الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر طفل معاق (1)

ريم ابو الفضل

2011 / 5 / 24
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة


حركةٌ هنا..وهناك.

خطى سريعة ...

أقدام تسبق أجسادها...

أفتح جفنيىّ..

لأجد أخوتى يرتدون ملابساً منمقة جميلة...

حول أعناقهم رابطة كم تمنيت أن أمتلك مثلها..

نفسها كل يوم..

أتساءل.........

لماذا لا أرتدى ما يرتدون؟؟

لماذا لا أذهب كما يذهبون؟؟؟

بينما يصحب استيقاظ أخوتى نشاطا وسعادة

الا انه دوماً ما يصحب استيقاظى تذمرا وضيقاً

حتى وإن نطقت العيون بما تخفيه الشفاة...

عندما ينصرف اخوتى..

تأتى لى أمى بثغرٍ باسم.

لتطمئن علىّ...

شفاك الله يا حبيبى....

دوما ترددها ...أكثر من اسمى

حتى مللتها..

وتنصرف......

لتحضر لى إفطارا..

تطعمنى ما تختاره لى..

وألبس ما تختاره لى..
(ليس فى لباسى كله رابطة عنق واحدة مثل اخوتى)

وأشاهد فى التلفاز ما تختاره لى..

لِم لا تسألنى؟

حتى ولو لم أجب..

يأتى أخوتى من الخارج..

يثرثرون مع أمى كثيرا..

تسعد بثرثرتهم..

اتساءل....

لماذا لا تثرثرين معى يا أمى؟؟

وتنتهى من ثرثرتها معهم

وتأتى إلىّ باسمة الثغر..

تطمئن علىّ...أو هكذا تظن

شفاك الله يا حبيبى..

بل.. ربما اعتقدت أن الله قد يكون شفانى منذ أن تركتنى‍‍‍‍‍‍ فى الصباح؟؟؟!!!

ربما‍‍‍‍‍..!!!!!

يجلس أبى مع أخوتي وأمامهم كتبا وأوراقا..

يتحاكون..

يتحدث أبى كثيرا..

يصمتون... ويستمعون

أتساءل.....

لماذا لا يتحدث أبى إلى مثل اخوتى وينثر أمامى أوراقاً؟؟؟

سأنصت له..

وإن لم أعِ..

وإن لم أفهم..

سأسعد به..

يأتى إلىّ أبى بعد انتهائه من محاكاة اخوتى...

يُربت علىّ ...

أكرمك لله يا بنى...

ذات يوم....

لم تذهب أختى كعادتها كل صباح

رأيتها راقدة فى غرفتها..

فرحت...

ظننت أن هناك من سيشاركنى يومى..

لكن...

زادت وحدتى..

فلم تطل علىّ أمى هذا الصباح..

ونسيت أن تأتى لى بالإفطار..

وظلت بجوار أختى تتحسسها وتعطيها شرابا بالملعقة.......

وتقول لها..

شفاكِ الله يا حبيبتى...

‍‍‍‍‍!!!!!!!

إنها تردد ما تقوله لى

لكنها....... تجلس بجانبها، وتحدثها..

ونسيتنى أمى تماماً..

حتى تنبهت على صراخى..

الذى دوما استخدمه للاعتراض..

للتمرد..

للتعبير عن الرفض......

لجذب جزء من اهتمامهم...

ليأتوا إلىّ...

.لا .....ليربتوا على كتفى..

لا ..ليعطونى الدواء..

بل ...ليثرثروا معى

ليظلوا بجانبى..

ليهتموا بى...

صباح يوم جديد.....

يبدوا أنني صحوت متأخرا...

فلم آراهم يسرعون الخطى..

ظننتهم قد خرجوا....

حزنت ..فقد فاتنى هذا العرض اليومىّ

حتى لمحت اخوتى..

لم يكونوا مرتدين أربطة العنق الجميلة..

بل ارتدوا حُللا جديدة أجمل...

يدس أبى فى ايديهم أورقا مالية..

ويتبادلوا القبلات...

هاهو أبى ايضا يرتدى حُلة جميلة...

وخرجوا جميعا....

أتساءل..

لم لا أخرج معهم مرتدياً مثلهم ؟؟؟

لِمَ لم يدس أبى فى يدى حتى قصاصة ورق؟؟؟

تطل أمى علىّ كعادتها.....

قالت....

شفاك الله يا حبيبى.....

قلت:

*أما جروح نفسى قد عو............دتها بلسم الرضا لتزولَ
غير أن السكوت عن جرح قومى......ليس إلا التقاعس المرذول َ

* الأبيات للشاعر محمد مصطفى حمام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا كشف التقرير السنوي لمنظمة -مراسلون بلا حدود- عن حرية ال


.. استشهاد الطبيب عدنان البرش إثر التعذيب بعد اعتقاله




.. الأمم المتحدة: الدمار في غزة لم يحدث منذ الحرب العالمية الثا


.. Thailand: How online violence and Pegasus spyware is used to




.. مداخلة القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في غزة حول تطو