الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين العين والمخرز . وبين الجلاد والشعب .. ؟

جريس الهامس

2011 / 5 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بين العين والمخرز وبين الجلاد و الشعب.؟
ألا يحق لنا أن نرتاح قليلا على حافة أدب الثورة والإنسان المنتصرلحرية شعبه وكرامته المهدورة في أنظمة الإستبداد والطغيان وحكم الفرد والعائلة والعشيرة والطائفة والإنتصار عليها بالكلمة الحرة وصرخة المستعبدين المذلين التي حطمت القيود والأصفاد ودمرت قلاع الظّلام وسجونهم التي أشادوا أنظمتهم بحمايتها لتسقط فوق رؤوسهم ...
لننسى قليلاً مشهد شلال الدماء البريئة ,دماء شبابنا وأطفالنا ونسائنا وشيوخنا التي تعطر تراب الوطن من درعا إلى ديريك والقامشلي إلى المعرة وإدلب والساحل السوري كله إلى حمص وحماة ودمشق وغوطتها وريفها وكل بقعة من بقاع الوطن الجريح .
.ومشهد الدبابة التي تصطاد عصفوراًبالرشاش هنا وبلبلاً بالمدفع هناك لأن الوحش الذي يقبع داخلها ليس إنساناً , بل كائناً يخشى من تغريد الحرية ومشاهدة كائن يدعى الإنسان يحمل رأساً جميلاً مشعاً بالفكر والعقل ويعشق الحرية والسلام ,,ويمشي على قدمين أيضاً ليبني حضارة جديدة واستقلالاً وجمهورية جديدين لم يسمع بهما وحش الدبابة في حياته ولا في دورات الأركان العامة التي تخرج منها لتمنحه كتلة نحاسية إضافيىة يضعها على كتفيه للزينة وحسب ... ولم يأنس هذا الوحش بعد لهذا الكائن ""الإنسان "" المنادي بفرح للحرية والعدالة والسلام والحياة وكلها طلاسم غيبية لم تدخل إلى عالم الغابة التي يعيش وحش الدبابة في ربوعها القبلية وتعيش في تلافيف دماغه ... وطبيب العيون أصيب بعمى الألوان ومرض الشيزوفرنيا ولم يعد يميز—الرئيس الأعمى -- بين دبابة ماهر وصحبه المرشديين ؟؟ التي تمارس هواية هرس أجساد الشهداء من شبابنا العزّل بعد اغتيالهم جيئة وذهاباً في الشارع العام كاّخر موكب حضاري أسدي في القرن الحادي والعشرين في شوارع المدن السورية شهده العالم كله من هواتف مصورين شجعان من شباب الثورة ...وبين موكب الملكة أليزابيت في شوارع لندن المعطر بورود الربيع وضحكات الطفولة البريئة ... ولهذا كله فدبابات ماهر وعصابته تسرح وتمرح على دماء شبابنا المسالمين . بعد أن سلمت أمن الجولان لإبن الخال رامي مخلوف الذي طمأن الجميع أن أمن العائلة الأسدية " المقدسة " من أمن إسرائيل الجارة الحريصة كل الحرص على سلامة إمبراطورية العائلة المقدسة وفق اتفاقات ودية مع بطل التحرير المغفور له الموّرث ..
وأعود للأدب الثوري عله يريحنا قليلاً بعد عناء شهرين ونيف عشنا فيها لحظة بلحظة مع معاناة شعبنا مع هؤلاء المجرمين السفاحين الذين لامثيل لهم في العالم .. العالم ودوله الكبرى المسؤولة الأولى عن تنصيب هذه العصابة على سدة الحكم في بلادنا والتعتيم عن جميع جرائمها منذ أربعة عقود ونيف ....
.................
قال الشاعر التركي الثائر على نظام الإستبداد وهو في زنزانته :
إذا قدّر ليديِ’ سفاح مجرم أن تطوّق بالحبل عنقي , فعبثاً سيشاهدوا في عيني اّثار الإستسلام ...
وقال الأديب اللبناني الكبير عمر فاخوري :
قالوا لنا العين لاتقاوم المخرز – دعوة للإستسلام – فقلنا لهم : عرف التاريخ دوماً صراعاً بين العين والمخرز ,, وفي كل مرة كان ينبت للعين ظفر وناب .-
(وأخيراً انتصرت العين وانتصرت الحرية على الإستبداد – تعليق شخصي (
أما الشاعر اللبناني خليل مطران الذي حارب الإستبداد التركي الهمجي بالكلمة وأرغم على مغادرة بلده إلى مصر الكنانة في نفس الفترة التي لجأ إليها الكواكبي وغيره من المفكرين والشعراء هرباً من جوؤر الإستبداد التركي . وحكم عليه بالإعدام غيابيا بعد إصداره ديوانه عام 1908 ... ومن أبرز قصائده الثورية التي يخاطب بها الجلاد التركي المجرم نقتطف هذه الأبيات :
شردوا أخيارها بحراً وبرّا .......... واقتلوا أحرارها حرّاً فحرّا
إنما الصالح يبقى صالحاً . ........ اّخر الدهر ويبقى الشر شرّا
كسّروا الأقلام هل تكسيرها ......... يمنع الأيدي أن تنقش صخرا
قطّعوا الأيدي هل تقطيعها .......... يمنع الأعين أن تنظر شزرا
أطفئوا الأعين هل إطفاؤها ........ يمنع الأنفاس أن تصعد زفرا
أخمدوا الأنفاس هذا جهدكم ........ وبه منجاتنا منكم ..فشكرا
وبعد ماذا ستفعلوا أكثر أيها الجلادون : .. بصمات جرائمكم في جميع المناطق والمدن السورية في الأدلة الجنائية الدولية ...نظامكم إنتهى إلى غير رجعة لن تنقذكم ربيبتكم إسرائيل وولية نعمتكم أمريكا ..غطرستكم وغباؤكم وولغكم في دماء الضحايا البريئة وحقدكم الأسود على شعبكم واستبدادكم .. حكم عليكم بالموت المؤكد : فلا تستطيعون الإنسحاب من المدن التي قتلتم شبابها وإغتصبتم نساءها ونهبتم بيوتها .لأنها تحررت من سيطرتكم وسيطرة حزبكم وعصابات مخابراتكم إلى الأبد ... ولاتستطيعوا مواصلة احتلالها أمام عصيان أهلها واستنكار شعوب العالم لجرائمكم . ومازالت مذكرات التوقيف بحق رؤوسكم قيد التنفيذ في مكاتب محكمة الجنايات الدولية عندنا في مدينة لاهاي أضيفت لها الجنايات الجديدة في سورية إغتيال أكثر من 1100 شهيد وشهيدة حتى الاّن واعتقال أكثر من سبعة عشر ألف أسير لاتتسع لها سجونكم عدا الاّلاف من المفقودين ...إلى جانب جناياتكم في لبنان ...
وإلى ثوارنا أبطالنا في سورية : ننحني أمام تضحياتكم ووعيكم ووحدتكم الوطنية الديمقراطية التي ستبني سورية الجديدة لجميع أبنائها وبناتها جمهورية برلمانية ديمقراطية ثانية في تاريخ سورية .كما نأمل أن تبنى وفق دستور ديمقراطي علماني مبني وفق مبدأ فصل السلطات وفصل الدين عن السياسة واستقلال القضاء وحماية الحريات العامة وحقوق جميع المواطنين المشروعة ... وإن غداً لناظره قريب . - المجد لثورتنا السورية المظفرة والخلود لشهدائنا الأبرار -- لاهاي –24 / 5








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية لإبن سوريا البار
علي السوري ( 2011 / 5 / 24 - 15:19 )
كلمات المناضل الاستاذ جريس الهامس، المضيئة، تنير طريقنا كما وانها تثلج قلوبنا الملفوحة بنيران الغضب على هذه الجرائم الفظيعة بحق اطفال وشباب ونساء وشيوخ ورجال بلدنا الحبيب. حقا ما كتبتَ، بأن الجلادين أضحوا عاجزين أمام هذا المد الشعبي الهائل؛ فلا بمقدرتهم الهرب ولا الثبات. حال هؤلاء الطغاة، مثلما حال المجرم المحصور داخل بيت يطوقه من يبحثون عنه من الأمن. ولكن في سوريا، فالمجرم والأمن هما حليفان على أهل البيت. فكم هي صعبة الحرية في بلد محكوم برعب الأجهزة الأمنية لأكثر من أربعين عاما، وبالتالي، كم هي عظيمة إرادة كسر هذا الرعب التي قررها معظم السوريين ولن يتراجعوا عنها حتى الموت أو النصر. وشكرا


2 - الأخ العزيز علي
الكاتب ( 2011 / 5 / 24 - 20:19 )
نعم . كم هي عظيمة إرادة كسر هذا الرعب التي قررها معظم السوريون ,, ولن يتراجعوا عنها حتى النصر .. شكراً لمرورك أخ علي . وسبق لي القول منذ اليوم الأول للثورة السورية بأنها المعجزة التي يصنعها شبابنا بصدورهم العارية وملحمة يكتبونها بدمائهم الطاهرة تجاوزت ملحمة هوميروس بكثير .. بتحطيمهم جدار الرعب والخوف وشراء الضمائر الذي تجاوز جدار الفصل العنصري الصهيوني ,, والذي جهد 14 فرع للمخابرات والتجسس تخرج أفرادها من مدجنة النازية الأسدية وأكاديميات البوليس المعادية للإنسان . على بنائه لحماية المافيا الأسدية وعصابتها .. سقط كله بسواعد شاباتنا وشبابنا وثورتهم السلمية واندحر الطغاة ودباباتهم أمام نداء الحرية والسلام والكرامة والوطن ..نعم انتصرت الثورة السورية مستقلة حرة بالإعتماد على النفس ولن تكون مرتهنة للدكاكين الحزبية العفنة وتجار الدين والسياسة.. لانها الحقيقة الضمير الوطني الغير قابل للتنازل - مع تحياتي ...


3 - معطر بورود الربيع وضحكات الطفولة البريئة
فؤاد النمري ( 2011 / 5 / 26 - 11:27 )
ستعطر الورود وضحكات الأطفال موكب الرفيق جريس عائداً إلى بيته قريباً في الصيدنايا وسنسعد بزيارته نتنسم تاريخ نضال الشعب السوري وشباب حوران الأبية فالحوارنة الأباة لا يركعون مثلما هم شيب صيدنايا
الحوراني/فؤاد النمري


4 - شهادة رفيق حقيقي
جر يس الهامس ( 2011 / 5 / 26 - 12:44 )
أعتز بها ماحييت يا رفيقنا وحبيبنا فؤاد شهادتك المعمدة بمياه الأردن والمعطرة بدماء شهداء حوران الأبية ،أثمن وسام على صدري .. وأهلاً بك في صيدنايا عزيزنا الغالي ..؟

اخر الافلام

.. حزب الله وإسرائيل.. تصعيد متواصل على الحدود اللبنانية| #غرفة


.. تقارير: إسرائيل استهدفت قادة كبار في أعلى هرم الهيكل التنظيم




.. جهود التهدئة.. نتنياهو يبلغ بايدن بقرار إرسال وفد لمواصلة ال


.. سلطات الاحتلال تخلي منازل مستوطنين في القدس بعد اندلاع حريق




.. شهداء بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة