الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة في مفردات العالم السيمفوني وتحقق الإنسان

علي شكشك

2011 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


في المناخات الاستثنائية التي تنتشي بها آفاق آمالنا وعلى إيقاع نبض الإنسان العربي الذي وجد لغته وصرح بها كما اشتهى مع شعاع الشمس وفي حراسة القمر في الشوارع والهواء الطلق كأنما يرسل رسائله للكون ويرسم معه حالة وجد يلتحم فيها الإنسان بمفردات المشهد العظيم، ولا يكتفي بالبيانات المكتوبة أو الآهات المكبوتة، هكذا يعلن أنه يستحق مثل طائرٍ محلق أو نجمٍ بعيد أو شجرةٍ تعانق الندى وأرصفةٍ تتعرى وكالهواء يذوب بحرية الفضاء، هكذا أطلق صوته ليعزف عليها أنشودتها الناقصة حين لم يحاول حتى الآن اكتمالها به انتشاءً ببديع حرية الخلق كما انطلاقة الأجرام والطير والسحاب والرمل في الصحراء فليس إلا الإنسان هو الذي يمارس القهر ويقمع الهواء، كما يخدش الانسجام.
فكما تتماهى الإلكترونات مع حريتها وتمارسها كما تمارسها الأفلاك دوراناً وانطلاقاً وانتشاء، وكما تميل الأغصان تيهاً حين تغسلها الرياح حتى يكون صفيرهما إعلاناً عن تمام الوجد وفيض نشوة الخلق والابتهاج، وكما الرياح تلاقح السحاب لينسكب منهما ماء سرّ الحياة، وكما تنتشي حبة الضوء باليخضور وينجبان قوت الكائنات، فإذا كانت أجسادنا تقتات الضوء في أصل الأسباب والمسميات فكيف بأرواحنا لا تداعب نورها وهي "من أمر ربي" والمشكاة، وهي التي فيها تذوب الأشياء ولا يحدّها حدٌّ ولا يوقفها سدٌّ ولا يقيّدُها قيدٌ ولا تُقاس بمقياس، وهي التي تفوق الضوء ضوءاً وتتجاوز مفاهيم المكان والسرعة والزمان.
فكيف يكون الأمرُ حين لا ينسجم الإيقاعان، إيقاع أشواق الروح والنفس وما تشتهيان من الحرية والعدل والكرامة وإيقاع السياق والهواء والمحيط، حينها يقع الأول في ضيق الإيقاع الآخر، ويكون لابدّ من خيار، إما قمع الإيقاع الأول ليخضع لإيقاع القمع فيكون الامتهان والعبودية والمعاناة حيث يتوجب تضييق ما لا يمكن تضييقه الأمر الذي يفرز حالات العبودية في التاريخ وجلّ تداعياتها المشينة على النفس والجسد والفكر والمجتمع والنمو والإبداع، وإما الثورة على الإيقاع الثاني الذي يحاصر الأول ويقمع شوقه ويصرّ على اعتقال الروح والأشواق وحينها يكون الانعتاق ويكون الانسجام، وحينها فقط تكون المصالحة قد استوفت ذاتها في مفردات العالم السيمفوني وتحقق الإنسان، وهو المسعى الأول له مهما وأينما كان، وهو الذي يفسر المشترك الإنساني العام وميله لنبذ الظلم والتضامن مع قضاياه، وهو في الوقت الذي يحقق التوازن المرجوَّ للمظلوم فإنه وبنفس الدرجة يوازن ويكامل ذاتَ الناصِر المتضامن الإنسان ليكون هذا إضافةً إلى صلح المفردات التام وإنجازاً وشهادةً على عبقرية الفعل وتسامي الفاعل، تماماً كما تصالح فيتوريو مع ذاته وانسجم مع قضيته حتى الانعتاق، لكي يبقى إنساناً كما قال هو ذات مذاق، وكما يقول العارفون: "من ذاق عرف ومن عرف غرف".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا