الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة بحق البراءة

فيروز أمين

2011 / 5 / 24
الادب والفن


إنها المرة الاولى التي نخرج فيها أنا وعامر في موعد خاص بنا بعد ولادة إبنتنا منذ أربعة شهور وذلك بعد إلحاحٍ شديد من قبل عامر ، لا أقوى على تركها ولا أستطيع أن أؤمن أحد على طفلتي حتى لو كان هذا الشخص أختك قلت له .
لا تقلقي عزيزتي قال لي عامر بهدوئه المعتاد ، سوف لن يحدث لها أي مكروه أنت بحاجة لتغيير جو البيت والإستراحة قليلا من مسؤلية الطفلة ثم أنسيت أن أختي ربت أربعة أطفال وبالتأكيد تستطيع الاعتناء بليليان ثلاث أو أربع ساعات ، صدقيني لا حاجة لهذا القلق الدائم سوف لن تكوني أماً سيئة لو أعطيت لنفسكِ قليلاً من الراحة وأعطيت للآخرين فرصة ليهتموا بكِ .
طوقت عنقه ،نظرت اليه ، وكأني أراه لأول مرة إشتقت اليك قلت له .
وأنا مشتاق اليك والى جلساتنا وأحاديثنا الطويلة والى ..........
قال لي حبيبي بخجل .
اليوم سوف أدعوك للغذاء في أرقى مطعم بالمدينة قال عامر .
حسنا ولكن إنتبه للطريق فالسيارات تندفع يمينا ويسارا بدون سابق إنذار ما هذا الإزدحام الشديد ؟
إنه وقت إنتهاء الدوام في الدوائرسوف نكون محظوظين لو إستطعنا تجاوز التقاطع المروري بسرعة قال عامر وهو يتمعن في الصف الطويل للسيارات .
وفيما كنا ننتظرالاشارة الحمراء لتأذن السيارات بالإنطلاق لمحت إمرأة تتنقل بين سيارة وأخرى طلباً للنقود ماسكة بيدها طفلة صغيرة منكوشة الشعر لا تتعدى السنتين تسير بخطى صغيرة وسريعة لتلحق بأمها واضعة يدها بجيب معطفها الذي كان يوماً وردي اللون لتحمي يدها الصغيرة من البرد القارص ، وكلما تقترب الام من سيارة تنظر الطفلة للأم لتستعد للإنطلاق من جديد للسيارة الاخرى ، تراءى لي أن الطفلة تتسلى ولا تعلم بالعواقب الإجتماعية للعمل التي تقوم به في المستقبل ، فكرت كثيراً بإبنتي وأنا أراقب تلك الطفة ولولا خشيتي من غضب عامر لطلبت منه الرجوع فوراً للبيت ، أوقف السيارة بسرعة طلبت منه .
ماذا حصل ؟ ما الخطب ؟ قال عامر .
أريد التحدث الى تلك المرأة قلت له .
لماذا هل تعرفينها ؟ سألني .
لا ولكني بحاجة للتحدث اليها قلت له فيما أحاول عبور الشارع إنتظرني هنا قليلاً .
عودي ليلى سمعت عامر يردد ، كنت وقتها إجتزت الشارع ووصلت للمرأة نظرت اليها سكت قليلاً خانتني كلماتي ولم أستطع النطق تمعنت في وجه الطفلة وأنفها الصغير الذي قرصه البرد ، بادرت المرأة بمخاطبتي وطلبت نقوداً مني يرافقه دعوات وتوسلات بحفظ الرب لعائلتي وأحبابي من كل مكروه ، سأعطيك ما تريدين شريطة أن تُرجعي هذه الطفلة للبيت لم تهتم المرأة بطلبي ولم تبالي بي بل إكتفت بالنظر الي وردت علي بإبتسامة فاترة ، وكأنها تقول لي ، ومن أنتِ حتى تحكمي علي وتعلمينني الإحساس بمعاناة إبنتي في الشارع ؟ أنت التي لا تعرفين معنى العوز والحرمان وحتى لو أطعمتني اليوم فماذا أفعل غداً ؟
تبادلت ومعها نظرات طويلة قاطعها أصوات السيارات من حولنا وهي تتأهب للإنطلاق ، وجدت أنه من المستحيل أن تغير أية واحدة منا قناعة الآخر.
ماذا دهاكِ ليلى قال لي عامر وهو يجرني بعيداً عنهما ، ماذا سيقول الناس لو شاهدوك واقفة مع تلك المتسولة ، قولي لي بماذا كنت تفكرين ؟
لا أعرف ما دهاني عامر ولكن منظر تلك الطفلة ذكرتني بإبنتنا و ........ .
قاطعني عامر هذا هراء تعرفين لقد أصبحتِ شديدة الحساسية بعد ولادة إبنتنا .
لا يهم ولا تبال كثيراً بكلامي قلت له ، المهم أننا اليوم سنقضي بقية النهار مع بعضنا ونُسرف من الأكل والشرب ما يكفي لأسبوع لغيرنا من البشر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل