الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخاباتنا وانتخاباتهم ..وبن لادن وبن علي

عمرو اسماعيل

2004 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


مهما شتم البعض منا أمريكا واتهمها أنها الشيطان الاعظم وتمني زوالها من علي خريطة الكرة الارضية وأخرج بن لادن شريطا خاصا لها يهددها فيه ويحاول التأثير به علي نتيجة الانتخابات .. فالحقيقة التي لا يستطيع أحد أنكارها ان العالم كله وعلي رأسهم زعيم أهم منظمة ارهابية في العالم مهتمون بالانتخابات الامريكية .. وبن لادن نفسه وبدون أن يدري أثبت أهمية الديمقراطية و قيمتها لانه اضطر ان يخاطب الشعب الامريكي في محاولته التأثير علي هذه الانتخابات وهذا اعتراف ضمني ان السيد الحقيقي في أي بلد ديمقراطي هو الشعب وان الذي سيحدد الرئيس القادم للولايات المتحدة هو الشعب الامريكي وهو ما تفتقده منظمة القاعدة وجميع الدول العربية والكثير من الدول الاسلامية .. وهو اعتراف ضمني ان الديمقراطية وثقافة الانتخابات التي تبنتها أمريكا منذ أكثر من نصف قرن هي السبب الاساسي الذي جعلها أقوي دولة في العالم وجعل شعبها اكثر شعوب الارض رخاءا وقوة في نفس الوقت لأنه من يختار أقوي رجل في العالم .. هذا الرجل الذي يجعل تليفون منه ركب كل زعمائنا ومعظم زعماء العالم تتهاوي وقد يصيبهم هذا التليفون بالكوابيس والاسهال .. هذا الرجل يستجدي شعبه لكي يعيد انتخابه ولا يعرف مصيره بعد اربع وعشرين ساعة ..أما أن يظل أقوي رجل في العالم ويستمر في ممارسة دوره في بث الرعب في قلوب رؤساء الدول الاخري وفي نفس الوقت محاولة استجداء شعبه ليرضي عنه وعن حزبه ..أو ان يتقاعد ليبدأ في كتابة مذكراته.

هذه هي الحقيقة يا سادة وهذا هو النظام الذي جعل أمريكا أقوي دولة في العالم وجعل شعبها أقوي شعب واقتصادها اقوي اقتصاد وتقدمها العلمي اقوي تقدم وترسانتها العسكرية اقوي ترسانة وجواز سفرها هو حلم الملايين من سكان الكرة الارضية..

هذه هي الحقيقة يا سادة ولكننا نرفض ان نراها و نعترف ان الذي انتصر في هذا العالم خلال القرن الماضي وسيظل منتصرا في المستقبل المنظور ليس أمريكا في حد ذاتها وليس بوش أو ريجان او غيره من رؤسائها الذين يتغيرون كل عدة سنوات ولكنه النظام السياسي الذي تبنته أمريكا منذ قرنين والذي حول شعبا من المهاجرين والمغامرين من شتي الاجناس والاعراق و الالوان الي أقوي شعب في العالم ..النظام الذي ينتشر في العالم كله الا عالمنا التعيس .. النظام الذي لا يجعلنا نعرف من سيكون أقوي رجل في العالم بعد 24 ساعة لان الشعب هناك حر وهو الذي يقرر .. بينما اي رئيس عندنا يعرف قبل الانتخابات بعشر سنوات علي الاقل أنه الرئيس القادم لبلده الا ان تدخل القدر وقرر عزرائيل أن يتدخل .

ولنا في المهازل التي تحدث في عالمنا ونسميها انتخابات و آخرها ما حدث في تونس خير مثال .. فالجميع كان يستطيع ان يحلف أغلظ الايمان ان الرئيس بن علي سيكتسح الانتخابات ويحصد كالعادة اكثر من 90 % من الاصوات .. فالشعب كله سواء أراد أو لم يرد لا يري في رئيسه الحالي ألا أنه الاعظم و الافضل والاقوي و الاكثر موهبه وانه ان ذهب فسوف تنهار الدولة وتنضب السماء وتجف الارض وتصبح النساء غير قادرة علي الانجاب وقد يصاب الرجال بعجز جنسي .

ولنا في مرض عرفات خير مثال فالمقالات تدبج والمظاهرات تقوم وكأن غياب عرفات عن الساحة سيجعل القضية الفلسطينية تنهار وكأن الشعب الفلسطيني هو أعجز مثل باقي الشعوب العربية من أن يفرز قائدا قادرا علي ان يقوده .

هذا هو الفرق بيننا وبينهم ياسادة .. وهذا هو الفرق بين انتخاباتنا و انتخاباتهم .. وبين ثقافتنا وثقافتهم .. وبين مستقبلنا ومستقبلهم .. ولكننا نصر علي ان نغمض أعيننا حكاما ومحكومين .. قد أفهم أن يصم الحكام أذانهم حتي لا يسمعوا صوت الديمقراطية وصريرها في العالم أجمع حفاظا علي مصالحم وكراسيهم وثرواتهم .. ولكن ما لا يستطيع عقلي القاصر أن يفهمه لماذا تصر شعوبنا أن تغمض عيونها حتي لاتري ماذا تفعله الديمقراطية في الشعوب وكيف تحولها الي السيد الحقيقي علي ارضها .. وتصر أن تنظر الي الخلف وتبحث عن حلول أثبتت فشلها مرارا وتكرارا .. حلول تحول الشعوب الي قطيع ليس له الحق في ان يختار طريقه .. المشكلة أننا أدمنا ثقافة القطيع ,

وهذا ما جعل من يظن نفسه المنقذ لنا ولا يستطيع أن يعي ولا تعي شعوبنا معه الا انه لن يصبح أبدا أكثر من ان يكون راعيا للقطيع .. أن يوجه خطابا الي شعب حر سوف يمارس أقصي درجات حريته غدا محاولا التأثير علي هذا الشعب الامريكي الحر..محاولا التدخل في اللعبة الديمقراطية التي لا يؤمن بها ولم يمارسها هو وصحبه في يوم من الايام .. وقد يكون متوهما الان ومعه غيره من القطيع أنه عمل عملا مجيدا .. وهو لايستطيع أن يري ومعه من يؤمن به من القطيع أنه بخطابه نجح في شيء واحد وهو أن يوحد الشعب الامريكي كله وراء الرجل الذي سيختاره غدا بمحض ارادته ,, ليسوم القطيع وراعية وباقي القطعان في عالمنا سوء العذاب .

فليهنأ بن لادن وحكامنا ومثقفي ومروجي ثقافة القطيع بما سيجرونه علي شعوبنا الغلبانة المقهورة علي أمرها من مصائب .

أما الشعب الامريكي فلا يسعني الا القول أني أحقد علية لانه هو من يقرر من سيصبح أقوي رجل في العالم ولا يستطيع لا بوش ولا كيري ولا بن لادن أو غيره ولا اي محلل سياسي أن يقسم من سيكون هذا الرجل ..بوش أم كيري

ويجب ان نهنيء بن علي فهو قطعا يضحك عي كلاهما ومعاناتهما فهو كان متأكدا بنسبة 99.99% أنه الرئيس القادم لتونس ولم يكون خائفا من اي منافس ألا عزرائيل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستيف بانون.. من أروقة البيت الأبيض إلى السجن • فرانس 24


.. فرنسا: حزب الرئيس ماكرون... ماذا سيقرر؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. أوربان يزور أوكرانيا ويقترح وقفا لإطلاق النار للتعجيل بإنهاء


.. فرنسا: التعايش السياسي.. مواجهة في هرم السلطة • فرانس 24 / F




.. كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف الحرب في غزة حتى لو بقيت حما