الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ان لله كواتم من حديد

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2011 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


منذ سقوط النظام البائد في نيسان 2003 ولحد الان قتل ما يزيد على المليون مواطن ضحايا اعمال العنف التي رافقت السقوط، وشاهد العراقيون طرق جديدة للقتل لم تكن مألوفة لديهم أو سارية بينهم فظهرت سيوف الرحمة بأيدي ملائكة الرحمة لتنزل العقاب بالخارجين عن القانون السماوي، وشوهدت الرؤوس وهي تقطع عبر وسائل الاعلام ،او جثث مفخخة تقتل الأمنين،أو سيارات وأحزمة ناسفة تفتك بالمساكين،الى عبوات لاصقة وأخرى ماحقة وسطو في وضح النهار وعصابات تجوب البلد دون رادع او رقيب،وطالما بررت الدولة الامور باختراق امني ووجود عناصر مدسوسة في الاجهزة الامنية دون ان تستطيع هذه الدولة الجبارة من كشف حقيقة ما يجري ومن يقف ورائه وكأن المجرمين يرتدون طاقية الاخفاء،وطالما وعدت الدولة باجراء التحقيقات وكشف الحقائق الا ان الحقائق لم تظهر لحد الان ونتائج التحقيق تصبح طعما للنسيان والتماهي لينشغل الناس بحادث وتحقيق جديد، ويبدو ان هذه سنة جديدة سارت عليها الحكومات المتعاقبة وضحكت من خلالها على الملايين من البسطاء الذين اغمضوا اعينهم وسدوا آذانهم وأغلقوا افواههم بانتظار مخلص من السماء.
وآخر "الفيكات" الجديدة كاتمات الصوت، وهي كواتم مستوردة او مصنعة محليا راح ضحيتها آلاف الضباط والأساتذة والناشطين السياسيين والمثقفين والصحفيين والمعارضين والمعادين والسائرين في دروب السلطة وفلكها نتيجة خلافات سياسية أو تصفيات بين عصابات منظمة نهبت كل شيء في العراق.
هل يعقل احد ان بلدا مثل العراق فيه اكثر من مليون عنصر امني لا يستطيع الوصول الى مجرمين يعيثون فسادا في وضح النهار، وهل يعقل ان الامن والمخابرات العراقية لا تعرف القائمين او الواقفين خلف هذه العمليات، فاذا كانوا قاصرين عن الوصول الى الحقائق فما جدوى بقائهم وارهاقهم لخزينة الدولة بما يصرف عليهم من مليارات الدولارات ، واذا كانوا مشاركين في الأجرام فما المبرر لبقائهم في هذه الأجهزة التي سارت في طريق يتقاطع والهدف الذي وجدت من أجله.
من المسؤول عما يحدث هل السلطة الحالية بعيدة عن المسؤولية،وهل الكتل السياسية المتصارعة في منأى عنها أم انهم مشاركين فاعلين فيها أو واقفين خلفها.
ورد في الاثر ان مالك الاشتر عندما نسب للعمل واليا على مصر جهز له معاوية ابن ابي سفيان من يلاقيه وسط الطريق ليقدم له سويق من عسل وما ان استقر في امعائه حتى لفظ انفاسه دون ان ينعم بالولاية الموعودة مما مهد لابن العاص السيطرة على مصر واحتوائها فقال معاوية قولته المشهورة"أن لله جنودا من عسل" فهل تحول جند الله الى كواتم ومفخخات وعبوات وعصابات تعيث في الأرض فسادا،وكم هم الذين ذهبوا ضحية جنود نسبوا للله دون ان يدري بهم ليكون شريكا في جرم لا يعلم به، ومتى يكون الله بمنأى عن القتلة والمجرمين والظالمين والفاسدين الذين يحكمون بأسمه ويقودون الملايين الى مسالخ الذيح والقتل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ محمد على محى الدين المحترم
على عجيل منهل ( 2011 / 5 / 25 - 21:57 )
هنالك أساليب جديدة في تنفيذ جرائم الاغتيالات بكواتم الصوت،-وتسعي الأجهزة الأمنية لتفعيل مذكرة القبض الصادرة ضد رئيس هيئة علماء المسلمين، حارث الضاري بتهمة الاشتراك في عمليات الاغتيال التي تشهدها بغداد.
الجزء الأكبر من عمليات الاغتيال بالمسدس الكاتم للصوت والعبوات اللاصقة ينفذها تنظيم
القاعدة، والجزء الآخر من قبل أزلام النظام المباد، اضافة الى التصفيات التي تنفذها عناصر إجرامية بدوافع تتعلق بالفساد الاداري أو السياسي
واضاف ان «حارث الضاري متورط بشكل مباشر بتنفيذ جزء من عمليات الاغتيال»، مشيرا الى وجود مذكرة قبض صادرة ضده ومن المؤمل ان يتم تفعيلها من قبل وزارة الداخلية بالتنسيق مع الشرطة الدولية».
و اساليب جديدة يستعملها منفذو الاغتيالات، للايقاع بالضحايا، منها ما ينفذ من قبل أشخاص ينتحلون صفة باعة جوالين في التقاطعات والشوارع الرئيسة، وعمليات أخرى ينفذها أشخاص يختبئون في الاحواض الخلفية للسيارات
الموضوع مهم جدا والشعب ساكت عن هذه الجرائم اليومية تحياتى لك واننا فرحنا بعودتكم للكتابة فى الحوار


2 - رائع
حامد كعيد الجبوري ( 2011 / 5 / 25 - 22:37 )
دائما ايها النبيل تختار المواضيع الدسمة والمهمة تحية لقلمك الوطني الشريف


3 - الحضور المتميز
باسم محمد ( 2011 / 5 / 25 - 23:16 )
سيدي الفاضل
مقال رائع من كاتب اكثر من رائع.
تحياتي وتقديري لشخصكم الكريم.


4 - ليش متعجب؟
عباس فاضل ( 2011 / 5 / 26 - 03:37 )
عمي ليش متعجب ؟ ادري قبل الجن جان تكتل بالسهام مثل ما كتلت سعد بن عبادة بس هسه الوكت تطور وصارت الجن تستعمل كاتمات الصوت والمفخخات ولهالسبب الحكومة الله يحفضهه مدتكدر تكمش الجنات ! عمي دستر عله نفسك واحجيلنه عالدوري لو عله ميناء مبارك وذيج الشغلة من نفسهه راح تنحل , يعني من مراح يبقه بالعراق لا طبيب ولا عالم ولا معارض وكل آت لناظره لقريب .اودعناكم مولانه


5 - الاخ علي عجيل منهل
محمد علي محيي الدين ( 2011 / 5 / 26 - 06:01 )
لا اود الدخول في الاسماء والتفاصيل ولكن يظهر ان الكثير من القوى المشاركة في العمل السياسية تقف خلف هذه الاعمال وان بعض القائمين بها يركلون السيارات المضللة التي تخترق السيطرات دون ان يستطيع ايقافها احد وقد لا تتدخل القوى الامنية الموجودة قرب الحادث في الامر المشكلة اكبر من هذا التبسيط والضاري والقاعدة الارهابيين يشكلون جزءا منها والجزء الاحر تسهم في جهات اخرى


6 - ردود
محمد علي محيي الدين ( 2011 / 5 / 26 - 06:06 )
الاستاذ حامد كعيد
شكرا لمرورك الكريم وتعليقك الذي بشمل اكثر الكتاب الوطنين المخلصين والى امام لبناء بلد القانون والعدالة
الاخ باسم محمد
شكرا والف شكر لجميل الثقة وعسى ان اكون كما توقعتم
العزيز عباس فاضل
ربما كتابتي عن الجن والجنيات له اسبابه فقد انشغلت هذه الايام بدراسة الموروث الشعبي وهو غارق في هذه الامور لذلك رايت ان اكثر ما يحدث في العراق يقف خلفه الجن والعفاريت


7 - الديمظراطيه
د.قاسم الجلبي ( 2011 / 5 / 26 - 14:42 )
سيدي الكريم ,قراءنا في بعض الصحف الوطنيه والمغرضه منها باءن حكومتنا الدمضراطيه العتيده قد فاتحت عصابه المجرم حارث الضاري القاعدي الاصيل برمي السلاح والعوده الى الصف الوطني ,ان كان هذا الخبر صحيحا فاءقرىءعلى العراق الديمظراطي السلام ,شكرا لمقالكم الكريم هذا وعوده ميمونه الى الحوار المتمدن


8 - الاستاذ قاسم الجلبي
محمد علي محيي الدين ( 2011 / 5 / 26 - 17:52 )
شكري لمشاعرك الكريمة بعودتي للحوار رغم اني فيه ومن صلبه الا ان ظروفا طارئة ابعدتني عنه هذه الفترة وربما ستنقضي واعود كما كنت سابقا اقرع الرؤوس العفنة التي تمادت في غيها واحالت نهار العراق الى سواد
اما الضاري والعاري ومن لف لفهم فهؤلاء لم يختلفوا مع ابناء العم سام المتربعين على عرش العراق على مصالح العراقيين وجوهر خلافهم حول اقتسام الغنائم ومتى ما افسح لهم في المجال تراهم في المنطقة الخضراء يرفبون بثياب النعيم ويرجع الود القديم بين اصحاب المصالح التي فرقتهم وستجمعهم اخوة على سرر متقابلين


9 - على اللامى يسقط بالكاتم
على عجيل منهل ( 2011 / 5 / 26 - 20:54 )
اغتال مسلحون يستخدمون اسلحة كاتمة للصوت في وقت متأخر من يوم الخميس علي اللامي، رئيس هيئة المسائلة والعدالة، في العاصمة العراقية بغداد.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية إن اللامي قتل في سيارته.
وكانت هيئة المساءلة والعدالة قد منعت المئات من المرشحين من المشاركة في الانتخابات النيابية الاخيرة بدعوى انتماءهم لحزب البعث

اخر الافلام

.. بيسان إسماعيل ومحمود ماهر.. تفاصيل وأسرار قصة حبهما وبكاء مف


.. إسرائيل تتوغل في جباليا شمالا.. وتوسع هجماتها في رفح جنوبا |




.. واشنطن: هناك فجوة بين نوايا إسرائيل بشأن رفح والنتيجة | #راد


.. الكويت ومجلس الأمة.. هل أسيء -ممارسة الديمقراطية-؟ | #رادار




.. -تكوين- مؤسسة مصرية متهمة -بهدم ثوابت الإسلام-..ما القصة؟ |