الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلفي الحر ، و السلفي الحكومي

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 5 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


إنحرقت ورقة الإخوان ، و لم يعد لها جدوى في يد النظام الذي أسسه مبارك ، بعد أن أثبتنا قوتنا ، ففجرنا الثورة بدونهم ، و سرنا أياما ، و ليالي ، في طريق الثورة بدون أن يلحقوا بنا .
أثبتنا فراغ الفزاعة التي لطالما حاولوا إخافتنا بها ، و إنها ليست سوى خيال مآتة ، لا يفزع إلا ضعاف النفوس .
بل و تمزقت هالة الإحترام لتلك الجماعة بعد أن ثبت للشعب المصري ، و العالمين العربي ، و الإسلامي ، و لبقية العالم ، إنتهازيتها ، عندما ذهبت للتحاور ، أو التفاوض ، مع عمر سليمان ، بعد كل الدماء المصرية الزكية التي أريقت في جمعة الغضب ، و في الثاني من فبراير الدامي ، لتحاول أن تشتري بدم الشهداء بعض المنافع لها .
و بعد أن عقدت صفقة مشينة مع النظام ، مانعة الإجهاز عليه كلية ، إستحوذت كمكافأة على ذلك على لجنة تعديل الدستور .
سقط الإخوان ، حتى لو إكتسحوا الإنتخابات البرلمانية القادمة ، لأننا نعلم أن فوزهم سيكون نتيجة منطقية للترتيبات التي تمت بالفعل بين السلطة الحالية ، و تلك الجماعة السياسية الإنتهازية .
سقط الإخوان ، و ثبت ضعفهم ، و إنتهازيتهم ، فكان لزاماً على السلطة اللعب بكارت جديد ، أو صناعة فزاعة أخرى ، بهدف وأد الثورة ، أو وأد التغيير .
الفزاعة الجديدة ، هي السلفية .
السلفية ليست جماعة سياسية مثل الإخوان ، بل هي مذهب ، و الفارق كبير بين جماعة سياسية ، لها برنامج سياسي ، و ثقافي ، و إجتماعي ، مثل الإخوان ، و بين مذهب ، لا يوجد فيه مرشد عام ، و مرشدين إقليميين ، و هيئات منتخبة ، و تعليمات صارمة ، بل هو مظلة ينضوي تحتها كل من يعتنق ذلك المذهب .
يهمنا إذاً أن نفهم السلفية ، لكي نعرف هل السلفية حقاً فزاعة ، كما يريد جهاز مباحث أمن الدولة - الذي لازال يعمل ، و يصول ، و يجول ، ليشعل حرب أهلية ، برغم ما قيل عن حله - أم أن السلفيين معنا ، في صف الثورة يهتفون ، و في خندقها يقفون مناضلين ؟
السلفيون في الحقيقة نوعان ، سلفي حر ، و سلفي حكومي .
السلفيون الأحرار ، ينقسمون بدورهم إلى مجموعات فرعية ، لكنها كلها تجمع على مبدأ واحد ، هو معارضتها للنظام الحاكم الذي أسسه مبارك ، و تتراوح أشكال تلك المعارضة بين الإنعزال عن المجتمع ، و الإبتعاد عن كل إتصال بالسلطة ، إلى المعارضة السلمية للسلطة ، و التركيز على العمل الدعوي ، إلى أن تصل إلى أقصاها تطرفاً في حمل السلاح ، كما حدث في التسعينيات من القرن العشرين ، أو اللجوء إلى الإرهاب كما تفعل القاعدة .
أي إنهم - أي السلفيين الأحرار - ضد النظام الذي أسسه مبارك ، و هو النظام الذي لازال يحكم مصر بشكل ، أو آخر ، لليوم ، و يفكر في البقاء بشكل ، أو آخر ، أيضاً ، في المستقبل .
على نقيض السلفي الحر ، يقف السلفي الحكومي .
السلفي الحكومي كل تصرفاته ، و مواقفه ، تخدم أهداف السلطة الإستبدادية .
فهو فظ ، غليظ القلب ، عكس ما يجب أن يكون عليه المسلم ، لأن وظيفته هي نشر الكراهية للإسلام الحقيقي .
السلفي الحكومي هو الذي بايع مبارك في عام 2005 كولي للأمر ، برغم ما هو معروف عن مبارك من سفك للدماء ، و لصوصية .
السلفي الحكومي هو الذي إعتبر ثورتنا على مبارك ، و التي بدأت في الخامس و العشرين من يناير 2011 ، خروج على الحاكم الشرعي ، و إعتبر بالتالي ثوار يناير ، و فبراير ، 2011 ، خوارج ، و بالتالي تحل دمائهم ، أي قدم بشكل غير مباشر فتوى للنظام الحاكم لسفك دماء الثوار .
و كنتيجة منطقية لموقف السلفي الحكومي من الثورة ، فقد رفض أن يطلق لقب شهيد كل من سقط قتيلاً دفاعاً عن العدالة ، و دفاعاً عن مال الشعب ، و رافضاً للإهانة .
السلفي الحكومي هو الذي يقف مطالباً إيانا أن نجهض الثورة ، ليحمي لص قاتل كمبارك ، و يحمي لصوص عهد مبارك ، و يحمي مجرمي جهاز الشرطة ، و بخاصة مجرمي جهاز أمن الدولة ، متجاهلاً أن مبارك سقط رغماً عنه ، أي بعد أن قدر عليه الشعب المصري ، فهو لم يسلم نفسه طواعية ليحظى بالعفو .
السلفي الحكومي هو الذي يرفض القصاص من مجرمي أمن الدولة ، و زبانية التعذيب في جهاز الشرطة الفاسد الدموي .
السلفي الحكومي يتجاهل أن في القصاص حياة .
السلفي الحكومي هو الذي يتحمل مسئولية مهاجمة الكنائس ، و إحراقها ، و إحراق المساجد التي بها أضرحة ، في الوقت الراهن ، بحجم لم يكن معهود في عهد مبارك ، لأن المطلوب الآن هو إشعال فتنة طائفية ، تجر مصرنا لحرب أهلية .
السلفي الحكومي و برغم إنه عارض الثورة ، و نعت الثوار بالخوارج ، إلا إنه ما أن نجحت الثورة في الإطاحة بمبارك ، حتى إنطلق يطلب مصادرتها لحسابه ليروع الشعب .
السلفي الحكومي هو الذي يرفض الديمقراطية التي يُفترض إنها تفتح له باب الوصول للحكم ، و الذي كان موصداً في وجه السلفيين كلية في عهد مبارك ، و في أي عهد إستبدادي .
بإختصار السلفي الحكومي مواقفه كلها ، حتى المناقضة لمواقف النظام ، تخدم النظام تماماً .
إنه السلفي الزائف .
السلفي الحر ، أو السلفي الحقيقي ، الذي يرفض العنف ، و الإرهاب ، يقف معنا .
كان معنا معارضاً لمبارك بشكل سلمي ، و وقف معنا ، و لو بقلبه ، عندما ناضلنا ضد مبارك ، و هو معنا في نضالنا من أجل القصاص من مجرمي عهد مبارك ، الصغار ، مع الكبار ، بدون إستثناء ، و هو أيضاً معنا في النضال السلمي من أجل حقوق الإنسان التي تحميه من الإعتقال ، و التعذيب ، و هو معنا من أجل ديمقراطية حقيقية ، تعطيه الأمل في الوصول للحكم ، منفرداً ، أو مشاركاً .
السلفيون الحقيقيون المسالمون في خندق الثورة ، في خندق الشعب .

رسالة عاجلة : أرجو من الرئيس الروماني تريان باسيسكو ، و جهاز المخابرات الرومانية ، و المخابرات العمر سليمانية ، و أفراد مباحث أمن الدولة الذين لازالوا يعملون بحرية مطلقة في رومانيا ، ترك طفلي - و الذي أتم فقط تسع سنوات هذا الشهر - و شأنه ، و إحترام حقوق الطفل ، و إدراك أن طفل مثله لا يجب أن تشمله ، و لا أن تمسه ، الحرب القذرة التي تشنها تلك الأجهزة القمعية مجتمعة ضدي .
هذه الرسالة جزء لا يتجزء من المقال ، و حذفها ، أو التلاعب فيها بأي شكل ، يعد تلاعب في المقال .

المنفى القسري : بوخارست - رومانيا

25-05-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة