الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة ((الاتحاد))ذكرى مشؤومة

الاتحاد

2004 / 11 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


تصادف اليوم، الثاني من تشرين الثاني، اكثر من ذكرى ومناسبة مشؤومة، عكست وتعكس اثرها المأساوي والكارثي على شعبنا الفلسطيني وعلى شعوب وبلدان المنطقة. ففي الثاني من تشرين الثاني عام 1917 صدر وعد بلفور المشؤوم في اطار مخطط معاهدة سايكس بيكو لوراثة الامبراطورية العثمانية المنهارة وتمزيق اوصال الشرق الاوسط بين وحوش المستعمرين، وخاصة الاستعمار البريطاني والاستعمار الفرنسي. ففرنسا وفق هذه المعاهدة بسطت نفوذها الاستعماري على سوريا ولبنان، اما الاستعمار البريطاني ففرض هيمنته الاحتلالية على كل من العراق وشرق الاردن وفلسطين اضافة الى مصر والسودان. والصهيونية السياسية التي نشأت حركتها في عهد الامبريالية وكانت منذ ظهورها ربيبة للامبريالية تتساوق مصالحها مع مصالح الامبريالية في مواجهة حركات التقدم والتحرر القومي. ومن منطلق هذا التساوق جاء وعد وزير الامبراطورية الاستعمارية البريطانية بلفور الى قيادة المنظمة الصهيونية العالمية "باقامة وطن قومي لليهود" في فلسطين، كسكين في خاصرة العالم العربي لتمزيق اوصال وحدته وكمخفر استراتيجي في خدمة المصالح الاستعمارية – الامبريالية ضد حركة التحرر الوطني العربية والشرق اوسطية في هذه المنطقة الهامة الاستراتيجية. وقد استهدف التحالف التآمري الدنس بين الاستعمار البريطاني والمنظمة الصهيونية العالمية ان يكون الشعب العربي الفلسطيني الضحية في تضييع حقه في الحرية والوطن المستقل وزرع البديل في استباحة الحق الفلسطيني والوطن. وبتآمر التحالف الثلاثي الدنس – الامبريالية والصهيونية وتواطؤ انظمة الخيانة الرجعية العربية معهما – كان وعد بلفور المشؤوم الخلفية وقاعدة الانطلاق التي قادت الى نكبة الشعب العربي الفلسطيني في الثمانية والاربعين، والى حرمانه من حقه في الدولة والوطن المستقل وتحويله الى شعب من اللاجئين في مختلف مواطن الشتات القسري في شتى ارجاء العالم. نكبة لا يزال جرحها نازفا حتى يومنا هذا واهلها لا يزالون يناضلون دفاعا عن حقهم في البيت الآمن المستقر والمستقل.

وشاءت الصدف والظروف ان تأتي هذه المناسبة المشؤومة هذا العام في نفس اليوم الذي تجري فيه الانتخابات في الولايات المتحدة الامريكية، للرئاسة وللكونغرس، وبين وعد بلفور المشؤوم واستراتيجية الادارة الامريكية كونيا علاقة كبيرة من حيث المدلول السياسي. فاذا كان الهدف الاستراتيجي من معاهدة سايكس بيكو ووعد بلفور اعادة توزيع مناطق النفوذ في الشرق الاوسط بين المستعمرين البريطانيين والفرنسيين واغتصاب الوطن الفلسطيني بالتنسيق مع الصهيونية فان استراتيجية الامبريالية الامريكية مبنية على سايكس بيكو اوسع بالهيمنة الامبريالية الامريكية شرق اوسطيا وكونيا بواسطة البلطجة العسكرية العدوانية العربيدة وبالتنسيق مع حليفها الاستراتيجي – اسرائيل الرسمية. فاحتلال افغانستان ومن ثم العراق وتهديد ايران وسوريا ولبنان يندرج في اطار استراتيجية عولمة الارهاب الامريكي المنظم. وبهذه المناسبة فاننا نؤكد انه لا يضيع حق وراءه مطالب.

والشعب الفلسطيني لا يزال واقفا على رجليه ولن يستريح الا بعد ان يفرش بيته الآمن والمستقل. ونتمنى لجورج دبليو بوش السقوط في الانتخابات وتخليص الشعوب من جرائمه الارهابية.

(الاتحـــــــــاد)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة