الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام في ثورة الياسمين ا لسورية

بدرالدين حسن قربي

2011 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


كلام في ثورة الياسمين السورية
بدرالدين حسن قربي
نزعم أن ثورة الياسيمن السورية التي تطالب بالحرية والكرامة في خطها العريض هي ثورة ضد الاستبداد والفساد ولاشيء غيره. فلو لم يكن هناك قمع فاضح طال، وقهر واضح استطال، ونهب ولصوصية انعدم فيها الحياء بالمرّة لما تحرك أحد. ولو أن النظام رغم كل عُطله وأعطاله استجاب وإن جزئياً لمطالباتٍ ومباداراتٍ استحقاقاتُها قائمة من عشرات السنين لما تحرك أحد أيضاً. وإنما عناده ورفضه لأي حلحلة أو إصلاح، بل اختياره للحل الأمني والدبابات والرصاص وإراقة الدماء في مواجهة الاحتجاجات كان بمثابة إعلان الحرب على السوريين، ومحاصرتهم بحلٍ لاخيار لهم فيه: الشعب يريد إسقاط النظام.
النظام السوري من طرفه يرى في الاحتجاجات مؤامرةً خارجية، أدواتها في الداخل من يطلق عليهم حسب مزاجه وزنقته تارةً اسم مندسين، وحيناً عصاباتٍ إرهابية، وأحياناً سلفيين وطائفيين وأحياناً مؤامرات حريرية خدّامية بندرية صهيو أمريكية تهدف للنيل من مقاومته وممانعته وصموده، وهو كلام يقول بمثله حلفاؤه وإن بدا لنا بعض التفاوت في ارتفاع الصوت وشدة الخطاب، وطريقة الدعم والمساعدة، فلكل منهم حساباته، التي يجب أن تصب في طاحونه النظام السوري انتهاءً. ولخروج النظام من أزمته كانت له محاولات كثيرة تعددت ملامحها، جربت كل الطرق إلا الابتعاد عن المذابح والمجازر اليومية، أوعمليات الرصاص المصبوب وصدمات الرعب أو حتى التهدئة فيها، مع تخويفنا من حروب طائفية، وتكسّر الخط المقاوم الذي سيذهب بالمنطقة إلى الخراب.
في مقابل اتهامات النظام ومحاولاته، خرجت أصوات جهورية خشنة من بعض عرب الخليج ومشايخهم ومعها أصوات ناعمة لقلةٍ لاتكاد ترى من السوريين يدوّرون الممارسات الطائفية للنظام وفق رؤيتهم من زاوية دينية بحتة لتاريخٍ مضى كانت له قضاياه وفتاويه مما لاعلاقة له بحقائق التعايش وواجبات المواطنة في عصورنا الحديثة، وكأنه يراد لنا العودة إلى مئات من سنين خلت، تجاوزها الناس وباتت في ذمّة التاريخ. وفي مقابل اتهامات النظام أيضاً لثورة أحرارٍ وحرائر على الامتهان والإذلال والنهب واللصوصية بالارتباط والتآمر والنيل من شعاراتٍ اقتات ويقتات عليها ويقمع الناس بها ويقهرهم، ارتفعت أصوات تؤكد على أحقية الثائرين بالمقاومة وصدقيّة احتضانها، ومستقبلها في تحرير الجولان وفلسطين وتكسير الحدود.
مانحب تأكيده أن حقيقة ثورة الياسيمن هي في استعادة حرية سليبة وكرامة مهانة، بالخلاص من الاستبداد واللصوصية بفعل وطني بحت، بعيداً عن التأثير والممارسة الطائفية، بدليل الشعارات المرفوعة دائماً المؤيدة لذلك من مثل الشعب السوري مابينذل، مسلمين ومسيحية وسنية وعلوية الكل بدو حرية، الشعب السوري واحد واحد واحد، والتي كانت تعلو أكثر وتتجدد بوعي شعبي ووطني لافت، وتتأكد مع توحش القمع والقتل وإراقة الدماء من قبل السلطة، وأنه أيضاً لولا الممارسات الظالمة والمتوحشة وسرقة الأموال العامة على رؤوس الأشهاد التي تجاوزت كل الحدود لما استقيقظ سوري من رقدة العدم التي وضعه فيها النظام الأسدي، وكذلك فإن مواجهة النظام في حقيقتها ليست في جدليات ومزاودات ليس وقتها عن المقاومة والممانعة والاسترجاع والتحرير بما لايعني أبداً غياب الجولان وفلسطين عن ضمير كل سوري. بل هي في التأكيد على استحقاقات شعبية ناجزة تريد إسقاط النظام، أكّدها أحرارنا وحرائرنا أطفالاً ونساءً ورجالاً وعمّدوها بدمهم على أرض البطولات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة