الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طاولة الحوار...ولكن مع من؟!

سالم اسماعيل نوركه

2011 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


أمامكم أيها الثوار تعديل مسار التاريخ وهي مهمة في غاية الصعوبة ولكنها ليست مستحيلة ، المهمة صعبة لأن أمامكم محاربة مسار أستمر لعقود من خلال خليفة جاهل يخلفه أجهل منه ومحاطا بحاشية من القتلة والمجرمين والمتملقين مرتبط مصيرهم برأس (الحية)لأنهم ذيل له وهم يدركون قطع الرأس يعني نهاية للذيل ،لا يؤمن كل حكام اليوم بالحوار ولا بتعديل المسار ولا نزع (الشرعية)عنهم ،فهم يدركون بأنهم غير شرعيين ولا هم مستعدون للدخول في حوار شرعي وقلت منذ زمن بعيد لا يمكن للصلاح أن يمر من خلال هذه الأنظمة لأنها أنظمة لا يمكن لها الاستمرار إلا من خلال مسار باطل تحديداته قطع الرؤوس وكم الأفواه وسحق المعارضة وزج الأبرياء في غياهب السجون وإعلام مظلل وشعراء وملحنين وأبواق تغني (لظل الله على الأرض)فالفشل لابد أن يسوق على أنه هو النجاح بعينه والانكسارات انتصارات والفقر هو الغنى بعينه والتضييق على الحريات الفردية والعامة هو الحرية بعينه ،كل هؤلاء الغير الشرعيين من الحكام لولا خوفهم من أمريكا لارتكبوا جرائم أكبر مما ترتكب وإن كان ما يرتكبونها من الجرائم هي من العيار الثقيل ،وكان السؤال إلى متى يستمر هذا المسار الظالم الذي أشترك العالم في في صياغته واستمراره إلى اليوم ،إن قطرة دم تراق من بريء من متظاهر يدعو ويهتف لتغير النظام الظالم تسوه النظام وحاشيته القذرة .
اليوم بعد سنيين من الخراب والدمار واستخدام وزارة الداخلية والدفاع وكل القوى البوليسية والمرعبة المرتبطة بالنظام والثروة الوطنية لسحق أبناء الوطن تدعو هذه الأنظمة إلى الحوار مع الجماهير الأعزل من السلاح وهي تقصد الحوار من طرفها بالدبابات والمدافع ،هي في الواقع لا تجيد الحوار ولا ترغب بها مع الشعب لأنها لسنيين مضت كانت ترى بأن على الشعب أن يقدم لها الطاعة والخضوع المطلق ولا يناقشها بل عليه التطبيق والتنفيذ وعلى الشعب إذا أقتضى الأمر أن يضحي بالغالي والنفيس من أجل الأغلى ألا وهو(الحاكم)مثلما كنا أو كان أجدادنا يقدمون الولاء للخليفة وبعده لأبن الخليفة وحفيده ولا يهم إن كان يصلح للحكم أم لا طالما يحيط به الجلاوزة والحاشية وهو وريث مجد الخلافة ،والأدهى إن هؤلاء الحكام يجعلون من الشعب قرابين لقصورهم إن مسها مكروه فيجعلون من الشعب دروع بشرية في قصورهم و(الشعب فدوه لدنك القصر)فهل يعقل بأن هؤلاء يؤمنون بالحوار ذالك الحوار إن بدأ بشكل جدي وتحت رعاية قوة أقوى من الحاكم يرمي بالحاكم خارج السلطة لأن سلطته غير شرعية ،لم يتعجب البعض حين يستخدم الحاكم الظالم القوة لقمع المتظاهرين السلميين بالبارود والنار والذي بهما أستمر حكمه ،فلا غرابة حين يقتل الأبرياء لأنه أصلا بدأ بالقتل وأستمر به .
جل حكام القمم العربية لا يؤمنون بالحوار لأنهم يعتبرون أنفسهم سلاطين في الأرض لابد أن يطاعوا فقط وكل واحد منهم يعتبر هو الأصح والآخرين من الحكام على خطأ مبين وهم حين يدعون إلى أمة العرب الواحدة لا يتفقون حتما وذالك لأن كل واحد منهم لا يقبل بهذه الوحدة إلا تحت خيمته(الظليلة)أما إذا تحققت هذه الوحدة تحت غير لوائه مهما كانت نتائجها فهي لا تخدم الأمة لأنه هو الأمة والرمز والضرورة والفيلسوف والخبير ومنقذ الأمة وإن ذهب بالأمة إلى جحيم ولابد أن نحتفل بالجحيم ونرقص مثل الطير المذبوح كل هذا لأننا كتب علينا أن نسير في ظل توجيهات القائد الضرورة ولا يهم إن كان القائد يرتدي ملابس العربي أو يلبس لاحقا ملابس الإفرنجية وقص شعره الطويل ووضع العطر الفرنسي وارتدى الحذاء الإيطالي ودخن سيجارة الكوبية الفاخرة(جروت)والقبعة المكسيكية أو الأمريكية أو العقال العربي ،المهم هو الملهم وهو الذي يتفوق على كل الخبراء ،لأن الخبير يفهم الكثير عن القليل أما هو يفهم الكثير عن الكثير ولكن بالمقلوب،وعلى الجميع أن يقر له بالتقدم ولا يهم إن كان هذا التقدم نحو الخلف وعلى الجميع أن يتغير على مشيئته ولا يطلب منه التغير على هوى الشعب لأن ذالك مؤامرة وعلى الجميع أن يمدح إنجازاته المعتورة لأنه(أفنى حياته من أجل الشعب ولم يسعى للسلطة أو مجد زائف)!.
الدعوات ألي الحوار مع القائد الضرورة (بالمناسبة القائد الضرورة نقصد بها كل الحكام الذين يعتبرون أنفسهم كذالك)لا يجدي لأنها تدار من قبلهم بالمدافع والدبابات وقتل المحاورين الأبرياء والذي يريد يتأكد كون الحوار لا يجدي مع هؤلاء الحكام عليه أن يراجع قرارات مؤتمرات القمم العربية التي ناتج عن حوارات القادة هؤلاء كيف خلفت الأمة العربية عن الأمم الأخرى وليراجع كذالك الوحدات التي حصلت وكيف انتهت والتجمعات ولينظر المواطن العربي إلى العلاقات العربية العربية ولينظر إلى علاقات الأمم الأخرى مثل الأوربيين والذي لا يجمعهم ما يجمعنا ولكن هم يحققون النجاح على أكثر من جانب ونحن فاشلون في كل جانب لأننا نملك سلاطين وهم يملكون مؤسسات تراعي مصالح شعوبها .
لنرى تخلفننا على أيدي هؤلاء الحكام المجرمين ونرى حال العالم على أيدي حكوماتهم الرشيدة ،لنرى اقتصادنا العملاق الذي ينهار على أيديهم ولنرى اقتصادهم المتواضع والمتعاظم على أيديهم ،لنرى حال الصحة والتعليم والخدمات عندنا وعندهم ،لنرى البيئة عندنا والبيئة عند الآخرين والبناء الذي يتراجع عندنا والذي يتقدم عندهم لنرى بيوت الصفيح والتنك عندنا وناطحات السحاب عندهم.
إن الذين يريدون الإصلاح مع بقاء الحكام فهم في وهم كبير ،فاقد الشيء لا يعطيه فهؤلاء دكتاتوريين ويستمدون دكتاتوريتهم من أعماق التاريخ وهم لا يجيدون الحوار على الإطلاق إلا باستخدام وتوجيه فوهات البنادق والمدافع والدبابات لصدور الشعب الأعزل ومنهم من أستخدم الأسلحة المحرمة دوليا ضد شعوبهم ودائما أقول مع الأسف لولا خوفهم من أمريكا لارتكبوا ما لا يخطر ببال أحد ،فهم محاورين جيدون ولكن بالسلاح المستورد خصيصا لقمع شعوبهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم كوريا الشمالية: حان وقت الحرب! فهل يشعل صراع الكوريتين


.. لافروف: ما يهم روسيا هو عدم صدور أي تهديد غربي لأمنها| #الظه




.. الملف النووي الإيراني يستمر الشغــــل الشاغـــل لواشنطن وتل


.. أول مرة في العالم.. مسبار صيني يعود بعينات من الجانب البعيد




.. ابتكار جهاز لو كان موجودا بالجاهلية لما أصبح قيس مجنونا ولا