طلبها بعد حوادث اختطاف 3 أطفال في العاصمة اليمنية صنعاء خلال الخمسة عشر يوما الماضية.
وقالت هود في بيان صدر عنها أنها تنظر بقلق بالغ إلى ازدياد جرائم الاختطاف التي قالت إنها ممنهجة بشكل غير مسبوق مع عدم قيام أجهزة الأمن الرسمية بأي دور يذكر في تحرير المختطفين أو التحقيق في البلاغات لمحاسبة الفاعلين .
وأضافت هود أنه وعلى الرغم من تحقق وعد مدير البحث الجنائي بالأمانة بان يعود الطفل بسام الشرعبي(13عاما) قبيل منتصف ليل اختطافه3/5/2011م إلا أن المنظمة لاحظت أن البحث الجنائي لم يقم بأي عملية تحقيق من شأنها تقديم المجرمين إلى العدالة، وكان الطفل قد شكى من سوء المعاملة والحرمان من الطعام طوال اليوم الذي اختطف فيه.
وقالت هود أن الطفل قيس محمد سعيد حرقاش (4سنوات) لا يزال مخطوفا منذ الأول من مايو ويطالب خاطفوه بفدية ثلاثين ألف دولار وعلى الرغم من استعداد أسرته لدفع المبلغ بعد أن يئست من جدية أجهزة الأمن في مساعدتها إلا أن الخاطفين قطعوا اتصالهم.
أما الضحية الثالثة لجرائم الاختطاف التي وقعت خلال الفترة الماضية فهي الطفلة شيماء عامر علي نعمان (16 عاما) التي اختطفت في 20/4/2011م في طريقها إلى المدرسة .
وكان موقع الصحوة نت تلاقى بلاغا في شهر فبراير الماضي عن اختفاء طفل يبلغ من العمر 13 عاما منذ ما يقارب نصف شهر من وسط أمانة العاصمة صنعاء ولايزال مصيره مجهولا إلى الآن.
وقال والد الطفل عمر عبدالله الصغير لـ"الصحوة نت": إن إبنه اختفى ظهيرة يوم الـ 29 من يانير الماضي أثناء ذهابه لأداء اختبار منتصف العام بمدرسة عمار بن ياسر بمنطقة مسيك بأمانة العاصمة.
وأكد والد الطفل أنه وبعد مرور أربع ساعات منذ اختفائه ذهب للبحث عنه فلم يجده فقام بإبلاغ قسم الشرطة، وجهازي الأمن القومي والسياسي وكل الأجهزة الأمنية كما تواصل إلى منطقة حرض الحدودية بهدف المراقبة ولا يوجد أي رد حتى الآن.
والد الطفل الذي ينتمي إلى محافظة ريمة قال إنه لاتوجد لديه أية خصومات مع أحد وعلاقته طيبة بكل من حوله، لكنه لم يستبعد أن يكون ضمن الأطفال المخطوفين يوم 29 من الشهر الماضي، مؤكدا أنه عندما ذهب إلى قسم الشرطة قيل له أن هناك خمسة بلاغات سبقت بلاغه عن اختفاء أطفال.
وكشف والد الطفل لـ"الصحوة نت" عن معلومات قال إنها من جهات أمنية أكدت له أن خمسين طفلا اختفوا الشهر الماضي.

ظاهرة اختطاف الأطفال تعد اليوم آفة اجتماعية خطيرة ذات أبعاد متعددة الأغراض، اكتوت بنارها العديد من العائلات, ولهذا ينبغي علينا عدم التهاون في عواقبها غير الحميدة، والتعامل معها بحذر وحزم شديدين، وبعيون متفتحة، يقظة على الدوام،فالمتتبع لهذه الظاهرة، يجد أنها تتطور من شكل إلى آخر بغية زعزعة الأمن والسكينة والسلم الاجتماعي من قبل مرضى النفوس الذين يستغلون بعض المفاهيم الاجتماعية المتخلفة الموروثة من عهود النظام الإمامي الكهنوتي للأسرة اليمنية التي اعتادت عدم الإسراع إلى إبلاغ السلطات الأمنية المختصة بأي عملية خطف لأبنائها أو بناتها القصر تحت حجة القيل والقال عن المخطوف أكان ذكراً أو أنثى وما قد يجلبه لهم ذلك من سمعة سيئة غير محمودة العواقب، فيسلمون أمرهم لله عز وجل ضعفاً من ألسنة الناس وتأويلاتهم الخاطئة.
وتثير قضية اختطاف الأطفال, سواء الرضع من المستشفيات أو صغار السن من الأزقة والأماكن العمومية , رعبا في صفوف الأمهات والآباء والأسر, وحسب منظمات حقوقية للطفولة اتسعت ظاهرة اختطاف الاطفال, وأصبحت تهدد مجتمعات عدة في مختلف بلدان العالم, خاصة في ضوء تفاقم ظاهرة استغلال الأطفال في شبكات الدعارة والمخدرات والتسول وفي الحروب.
وعلى إثر اتساع ظاهرة خطف الفتيات والفتيان والرضع, حذر خبراء عرب ودوليون يعملون في المجال النفسي، من تفشي الظاهرة، خاصة بعد تسجيل الجهات الأمنية في أكثر من 30 بلدا, مئات الحالات لاختطافات متنوعة ما بين صبيان وفتيات وخادمات.
وحسب المراقبين ترجع أسباب حالات الخطف في عدد من البلدان إلى انعدام الوازع الأخلاقي والديني, وتفشي ظاهرة مشاهدة الأفلام الخليعة, التي تثير الغرائز وأيضا التي تعلم الإجرام، وعدم التربية الصالحة من قبل الأسرة، وضعف التوجيه التربوي في المدارس والجامعات, علاوة على وجود أسر لا تتوفر على ذرية من صلبها, وتتطلع لاكتسابها عن طريق السرقة, وفي اليمن تبدوا ظاهرة المماطلة في الاحكام القضائية وفساد الجهاز القضائي احد أهم الأسباب وراء حالات الاختطاف حيث يلجا الطرف الأضعف والمظلوم إلى الإقدام على اختطاف ابن أو قريب الطرف الأقوى الظالم بغية أن يعيد إليه حقه بعد أن أصبح اللجوء إلى القضاء أمراً غير ذي جدوى .
جرائم الاختطاف والعنف ضد الأطفال تضعنا أمام حقيقة أن هذه الظاهرة ليست أمنية فحسب، بقدر ماهي اجتماعية تعتمد مكافحتها على تحمل المجتمع لمسؤولياته، فالمسألة بحاجة إلى وعي وتنسيق اجتماعي لتضييق الخناق على محاولات الاختطاف التي أصبحت تتم على الطريقة الهولوودية.
وينبغي في إطار مناقشة هذه الظاهرة الانتباه إلى أن ارتفاع نسبة العزوبية والبطالة والترويج لثقافة الدعارة في مختلف الفضائيات الإباحية، مقابل الافتقار الى ثقافة جنسية إسلامية، هي أمور أثرت كثيرا في قيم المجتمع، مما يستدعي إيجاد تكامل اقتصادي وقانوني وتربوي لمواجهة آفة اختطاف الصغار, كما أن على الأسرة واجب كبير يتمثل في حماية أبنائها من خلال مراقبة تحركاتهم, وعدم السماح لهم بالخروج من المنزل إلا برفقة احد أفراد العائلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حسبنا
siham.goldman . ( 2013 / 3 / 26 - 19:14 )
حسبنا الله و نعم الوكيل

اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائلية يحذر نتنياهو: التراجع عن الصفقة حكم


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - مسؤول الأغذية العالمي في فلسطين:




.. تغطية خاصة | إعلام إسرائيلي: الحكومة وافقت على مقترح لوقف إط


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بقبول مقترح -خارطة الطري




.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان