الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مثقفونا وعجلة التغيير

عبدالقادر بشير

2011 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



من تداعيات ثورات منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا التي اجتاحت مفاصلها ونظمها ومفاهيمها بروز الحاجة الى مصطلحات تعبر عن البعد الاستراتيجي لحال الامة ؛ والواقع الحالي بعد التغيرات ؛ ودور المثقفين من تلك التغيرات بسبب تزواج الثقافات ؛ وتعدد المصادر والالوان للخلفية الثقافية لكل بلد ومنطقة..
من هذا المنطلق كان لابد لنا من قراءة موضوعية للمشهد الثقافي ؛ ولدور المثقفين بعد صفحات تسونامي التغيير؛ وقدرتهم على استيعاب المواقف المستجدة ؛ ونتائج تلك الاحداث المزلزلة ؛ ومدى قدرتهم على أدارة الازمات التي تواجه بلدانهم ...
والمثقف قبل كل شيء هو انسان له همومه وحاجياته وطموحه واتجاهاته وهدفه وآلياته بأتجاهاستثمار كل مشهد جديد مابعد الثورات في منطقة الشرق الاوسط منطلقا من ان الفكرة تحارب بالفكرة بعيدا عن منطق القوة والعنف ؛ ويتطلب ذلك من المثقفين توفير مستلزمات وادوات تسبق الاعداد لها كي يستطيعوا ان يؤدوا رسالتهم بأمانة ومهنية عالية...
من هنا يتبين اختلاف دور المثقفين وتوجهاتهم ومشاربهم من التغييرات على ارض الواقع ... فمن المثقفين من مشوا في ركاب السلطة ؛ بل قاموا بتلميع وجهها الكالح خوفا على امتيازاتهم ومكاسبهم ومكانتهم الاجتماعية ؛ فأنزلقوا الى سوق المزايدات الرخيصة فأنصابوا بالنفاق الاجتماعي ؛ وانحازوا الى منطق السلطة في العنف ؛ والتواضع مع المحتل ... وكان هذا نذيرا بأنحطاط الثقافة في الامة ؛ ووعيدا بانحطاط تلك الامة ؛ وانزلاقها نحو هاوية الحروب الاهلية ؛ وأشاعة ثقافة الموت...
ومن المثقفين من وقفوا في خنادق المعارضة وكانوا بحق المرآة الناصعة للسلطة كي ترى فيها تقصيرها وعيوبها منطلقين من مقولة مفادها ( جئت الى الحياة كي اعترض ) ... اعترض ولكن بعيدا عن التكفير بل بتفكير ... بعيدا عن التطرف والغلو ؛ والتعطيل والتهميش ولاي من مكونات واثنيات المجتمع ؛ وهذا التوجه والاقدام جوبه وللاسف بالقمع والاعتقال والفصل من الوظيفة وقطع ارزاق المعارضين من المثقفين ؛ فبذلك قتلت السلطة فرصة الاستفادة من اخطائها والمراجعة والتغيير فوقعت فريسة الاحتجاجات المطلبية من قبل الشعب ؛ وانفلتت من بين يديها زمام المبادرة للرجوع الى المربع الاول كما حدثت في سوريا والبحرين واليمن... سئل احد الكتاب المثقفين لماذا تكتب ؟ اجاب : اكتب حتى لاانطفى لاني في حالة اشتعال دائم ؛ فهذا المنطلق هو دأب كل المثقفين وعلى السلطة استثمارها قبل الانهيار والزوال ... .
ومن المثقفين ايضا من لم يكونوا متهيئين سلفا للواقع الجديد ؛ ومعطياته الفكرية والاخلاقية ؛ فغشاهم الضبابية في الرؤية والتعبير بسبب مخاوف ساقهم الى مراجعات فكرية عقيمة فخلصوا الى قناعات ومواقف من السلطة والشعب والتغيير كانت بعيدة عن نبض الواقع فصاروا متذبذبين في مواقفهم حول من يساندوا ؟ ومن يعارضوا؟
وخلاصة قراءاتنا للمشهد الثقافي ؛ ولدور المثقفين مابعد تسونامي التغييرات الشرق اوسطية هي : انها ليست بالضرورة ان يكون المثقف على طول الخط ضد السلطة بقدر مامطلوب منه ان يتفهم الواقع الجديد ؛ ومايترتب عليه من مواقف وقناعات باتجاه نقد وتقييم العملية السياسية ؛ ودور السلطة بعد الثورات والاحتجاجات المطلبية للشعب ؛ لان هذا التوازن العقلاني في الرؤى والمواقف والقناعات تجاه السلطة والمعارضة ونطلعات الشعب المشروعة هو نقطة ارتكاز قوية لواقع جديد يسوده الامن والامان والاستقرار ؛ وبأتجاه نبذ العنف والكراهية والتهميش ... بهذا يثبت المثقف الانسان ان ماجرى من تغييرات وتطورات دولية ماهو الا نتائج حتمية لعمليات تراكمية لجهده وفكره الوقاد وبأمتياز...
لكل ذلك بات حاجتنا الى الثقافة مصيرية لانها تساهم في رسم مصير الدولة ؛ فاذا سقطت السياسة يسقط نظام اما اذا سقطت الثقافة يسقط الوطن بكامل مقوماته ؛ كما وتشارك الثقافة في صياغة المجتمع ؛ وتخلق فيهم قيم مهيمنة ... وللحديث بقية !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها