الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا تعاد محاكمة سلمان المرشد؟

اسماعيل خليل الحسن

2004 / 11 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مازال في تاريخنا مناطق مجهولة أرتج عليها الأبواب في زوايا معتمة , فالتاريخ المدرسي لا يتطرّق إليها , و التاريخ الحزبي " وهو أسوأ الدراسات التاريخيّة " مشغول بجرد انتصارات الحزب وتلميع صورته , كذلك التاريخ الهجائي الذي تضعه المذاهب في ذمّ الخصوم حيث تصبح الحقيقة هي الضحيّة , وقديما قال المتنبي:



و عين الرضا عن كلّ شيء كليلة كما أنّ عين السخط تبدي المسا ويا



و هكذا طمست وقائع و شوّهت شخصيّات من أمثال سليمان المرشد الذي كل ما وقر في أذهاننا عنه ما روّجه عنه الذين برّروا الحكم بإعدامه , فهو وفق روايتهم : مدّعي إلوهية , عميل لفرنسا , داع إلى التقسيم ..الخ



و لقد أنكرت صديقة مرشديّه عبادتها و أهلها ذلك الشخص في إجابة عن سؤال طرحته عليها , , و كل ما في الأمر أنهم يوقّرونه كداعية , وعندما سألتها عن دليل مكتوب يؤكد ما تدّعيه تبرّمت وكانت حجتها أنها لا تحب الخوض في أمور الدين وأن ذلك آخر همّها , ربما للحذر التاريخي الذي ورثته تلك الجماعة رغم زوال مسوغاته في هذه الآونة .



إن الأحكام القضائيّة التي تشوبها الدواعي السياسيّة هي من أسوأ الأحكام لأنه إن جرّدناها من تلك الدواعي فماذا يتبقى لها من أدلّة يقينيّة تدعم الحكم الذي ابرم في حينه ؟



إضافة إلى وجود عين السخط و عين الرضا هنالك عين باردة تنظر إلى الأمور بالتمحيص الدقيق لاستجلاء الحقيقة , فبهذه العين غدا "الحلاّج و السهروردي و غيلان الدمشقي " شهداء بعد أن طالهم التشهير كمارقين استحقوا الصلب و تقطيع الأوصال , وبهذه العين و بعد أن تبرد الحمأة يطالب أعضاء في مجلس الشعب السوري إلغاء القانون 49 القاضي بحكم الإعدام على كلّ من ينتمي إلى جماعة الأخوان المسلمين , كما أن هذه الجماعة تدأب اليوم على مراجعة أخطائها التاريخيّة , وهذا حق لها لا يمكن نكرانه , و من حق الآخرين ألاّ يصدقوا , و الحياة هي الكفيلة بوضع الأمور في نصابها , علما أنّ جماعة الأخوان في مصر أو قسما منها قد اعتذر عن اغتيال السادات , أي أنهم باتوا على قناعة بخطل أسلوب الاغتيال السياسي .



لنعد إلى موضوع سلمان المرشد , حيث تخطر على بالنا جملة ملاحظات :



أولا ـ لماذا لم ينشر أتباعه دفاعهم عن داعيتهم و يفنّدوا المزاعم التي أطلقها خصومه عليه وهي تهم لا شك خطيرة تنال من سمعته و وطنيّته؟



ثانيا ـ لماذا صمت خليفته " النّور المضيء " حتى وفاته في الأمس القريب, ولم يلق بعض الضوء على ملابسات قضيّة سلفه وعلى مواقفه و أفكاره و معتقداته؟ خاصة و أنّه قريب من أصحاب القرار , ولم يعد للسلطة التي ناوأتهم وجود يذكر .



ثالثا ـ لماذا لم يطالب أيّ من أتباع الرجل بإعادة محاكمته, لتهيئة ما كان ينقص المحاكمة السابقة من أركان الدّفاع, ومن تأثير القرار السياسي عليها .



رابعاـ لماذا لم يلق الضوء المكثّف على أسباب مقتل خليفة سلمان " مجيب" وما هي الدوافع الحقيقيّة التي حملت الضابط عبد الحق شحادة على قتله و هل لأديب الشيشكلي أصابع ؟ و ما دوافعه؟



لقد عاد الضوء مسلطا على الرجل مؤخرا في معرض رد بعض الكتاب المرشديين على مقالات هنا أو هناك وذلك على صفحات الأنترنيت فهمنا من فحواها :



ـ أنّ الرجل لم يدّع الإلوهية مطلقا و أنّه مجرد مجتهد في المذهب الذي يعتنقه و أنه لم يتنكّر للإسلام .



ـ و أنّ فرنسا نفته إلى الرقة مشيا على الأقدام لمناوأته الاحتلال وهنا يستطيع الباحث التحقق في الرقة من معمّرين التقوا به أو سمعوا منه أو عنه و على الأغلب أنّه عاش عاما في كنف عشيرة الولدة وهي من العشائر الهامة في محافظة الرقة .



ـ أنه لم يكن داعية تقسيم بل كان من الداعين إلى وحدة سورية .



و ماذا بعد؟



بقي أن أقول لكلّ ذي عقل تكفيري أنني لن أصدّق ما تقوله حتى تظهر لي دليلا قاطعا لا يقبل الشك على أنّ الحلاج و السهروردي و سلمان المرشد وغيرهم يتعذبون الآن في جهنّم و أن كلّ من مات من جماعات التكفير يرفل اليوم في حرير الجنّة و يتمتّع بالحور العين و يستأثر بأنهار الخمر و العسل , وحتى تظهر لي هذا الدليل سوف أظل على اعتقادي أن لا إكراه في الدين ومن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر بعد أن تبيّن الرشد من الغي , و أن موضوع من هو في الجنة و من هو في النّار سر إلهي لا يعلمه أحد في الأرض أو أحد شبيه بالإنسان في أي من الكواكب أو المجرّات في هذه الدنيا الفانية .



اسماعيل خليل الحسن

الرقة ـ سوريّة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-