الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأديان ما بين العقل والعاطفة .. ؟

مصطفى حقي

2011 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية




الأديان تعود إلى
آلاف من السنين الماضية و ختامها الدين الإسلامي الذي تجاوز الألف
والأربعمائة عام ، حيث تبدلت المفاهيم ، والأشــياء إلى تبدل جوهري
وبالأخص أمام العلوم ، والمخترعات الحديثة ، فما كان يمكن تصديقه
واستيعاب العقل له في تلك الأزمنة الغابرة البسيطة في كل شيء لم يعد له
مكــان في هذا الزمن المبهر بعلومه العقلية المادية ، ناسفاً أساطير
تعتمد على حمل وحث العاطفة على ارتقاء العقل وقولبته بروحانياته عبر خيال
، وأحلام تناشد الإنسان البسيط وغير المثقف على تبني تلك الروحانيات
وبعاطفة جياشة تدفع إلى البكاء بل يدخل الاعتقاد بالإنسان البسيط وبدافع
تلك العاطفة يدفع روحه رخيصة في تلك المعمعة كاستشهادي وانتحاري في سبيل
عقيدته وهو مؤمن أنه فور توديعه للحياة سيكون في جنة الحواري والغلمان
وأنهار خمرة الجنة المعتقة .. ان الدافع لهذا الجنوح الاعتقادي هو
نتيجة ثقافة روحية ضحلة ، وعاطفة شباب في سن المراهقة حيث التيار
العاطفي يلعب بمشاعرهم ويسيرهم الدعاة الروحانيون ، وبســهولة إلى
الاعتقاد وحتى الموت ، وبالتلاعب بالعواطف وبتحفيظهم مقولات وآيات
ترداداً وبصماً ببغائياً مع هز أجسادهم ، ورؤوسهم إلى الأمام والخلف ،
وامتناعهم عن طرح أي سؤال ’ لذلك يربأ الدعاة الروحانيون عن الدعوة
العقلانية ،بل يرفضون العقل ومنطق العقل في حواراتهم درجة تكفير
العقلاني كالسؤال الذي يطرحه أي عاقل ، وهو تعاطف الله مع فئة معينة من
الناس دون الآخرين أي أن يفرق الخالق بين مخلوقاته وبإرادته كمثل يهدي من
يشاء ، ويرزق من يشاء وهل هذه عدالة إلهية ، وإذا أراد أن يهلك قرية
أمر مترفيها ففسقوا فيها .. فما ذنب سكان القرية الأبرياء من أطفال
ونساء ...... سيقف الدعاة في عجز عن الإجابة المقنعة سوى تكفير السائلين
...! وفعلاً حرّم الفقهاء في بداية القرن الثالث الهجري العقل
والاكتفاء بالنقل عن طريق حجر العقل وإرسـاله في رحلة طويلة لم يزل
يستمتع بها حتى تاريخه والعالم الإسلامي يتخبط في روحانيات استسلامية
قدرية ، ولـم يفكر أي منهم غن العقل والتفكير قد خص به الإنسان دون
المخلوقات الأخرى ليستعمله في مسار حياته لا ليكبله ، ويهمله ، وإلا لكان
الإله لم ينعم على البشرية بنعمة العقل ، وسلبها منه وجعله في مصاف
البهايم والحيوانات ، ولذلك وبإبعادهم الفكر والتفكير يضعون كل شيء على
كاهل الإله ، إنشاء الله ، وإذا أراد الله ، وبمشيئة الله ، والنجاح
والتوفيق والشفاء ، والوصول بالسلامة على الله ، ومهمة العبد اداء
الصلاة بمواعيده والذهاب إلى عمله ، قراءة القرآن في فراغه . والدنيا
متاع مثنى وثلاث ورباع .. ثم الرضوخ لأولياء الأمر وتقبيل أيدي
الشيوخ والسجود للحاكم والتوكل على الله حتى في قضاء حاجاته وترك أمور
الدنيا للخالق ، ولـكن الذين امتطوا قوة العقل لا يمكنهم تقبل المنطق
الروحي بخرافاته البدائية الأسطورية والذي يشمل مايزيد على 80% من
هذه الشعوب والمتعلقين بتلك الوراثة الاعتقادية وبعيداً عن المنطق
والحقيقة متلبساً هذا الإنســـان ذو التفكير البدائي البسيط ومازال ،
وبرغم هذه النهضة العلمية المذهلة في العالم والتي قلبت المفاهيم
البدائية رأساً على عقب ، وأقتطف جزء من مقال الكاتب جريس سالم
بقاعين من مقال منشور له في الحوار التالي : الإنسان، لا الدين، هو الحل
والإنسان، لا الإسلام، هو الذي بيده مفتاح التغيير.
الإنسان. ذاك القادر على التفكير.ذاك القادر على الإبداع والتنوير.
ذاك القادر على أن يغير ما بنفسه إذا أراد.
الإنسان الحر.
الإنسان العقلاني.
تمعنوا في الكلمتين هاتين "حر، وعقلاني".
تمعنوا فيهما جيداً......
و آخيرا لايسعني الا أن أترحم على شاعر الفلاسفة و فيلسوف الشعراء ابا
العلاء المعري و الذي قال:
أيها الغر ان خصصت بعقل فاتبعه فكل عقل نبي
أفيقوا أفيقوا يا غواة فان ديانتكم مكر من القدماء
اثنان أهل الارض: ذو عقل بلا دين و آخر ديّن لا عقل له (انتهى) حر
وعقلاني هذه الصفة هي التي تميز الإنسان الآخر العبد ومن لايملك عقله ،
فإن منهاج تلقين العقيدة الدينية يتطلب مستوعباً مستسلماً لذلك التلقين
الروحاني الذي عليه ذان يستوعب العقائدالدينية باستسلام وقدرية وعدم
السؤال والتساؤل تحت طائلة الاستنكار الشديد الذي يصل إلى درجة تكفيره ،
بينما تلقين العلوم الفعلية المادية ، فالعقل هو أساس التوجـه والتوجيه
والسؤال ،والتساؤل والمدخل الرئيسي للحوار الذي هو أساس الحوار
الديمقراطي ، والذي هو السبيل لمناهج التعليم الحديثة فالإقناع العقلي
هو الإساس في استيعاب العلوم , فالملقن الديني يكـون بسيطاً ابتداءًً من
مخزونه الثقافي الضحل في ميدان الآيات والأحاديث ومــلء العقول المستسلمة
لذلك المنهاج المسيطر على الشخصية ( الحرية) وعلى العقل ، بينما تلقين
وتدريس المناهج العقلية العملية يكـــون بواسطة مدرسين ذوي اختصاص كل في
مجاله العلمي وطوال سنين من التحضير والتأهل عبر مدارس وكليات وجامعات
متخصصة وفي نطاق عريض من الحرية والعقلانية ، واعطني حريتي واطلق يدي ،
ولتنطلق شعوب الإنسان الحر والعقلاني ، وبعقلانية وليهنأ أبوالعلاء
المعري في قبره وهو يردد : أيها الغر إن خصصت بعقل فاتبعه فكـل عقل نبي
؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صدقت يا حقي
كوريا الرابن ( 2011 / 5 / 25 - 08:22 )
المشكلة هي ان الاستسلام للاديان والوعود التي تمنحها للبشرية اسهل بكثير من التفكير الجدي اللذي يتطلب الكثير من الجهد والعناء لتطوير حياة الانسان.0


2 - ليعتقدوا ويعبدوا ما شاءوا...... ولكن
هرمز كوهاري ( 2011 / 5 / 25 - 13:39 )
نقول لهم إعتقدوا وإعبدوا ما شئتم ولكنكم لا تفرضوا إعتقادكم على غيركم ، هذا هو المهم .


3 - تحية وتأييد إلى : مصطفى حقي
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 5 / 25 - 14:00 )
كالعادة يعود إلينا الأستاذ مصطفى حقي بحقائق وتحليلات منطقية صادقة, لو نسمعها ونطبقها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية التي التزمت بالعد ألتخلفي, واختارت التزمت والتعصب والزبيبة واللحى والنقاب والحجاب والعودة إلى عتمة العصور الحجرية وما قبل. بدلا من الالتحاق بالعلم والاكتشافات العلمية والجمال والنور والأسـرة الإنسانية.
لما وصلنا اليوم إلى ما وصلنا إليه من جهل وعتمة وجهالة وجمود مخيف.
الأديـان وتجارها لم تجلب لمجتمعاتنا, سوى التراجع والقوقعة والتفرقة والتمزق.. وخدمة السلطان وطاعته..
يا أستاذ مصطفى.. هذا المقال الصادق لن يجلب لك ـ مع الأسف ـ سوى الشتائم والمتاعب.. لأن شعوبنا ترفض وتكره وتعادي كل حقيقة حقيقية...
ولك مني كل التأييد والصداقة وتحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة




4 - مطلبنا مجتمع حر
عزيز محمد ( 2011 / 5 / 25 - 19:58 )
عزيزي الكاتب مقال رائع واكيد يلقى استجابة وتفاعل من العديد من المتنورين والذين يستخدمون عقولهم وليست العواطف المقولبة ونقول للاسلاميين شيوخ او جماعات عليهم ان يحذوا حذو اصحاب الديانات الاخرى السائدة في بلدانهم فهم لا يفرضون اي ارهاب فكري او اجتماعي او جسدي على المخالفين لهم اذا اراد احدهم ان يبقى في المسجد 24 ساعة ليبقى ولكن لادخل له بي ان ذهبت او لا كما يحدث بالسعودية يساق الناس بقوة العصا للمساجد ان اراد ان يصوم العام كاملا فليفعل ولكن ليس من حقه ان يفرض ذلك على الناس الخ عزيزي هنا المشكلة مع الاسلاميين يريدون فرض افكارهم وصورة المجتمع الذي يبغونه بالقوة فلم نسمع بالديانات الاخرى ان كاتب قد قتل لانه لا يؤمن بالمسيحة او اليهودية ولكن المسلمين فعلوا لم نرى الكنيسة او الكنيس اليهودي تدخل لمنع كتاب لانه مخالف للمسشيحية او اليهودية ولكن المسلمين يفعلون وان اردنا ان نعدد سنعدد العشرات من الامثلة هل يجروء المسلمين من الشيوخ او الجماعات بالتوقف عن اشكال الارهاب بالتأكيد لا لان حينها ستجد الناس يخرجون من دين الله افواجا


5 - تحية
ياسر الحر ( 2011 / 5 / 25 - 20:14 )
اسلوبك وتحليلاتك رائعة كالعادة سيدي نرجوا مواصلة المشوار للتنوير


6 - اشد على يدك
على سالم ( 2011 / 5 / 26 - 05:41 )
الاستاذ مصطفى بالطبع فانى اشد على يدك ,ولكن القليل سوف يقتنع بطرحك العقلانى ,العقول الاسلاميه للاسف قد تشكلت وتقولبت ويساعد على ذلك الجهل والخواء الفكرى وايضا هيمنه رجل الدين المنافق اللص ,انها ازمه العقل العربى والذى توقف نموه لااكثر من الف عام ,حقا انها معضله صعبه


7 - عزيزنا الأستاذ مصطفى حقي المحترم
ليندا كبرييل ( 2011 / 5 / 26 - 09:47 )
فعلا أستاذ كما تفضلت يستغلون الشباب ، ويلعبون بعواطفهم ، هل رأينا انتحاريا متقدما في العمر ؟ رأيت برنامجاً عن المدارس الدينية في أندونيسيا ، الطلاب أستاذ مصفوفون متل سيخ المشوي واحد أدام التاني ، وهم يحفظون القرآن بصماً ببغائيا مع هز أجسادهم ، وانظر بقا راس طالع واللي أدامو راس نازل طوال فترة البرنامج ساعة زمان ، وكلما وصلت الكاميرا لأحدهم تفانى في حركة رأسه إلى الأمام والخلف مع استراق نظرة للمصور أنو صورتني ولاّ لأ ؟ وقد سألت شخصاً يتكلم العربية بشكل جيد عن الحضور الشيعي في هذا المجتمع فسألني ما معنى شيعة ؟ قلت : شيعة شيعة ، شيعة علي ، أجاب لا أعرف ، أعرف عندنا الأحمدية ، قلت حدثني عنها أجاب والله لا أعرف ، هؤلاء خارجون عن الإسلام لماذا ؟ لا يؤمنون مثلنا . إنهم لا يفهمون الإسلام ، ولا يعرفون شيئا عن معتقدات الآخرين، وقد استغرب أن أعرف كل هذه المعلومات عن الإسلام ، أجبته : لك الحق الذي لا يعرف شيعة علي سيظن الآخر فهلوياً بمعرفته شكرا لك وأرجو أن تكون أمورك بخير في ظل الظروف الراهنة


8 - عودة إلى مقال الأستاذ مصطفى حقي
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 5 / 26 - 11:01 )
من المحزن والمؤسف أن الممارسات الدينية ـ السياسية الإسلامية, أصبحت جلبابا ولحية وزبيبة وبوركا وحجابا ونقابا كاملين وعزل المرأة من أول عمرها عن المجتمع, بالإضافة إلى اعتبارها فكريا واجتماعيا أقل من نصف إنسان, وتقييم كل من لا يفكر مثلهم (أي الإسلاميين) كافرا زنديقا, يحلل دمه وتفجيره وغزوه...بدلا من نشر المحبة والـتآخي بين فئات الوطن الواحد ومع الشعوب الأخرى.
بعد كل هذا كيف تريدون أن نواكب ونرافق الأسـرة الإنسانية بعاطفة وعقل سليمين...
أكرر تأييدي ومودتي وصداقتي للأستاذ مصطفى حقي...
مع تحية مهذبة له ولجميع قراء هذا الموقع.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


9 - تعقيب
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 5 / 27 - 17:38 )
الأخ العزيز مصطفى كلامك صحيح تماماً ولكن أرجو أن تقبل مني هذا التعقيب لاتوجد علوم روحانية و أخرى مادية بل الصحيح هناك علم وهناك خرافة واسطورة ولك تحياتي


10 - الدكتاتورية العادلة
ahmed alaarabi ( 2011 / 5 / 29 - 12:02 )
اعتقد ان شعوبنا لا تنظر كثيرا للاديان عندما تؤيد حكامها فهي كباقي الشعوب تحلم بالدكتاتورية العادلة مثل هتلر وستالين وماو وباقي الاشخاص الذين تركوا بصمات في حياة شعوبهم وهذا ما انتبه له الاسلاميين الذين يعدون الناس بخلفاء امثال السفاح والمنصور وباقي الطغاة في تاريخنا الاسلامي طبعا مع بعض التجميل اعتقد هذا السبب الذي يجعل الشعوب العربية تميل للاسلاميين اكثر من غيرهم وقد استطاع بعض اشخاص معاداة الاسلاميين وكسب حب الشعوب امثال ناصر وعرفات وبورقيبة لانهم كانوا يمثلون الدكتاتور العادل


11 - ردي حول تعليقات
مصطفى حقي ( 2011 / 5 / 31 - 03:46 )
الأخوة المعلقين الكرام – هرمز كوهاري .. وهذه هي العلمانية وشكراً -
السيد أحمد بسمار الرائع والعودة إلى العصور الحجرية ملاذنا المناسب –
السيد عزيز محمد – شكراً لمرورك الكريم وبقاؤنا في االمساجد 24 ساعة
سيسجلنا في أخر قائمة الشعوب – سيد ياسر الحر ، لك المحبة والشكر – الأخ
علي سالم وبدوري أشد على يدك وشكراً – العزيزة ليندا كبرييل شكراً
والظروف صعبة ولك كل الود –الأخ محمد ماجد ديوب _ أوافقك وشكراً – السيد
أحمد العربي – حقا انها الديكتاتورية العادلة وبجدارة وشكراً



12 - تعليق
aymen ( 2012 / 7 / 20 - 10:43 )
قولكم أن الدين يدعو للتكلس و التحجر غير صحيح
راجع الدكتور عدنان إبراهيم
و الدكتور عمرو خالد و الدكتور طارق سويدان

اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس