الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مباديء اوباما مردود للمناورة الفلسطينية المستقلة:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 5 / 25
القضية الفلسطينية


لقد كان متوقعا ولم يكن مستغربا ان يحول خلافات الرئيس الامريكي معه الى خلافات مع اطراف امريكية داخلية هي الايباك والكونغرس, بهدف الضغط على الرئيس الامريكي حتى لا يمارس ضغوطا على الكيان الصهيوني, ولم يكن غريبا من الرئيس الامريكي محاولة تفادي الصدام مع هذه الاطراف وهو على ابواب حملة اعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة لفترة ثانية, غير ان تمسك كل من نتنياهو وباراك اوباما _بالمباديء_ التي اعلنها كل منهما يعيد التاكيد على استمرار الخلاف, رغم محاولة كل منهما الابقاء على شعرة معاوية العلاقة بينهما.
ان لعب الرئيس الامريكي باراك اوباما على كلمات خطابه امام الايباك في محاولة منه لامتصاص نقمة هذا اللوبي المؤيد للكيان الصهيوني لا ترتقي في قيمتها ووزنها السياسي, الى مستوى القيمة والوزن السياسي لخطابه الذي وجهه للعالم, والذي في رد الفعل العالمي عليه لقي تاييدا وترحيبا, واعتبر بمثابة موقف مكافيء للمواقف الاوروبية. وحتى في خطابه امام الايباك فان اوباما لم يتراجع عن تحديده_ المبدئي_ عن اعتبار حدود عام 1967م مرجعية ومنطلق لعملية تفاوض, تستهدف ترسيم حدود بين الدولتين.
بالنسبة لنا كفلسطينيين ليست مهمتنا الدفاع عن اوباما في صراعه مع الادارة الصهيونية او الايباك او الكونغرس الامريكي فهذه مشكلته, فما قدمه في خطابه لا يرقى اولا للطموح الوطني الفلسطيني, وهو ثانيا لا يزال على قدر كبير من العداء للمحاولة الفلسطينية لاستعادة حقوقنا القومية, وهي حالة عداء موضوعية ليست بدافع ثقافي بل بدافع سياسي منطلقها حرص الادارة الامريكية على المصالح القومية الامريكية وعلى امن وتفوق الكيان الصهيوني باعتباره الاداة الرئيسية من بين الادوات التي تحافظ عليها في الشرق الاوسط,
لذلك فان القول بوجود متغير في الموقف السياسي الامريكي انطوى عليه خطاب اوباما لصالح الفلسطينيين, لا يعني التسليم للادارة الامريكية وتوكيلها بادارة الشان الفلسطيني, ولا يعني دعوة لالغاء الصراع ضد باقي سيئات وسلبيات النهج والموقف السياسي الامريكي, فالاشارة الى تحديد حدود عام 1967م كمرجعية ومنطلق لعملية ترسيم حدود بين دولة فلسطينية والكيان الصهيوني, انما يتم على طريقة برنامجنا التليفزيوني عالمكشوف وقول ماهر شلبي اذا كان هناك انجاز سنسلط الضوء عليه, فليس من سلامة المنهجية السياسية دفن القليل الايجابي في الكثير السلبي, بل علينا فصل الايجابي عن السلبي والتمسك به والبناء عليه, فكيف اذا كان الايجابي من هذا المستوى؟
بهذه الحدود وفي اطار هذا الهامش نختلف مع كتابنا الذين قيموا ثقافيا خطاب اوباما فقارنوا حجم استجابته السياسية لحجم المطالب الثقافية الوطنية الفلسطينية, فلم يروا في الموقف الامريكي متغيرا ولا مستجدا, علما انه انطوى على مستجد جوهري, وحتى نعرض لهذا المستجد فاننا ننصح المهتمين بالعودة لقراءة تقرير لجنة ميتشل الذي صدر بعد مؤتمر شرم الشيخ والذي كانت قرائته للصراع الفلسطيني الصهيوني تتاسس على مقولة ( شعبان أبيّان يتشاطران أرضاً وقدراً. ولقد أدت مطالبهما المتنافسة وخلافاتهما الدينية إلى نزاع طاحن، ومثبط للعزيمة، وينزع عن البشر صفتهم الإنسانية. وبإمكان الشعبين إمّا مواصلة النزاع أو التفاوض لإيجاد سبيل للعيش جنباً إلى جنب بسلام.) وايضا القول ( رغم تاريخهم الطويل وشدة قربهم من بعضهم البعض، يبدو أن بعض الإسرائيليين وبعض الفلسطينيين لا يدركون إدراكاً كاملاً مشاكل ودواعي قلق بعضهم البعض.)
ان هذه القناعات الثقافية كانت حتى خطاب اوباما الاخير موجه المنهجية السياسية الامريكية في التعامل مع الصراع الفلسطيني الصهيوني, ورغم ان التقرير يشير الى الوجود الصهيوني في الضفة والقطاع باعتباره حالة احتلال, الا ان هذه الاشارة كانت تحكمها هذه الرؤية الثقافية, لذلك لم غريبا ان تقدم صورة للصراع اقرب ما تكون لحالة حرب اهلية منطلقها النزاع الطائفي, ولم يكن غريبا وهذه الحال ان يمنح بوش الابن رسالة تعهد لشارون بعدم العودة لحدود عام 1967م,
ان خطاب اوباما في تحديده حدود عام 1967م كمنطلق ومرجعية تفاوض اسقط هذه الصورة الثقافية, ليحل محلها الصورة الثقافية لصراع التحرر الوطني ضد الاحتلال, وبذلك اسس لصورة ثقافية جديدة معتمدة كموجه لمنهجية التعامل السياسي الامريكي مع الصراع, ولم يقف الامر عند هذا الحد, فان خطاب اوباما اسقط ايضا المحاولة الصهيونية لعزل وحصار الدولة الفلسطينية داخل اطار اسرائيلي ومحاولة تحويلها الى حالة حكم ذاتي, حين اسقط المطلب الصهيوني في الوجود العسكري في الاغوار,
ان هذه العناصر من خطاب اوباما هي التي ندعوا لقبولها والتمسك بها, والصراع ضد العناصر الاخرى السلبية, علما انه لا يجب ان ننسى ان هذا الخطاب الامريكي ليس ملزما في كل بنوده للطرف الفلسطيني, فهو ليس بالاتفاق مع الطرف الفلسطيني ولم يقدم كرزمة, بل هو اعلان مباديء امريكي ملزم للجانب الامريكي فحسب, من حقنا ان نختار منه ما يناسب مصالحنا ومطالبنا الوطنية.
للقراءة السابقة قلنا في مقالنا الاخير, نعم لخطاب اوباما ونعم لاتجاه الجمعية العامة, وذلك لادراكنا ان التحرر الفلسطيني لا يجب ان يرتهن الى مسار التفاوض المباشر فقط, وليس هناك اصلا ما يلزم الطرف الفلسطيني بعدم اللجوء الى مسارت موازية لمسار التفاوض المباشر, لذلك نجد الطرف الفلسطيني يعلن انه لن يعلن الدولة الفلسطينية من جانب واحد. وحتى هذا الاعلان لا يمنع ان يعترف العالم من خلال الجمعية العامة للامم المتحدة بالدولة الفلسطينية على حدود 1967م, فهذا موقف عالمي لا يحكمه الطرف الفلسطيني كما انه ليس اعلان فلسطيني من جانب واحد.
ان طريق الانتصار ليست رهن التصريح الثقافي بل رهن ما تجسده المنهجية السياسية من انجازات موضوعية في الواقع, ولا اظن ان المتغير في الموقف الامريكي كان اراديا وتبرعا من الادارة الامريكية بمقدار ما كان نتيجة التضحية والصمود الفلسطيني,
ان المنهجية السياسية الفلسطينية التي بدأت المسار الذي اوصل لهذه النتيجة بدات قبل الانتفاضات الشعبية التي تجتاح المنطقة, ولا يعني ذلك انكارنا دور هذه الانتفاضات في تسريع وتائر الوصول لهذه الانجازات, غير ان انكار حقيقة ان القيادة لفلسطينية بدأت المسار منذ قرارها وقف عملية التفاوض ومنذ جولة الرئيس محمود عباس في امريكا اللاتينية وتوالي الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية, انما يمثل انكارا لوجود الذات الفلسطينية وجلدا لها في نفس الوقت وتعبيرا عن عدم ثقة بالذات الفلسطينية. لذلك وعوضا عن الرهان على عبد الناصر, وصدام حسين, رحمهما الله, وعوضا عن الرهان على السيد حسن نصر الله والرئيس بشار الاسد, وعوضا عن الهان على ان تتطور الانتفاضات الشعبية الراهنة الى اداة تحرير لفلسطين, علينا ان نراهن على قدرات القومية الفلسطينية ووزنها الجيوسياسي في الصراع العالمي,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الكندية تعتدي بالضرب على متضامني غزة


.. طفلة فلسطينية تتلقى العلاج وحيدة بعد فقدان معظم أفراد أسرتها




.. بايدن يصر على خوض السباق الانتخابي رغم الأصوات التي تطالبه ب


.. -سأهزم دونالد ترامب مجددا في 2020-.. زلة لسان جديدة لبايدن |




.. في أول مقابلة بعد المناظرة.. بايدن: -واجهتني ليلة سيئة-