الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مالكم كيف تحكمون؟

خالد عبد القادر احمد

2011 / 5 / 27
كتابات ساخرة




اعتذر الى الله عز وجل على هذه استعارة هذه الاي الشريفة, ضعها عنوانا لخطاب انساني, لكن لكل ماقعة خطاب, ولا يوجد اكثر من هذه الاي بلاغة لوصف حالة العجب, من كتابنا اللذين اخذهم العجب من سلوك الحزبين الديموقراطي والجمهوري وردة فعلهم _ الهوليودية_ رائعة الاخراج, والتي احتفوا بها بشخص وخطاب نتنياهو في الكونغرس الامريكي,
واولا احب ان اذكر كتابنا ان ردة فعلاعضاء الكونغرس من الحزبين, هذه لم تكن طبيعية بل اتت في سياق سيناريو بروتوكولي معد مسبقا. وكان القصد منه توجيه رسائل لاطراف متعددة:
الرسالة الاولى موجهة لنتنياهو والقوى السياسية في اسرائيل, ومفادها ان ضامن امن _هذه _ القوى السياسية, هو الحزبين الديموقراطي والجمهوري, وبالتالي فان علاقة هذا الكيان بالادارة الامريكية يجب ان معبرها هو الحزبين, فهما وليس الادارة الامركية مفتاح الديموقراطية الامريكية, وان بيدهم الابقاء على تاييد الراي العام الثقافي لاسرائيل, لذلك فان علاقة القوى السياسية الاسرائيلية الرئيسية يجب ان تكون بهذه الاحزاب وهذه المؤسسات, وهذا امر تفهمه جيدا القوى السياسية الاسرائيلية وهي تعمل على الاستجابة له, ولا تستجيب اصلا الادارات الصهيونية لضغوط الادارات الامريكية الا في حال اسندها ودعمها موقف من هذه المؤسسات له حجمه ووزنه الفاعلين,
واذا عدنا لخلاف بيكر شامير سابقا لوجدنا ان اعلان وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر عن الخلاف مع الادارة الصهيونية التي كان رئيس وزرائها شامير تم في قاعة الكونغرس الامريكي وحظي بتاييده, وان اللوبي الصهيوني ذلك الوقت وقف عاجزا عن انقاذ تلك الحكومة الصهيونية فسقطت. لذلك لم يكن غريبا ان يتاسس ارتفاع شعبية نتنياهو, كما يقول الاستفتاء الذي اجرته جريدة هارتس, وان تتراجع حدة الخلاف الصهيوني الداخلي حول لاءات نتنياهو التفاوضية,
ان لنتنياهو اذن مهمة مستمرة تهم المصالح الداخلية للاحزاب الامريكية, وتتعلق بالاستمرار في انهاك الشخصية الرئاسية لباراك اوباما, اي العمل على عدم توليه الادارة لولاية ثانية,
هنا ناتي للرسالة الثانية والموجهة للرئيس اوباما شخصيا, والتي مفادها القول كم هو عميق خلافنا معك ايها الرئيس, وكم نستطيع اضعاف موقفك, الى الحد الذي تبدو معه ضئيلا امام رئيس وزراء دولة اجنبية حتى لو كانت حليفة, فلم يكن بروتوكوليا لائقا بالكونغرس الامريكي تقزيم الشخصية السياسية للرئيس في مواجهة شخصية سياسية زائرة, علما انه سبق لنتنياهو ان اذل الزعامة العالمية _لامريكا_ حين رفض الاستجابة لطلبها بتمديد تجميد الاستيطان,
ان المسالة هنا اذن لا تتعلق بخلاف بين الاحزاب الامريكية ومؤسسة الكونغرس على النهج السياسي الامريكي الخارجي, بل تتعلق باعلان موقف من هذه المؤسسات رافض لاعادة انتخاب اوباما لولاية ادارة ثانية. اما جوهر اختلافهم معه فيتعلق بطريقة واجراءات معالجته للازمة الاقتصادية الامريكية فقد اجتاز اوباما الخطوط الحمراء للطبقة الراسمالية الامريكية و امتيازات الشريحة البيروقراطية الادارية التي تسندها في ادارة المؤسسات والشركات الامريكية, لصالح الطبقات الوسطى والفقيرة اجتماعيا,
واذا كنا نفهم ان يكون عداء اوباما موقف الحزب الجمهوري, افلا يدل تناغم الحزب الديموقراطي مع هذا الموقف دليلا على ان هذا الحزب يعض على اصابعه ندما لانه رشحه لانتخابات الرئاسة وفضله على هيلاري كلينتون الاكثر انتماءا عرقيا واستجابة منهجيا للطبقة الراسمالية الامريكية؟
ان للكيان الصهيوني اذن مهمة لا تتعلق فقط بالحفاظ على مصالح امريكا _ الواحدة_ بل ايضا تتعلق بمصالح الاطراف الداخلية للديموقراطية الامريكية والتي نجد هنا ان المصلحة الطبقية وحدتها ضد ادارة فشلت في الحفاظ على مصالح ومقدسات هذه الطبقة.
اني اظن ان موقف الاحزاب والكونغرس الامريكي سيكون ذاته, حتى لو وقف نتنياهو وقال مباشرة اني الغي عملية التسوية جميعا, وعمليا هذا هو ما قاله بلاءاته التي اعلنها,
ان وزن الخلاف الذي ابرزته هذه الاحزاب مع الادارة الامريكية حول نهج هذه الادارة في التعامل مع الصراع الفلسطيني الصهيوني, وهو وزن مضاعف ولا يعبر عن حقيقة الموقف الحزبي من التسوية, بل يعبر عن حقيقة وزن الخلاف بينها وبين الرئيس الامريكي نفسه, فلا ننسى ان الحزب الجمهوري في عهد بوش الاب هو الذي افرج عن مسار التسوية وان بوش الابن رغم كل مساوئه هو الذي اعلن مبدأ حل الجولتين, وان الرئيس الديموقراطي كلينتون بينهما لم يحد عن ذلك, بل انه جسده بروتوكوليا حين زار مناطق السلطة وعومل وتعامل بندية رئاسة الدول,
نعم ان تكلفة هذا الخلاف الداخلي الامريكي تضيفها الاطراف الامريكية _ جميعا_ على الفاتورة الفلسطينية, لكنني لا الومهم في ذلك, فنحن الفلسطينيون لم نغلق هذه الفاتورة بعد, فنبقيها مفتوحة ونسم لكل من هب ودب ان يضيف عليها تلكفة خلافاته الذاتية’ وارى انه ان اوان اغلاقها, بل واجبار الاطراف الاجنبية على فتح فواتيرهم و اضافة تكلفة التحرر الفلسطينية عليها,
ان المسار الى هذه الحال يتطلب من القيادة الفلسطينية بدء تفعيل مقولة القرار الوطني المستقل, وتفعيل دور وزننا الجيوسياسي في الصراع العالمي, وربما لن نحتاج لان تشعل ليلى خالد الكبريت وتحرق النفط, ولكن ان احتجنا لذلك فلم لا نشعله؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده