الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوهن المزمن في السياسي الكردي

عدنان الداوودي

2011 / 5 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عدنان الداوودى
الوهن المزمن في السياسي الكوردي ............
دخلت السياسة الى الفكر الكردي متاخرا كما كانت الحالة عند الامم الاخرى المتاخمة لكردستان , و عند ظهور بوادر السياسة كانت الخطوة الاولى التي خطاها في علوم السياسة خاطئة .
فمنذ نهايات القرن التاسع العشر بداء و صعودا الى بداية السبعينات , كان السياسي الكردى شارد الذهن فارغ المحتوى في احيانا كثيرة , خجولا في دعواته , و مناضلا و سياسيا بارعا و مطالبا بحقوق غيره من الامم ناسيا سواء ان كان اجباريا ام اختياريا حقوق امته في الحرية و الاستقلال غارقا في مناقشاة عقيمة و بلا قيمة من الجدالات السقيمة .
كان السياسي الكردي المنسلخ من العباءة اقاجارية او من الطربوش العثمانى منذ البداية لم يكن اكاديميا و متمتعا بالنضوج السياسي و الفكرى كحال غيره من ابناء الامم المسيطرة على كردستان , فكثيرا من السياسيين من الامم المسيطرة على كردستان كانوا كردا اقحاح الا انهم وظفوا دهائهم و فكرهم في سبيل توحيد امة و بقا امتهم في شقاق , و بالتالي اللذين خاضوا السياسة في سبيل الامة الكردية كانت دعواتهم تاتي بعباءت دينية و مذهبية فكانوا وقودا في معارك طاحنة لحروب لا تاقة لهم فيها و لا جمل ,
و عندما بدات المواجهات الحقيقية بين الكرد و الامبراطوريات المسيطرة على كردستان كانت المواجهات منذ الشرارة الاولى محسومة لصالح المقابل كونه متسلحا باخر التقنيات العسكرية ناهيك انه يحمل الراية الدينية و يعتبر حاميها بغفلة من كثير من الكرد كونهم لا يعرفون انهم حراميها .
ففي بداية القرن العشرين كان كثيرا من الكرد حملوا السلاح و تحملوا الصعاب فذهبوا نحوى الشعيبة و يقاتلون الانكليز و كلهم قناعة بانهم على صواب و يدافعون عن دينهم , فكانوا في وهن من الايمان و لايعلمون انهم يدافعون عن جلاديهم العثمانيين , فاصبحوا ضحايا سذجهم , فبعد انهيار الامبراطورية العثمانية , و سحق الحركات و المطالب الكردية , وعى الكرد و عظوا على اصابعهم ندما , يوم لا ينفع الندم .
و بعدها في كردستان العراق ظهر سياسيون كرد ولاكنهم كانوا موظقين في الحكومة العراقية , و بحكم وظائفهم و مخالطاتهم مع سياسيون عرب , كان دعواتهم لتحرير الكرد دعوات خجولة , فما كانوا كرماء لحد مطالب الانفصال عن الوطن الكل بل كانوا يطالبون بالمساواة و يبكون على الاخوة العربية الكردية و لم يستلموا الجواب الشافي من المقابل بل كل ما كانوا يلاقونه الاتهامات بالزندقة و الكفر السياسي ,
و ها اليوم فكثيرا من السياسيين الكرد في بغداد , كنا نراهم متحمسين لتحرير كردستان و انشاء دولة كردية عندما كانوا شبابا فبعد ان دب الوهن في عظامه يجعل من دولة كردية حلما غير قابل للتطبيق و ينادى بوضع الحقوق التاريخية و الجغرافية لامته فوق الرفوف و تركه للاجيال لاحقة في رحم الغيب و يتباكون على وحدة العراق بحرقة و بالم اكثر من الاخرين من العرب , فنراهم متحمسين لعراق موحد تحمسا اكبرا من العرب العراقيين .
فيا ترى ماهي سبب هذا الوهن المزمن في السياسي الكردى اللذي لا يعلم ماذا يريد . فحتى الامس كان يطالب بحق تقرير المصير للشعب الكردي و اليوم ينسى ذاللك الشعار البراق و يطالب بوحدة الاراضي العراقية .
فحتى الشعب العراقي بشقيه السني و الشيعي و اللذان لا يتحدان الى يوم الدين يبقون في شقاق . فكيف يكون بالكوردي ان يتحد مع عربي برضاه , خطاء ارتكبها الانكليز في سابق العهد , و بسبب تلك الخطاء الخطيئة سالت انهار من الدماء . فلماذا تبقى العراق موحدا و يبقى الوهن ينخر في فكر السياسي الكردى و لا يطالب و بملىء فمه الاستقلال و الابتعاد عن الفللك العربي , و الى متى يبقى ذالك السياسي الزنيم يدافع مستميتا عن وحدة العراق و عن اتحاد العراقيين اللذين هم بالاصل شعوبا و قبائل ليتعارفوا لا ليتوحدوا , مع علمهم المسبق بان ذاك الوحدة سيظل ينخر في جسم الشعوب العراقية و تبقى نزيفا مستمرا حتى موت الجميع .
اتعجب من ذاك السياسي الكردي الذي يبكي و بحرقة على الشقاق الحاصل بين السنة و الشيعة و الذي يصرح و يقول بملىء فمه ان العداوة بين السنة و الشيعة من دسائس الاعداء و الغرب و يعلم يقينا بان السنة و الشيعة ولدا من رحم الاسلام الحقيقي و تغذى من حليب صدرها النقي البدائي يوم لم يكن هناك غربا و شرقا بل كان هناك بني امية و بني هاشم القاعدتين الاساسيتين لفكر و نشر و وحدة و تمزيق الاسلام .
و السلام ..................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا