الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع سامي كمال

سعدون هليل

2011 / 5 / 24
الادب والفن



مسحة الحزن في الغناء العراقي
حوار مع الملحن والمطرب سامي كمال

الحزن سمة من سمات المجتمع العراقي عموما ، اذ يمثل انعكاسا لواقعه المعيش ، والذي انسحب على كافة الفنون البصرية والسمعية خاصة الأغنية ، التي حملت معاناة وآلام الإنسان لتجد قبولا أكبر لدى المستمع كونها توافق أحاسيسه وتلامس مشاعره وبالتالي فإنها تعمل على تنقية النفس المتعبة من متاعبها وتوفر لها الراحة من خلال معايشة المستمع لمضمون الأغنية ومشاركته متاعبهم وبتلك المشاركة تخف وطأة الحزن والألم عن نفسه ولتسليط الضوء على واقع الأغنية العراقية كان لنا هذا الحوار مع الفنان المبدع سامي كمال الذي ترسخ اسمه في وجدان وذاكرة الناس من خلال صوته وألحانه العذبة .


• المتعارف عليه ان الأغنية العراقية تنضح حزنا ، وتحديدا في الجنوب ، كيف ترون ذلك ؟
_ ان أية أغنية لها منابع تنهل منها ، والأغنية العراقية تحديدا بالرغم من كونها متأصلة بالتاريخ العراقي الممتليء بالأحداث والأقوام التي مرت عليه وتركت هذه الأقوام بصماتها على الأغنية العراقية ، كذلك الحزن الشديد الذي خلفته فاجعة كربلاء والجور الذي تعرض له الشعب العراقي على مر الزمن وبالأخص الجنوب ، وتوالي السلطات القمعية ابان الخمسينات والستينات حتى سقوط النظام الفاشي الذي ترك ارثا كبيرا من المآسي نتيجة حروبه التي خلفت الآلاف من الأرامل والأيتام .

• مايزال تأثير الأغنية السبعينية مهيمنا على ذائقة المتلقي العراقي ، رغم ظهور العديد من الأسماء الجديدة ؟ ماهي الخصائص التي جعلتها تتوغل في الذائقة للفرد العراقي ؟

_ من الطبيعي ان كل أغنية تؤرخ للفترة التي ظهرت بها ، فنرى ان أغية السبعينيات وتميزها عن الأغنية العراقية الحالية هو بسبب انتعاش الجانب الثقافي برمته وبالتالي انعكس هذا الانتعاش على الأغنية ، أما الأغنية الآن فهي انعكاس للواقع الثقافي الحالي وهذا لايعني خلو الساحة الفنية من العناصر الجيدة مثل الفنان كريم منصور والفنان كاظم الساهر وماجد المهندس وحسن بريسم ومحمد عبد الجبار وغيرهم .

• تلك الألحان والأصوات الشجية ، هل هي ترنيمات يعزفها قصب الأهوار حين تهزه الريح أنصاف الليالي الشتائية قبل أن تنتقل الى حناجركم ؟
_ سبق وان قلنا عن منابع الأغنية العراقية وهذا مايؤكده كلامي من أن الريف العراقي بجماله وصدقه وناسه لهو خير نبع للأصالة والجمال ، وكما تعرف ان دور الفنان ومدى صدقه يعتمد على رؤيته لما حوله وهو يهضم جمال الطبيعة ويتحسس حتى النسمات من حوله .

• هل أضافت الغربة للفنان سامي كمال شيئا على صعيد الأغنية واللحن ؟

_ بالتأكيد ان الغربة بالرغم من مرارتها وقسوتها قد فجرت في داخلي الكثير نتيجة للحنين الجارف الى وجوه الأهل والناس والوطن فقد لحنت العديد من الأعمال وتعاملت مع العديد من الشعراء العراقيين والعرب وأسست فرقا غنائية عراقية وعربية مثل فرقة بيسان الفلسطينية وفرقة بابل العراقية وفرقة الضفاف وقبلها فرقة الطريق حيث كنت أحد مؤسسيها في اليمن الديمقراطية .


• الألحان التي ينفذها الفنان تعتبر جهدا ابداعيا كبيرا .. في الساحة العراقية لاتوجد حماية لحقوق الفنان ، كما ان هنالك سرقات كثيرة تحدث في الوسط الفني ؟ ما وجهة نظرك في الموضوع ؟ وهل تعرضت ألحانك الى السطو ؟

_ في الحقيقة لقد عانيت كثيرا بشأن موضوع السرقات حالي حال الكثير من الفنانين بسبب عدم وجود قانون يحمي الفنان ونتاجه من السطو على أعماله ، ومن الأعمال التي تعرضت للسطو هي أغنية ( رايح يارايح ) و ( بعدج زغيرة عالسهر ) و ( وأحبه وأريده ) و ( ولاتكول الحب ضاع ) وقد سمعت أخيرا من أحد الأصدقاء أن أغنية ( يابحر) هي أيضا قد سجلت بصوت لاأعرفه وأنا أفضل عدم ذكر أسماء الذين قاموا بسرقة ألحاني وهم معروفين لدى المتتبعين للأغنية واللحن العراقي .

• هنالك مطرب وآخر مغنٍ ؟ هل لحنتم للمطربين فقط أم للمغنين أيضا ؟

_ نعم لقد لحنت لمطربين ومغنين فالمطرب الذي يغني ويطرب المستمعين وينقلهم الى أجواء خاصة تساهم في بث الراحة والانتعاش في نفوس المستمعين والمغني هو من يؤدي الأغنية دون أن يؤثر تأثيرا حادا كما يفعله المطرب ولعلك تسأل لماذا اذن أنا لحنت للمغنين وللاجابة على هذا السؤال أقول أملا في أن أصنع من بعضهم مطربين متميزين .
• هل هناك جديد لدى الفنان سامي كمال في اللحن والأغنية ؟

_ في سنة 1994 تعرضت للاصابة بالجلطة الدماغية وترك هذا المرض أثره عليّ كمغن وملحن مما جعل خسارتي فادحة ولاتعوض إلا بوجودي داخل وطن ووسط أحضان ناسي وأهلي .

• كيف كان شعورك وأنت تطأ أرض بلادك بعد غربة طويلة . وكيف تلقيت خبر سقوط الطاغية ؟

_ كانت فرحتي لاتوصف حين سمعت بسقوط الطاغية وكانت أمنيتي أن يسقط النظام وأغني بينكم لكن سخرية القدر منعتني من هذا الحلم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في


.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء




.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق